هل سينتهي الانقسام يوماً؟
كتب رئيس التحرير

أقلام – مصدر الإخبارية
سؤال يتردد على لسان كل فلسطيني وفلسطينية كبيراً وصغيراً: أما آن لهذا الانقسام البغيض أن ينتهي؟
طبعاً لا أحد، في الوقت الراهن، لديه إجابة على هذا السؤال الموجع، لكن الأيام أو الشهور، وربما السنوات القليلة المقبلة قد تحمل الاجابة السعيدة.
ربما لا نبالغ إن قلنا أن معظم الفلسطينيين فقدوا الأمل في إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية المنشودة، والخروج من عنق الزجاجة.
لدرجة أن لا توجد أي جهة أو حتى شخص واحد خرج اليوم في الذكرى السادسة عشرة للوقوف ولو دقيقة واحدة ضد الانقسام، أو للمطالبة بإنهائه.
فقد الأمل والشعور باليأس والإحباط من عدم القدرة، أو رغبة البعض في إنهاء الانقسام يعكس تكيفاً مرضياً مع حالة شاذة طال أمدها.
والتكيف وسيلة نفسية واجتماعية محمودة، عادة، لأنه يُتيح للإنسان أن يوائم أوضاعه المعيشية والاجتماعية مع كل مستجد سلبي، ويحصنه من الاكتئاب، واللجوء إلى خيارات قاسية ومدمرة، من بينها الانتحار.
لكن التكيف المرضي يعني أن الشعب الفلسطيني، بخاصة في قطاع غزة، مهد الانقسام، ونموه وترعرعه، رضخ لنكبة جديدة، وأصبح يتعامل معها على أنها أمر واقع لا مناص ولا نجاة من تداعياته، على عكس رفضه ومقاومته نكبة فلسطين عام 1948.
ومع ذلك يجب ألا نفقد الأمل، وألا نتكيف مع الانقسام والمنقسمين، بل مقاومته بكل السبل والوسائل، حتى لو بكلمة وهذا أضعف الإيمان.
وفي الواقع هناك كثيرون لم يفقدوا الأمل، وهناك شخصيات وجهات فلسطينية وعربية وأجنبية لم تفقد الأمل، بل تعمل من أجل إنهائه اليوم قبل الغد.
والحقيقة أن هناك حوارات دائمة خلف أبواب مغلقة لرأب الصدع وتوحيد الصف والكلمة لمواجهة مختلف التحديات والقضايا والملفات على أجندة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمها الاحتلال والانقسام.
ويحق للسائل أن يسأل لماذا لم تسفر كل النوايا الحسنة والجهود والاتفاقات عن وضع حد لهذا الانقسام؟
البعض يتهم هذا الطرف أو ذاك، أو كلاهما معا، وبعض أخر يُلقي باللوم على قوى فلسطينية ثالثة وازنة في الشارع الفلسطيني بأنها لم تبذل ما يكفي من الجهد لإنهاء الانقسام ولم الشمل.
وهناك من يذهب في اتهاماته وتشاؤمه إلى أبعد من ذلك، ويقول في صورة حاسمة قاطعة جازمة: لن ينتهي الانقسام في عهد الرئيس محمود عباس.
ويقول هؤلاء: في اليوم التالي لغياب الرئيس سينتهي الانقسام فوراً، وسيستعيد الشعب وحدته ولحمته، على رغم كل المخاطر التي يتم الحديث عنها أو تداولها في مرحلة ما بعد أبو مازن.
قد يكون ذلك صحيحاً، وهم يدّعون بكل ثقة: الانقسام وقع في عهده، لكنه لن ينتهي في عهده.
ويذهبون إلى أبعد من ذلك، بالقول إن التراجع والمآسي والمظالم في عهده غير مسبوقة، وأنه تم تجميد كل شيء في عهده، فلا نهاية للانقسام، ولا مفاوضات، والاحتلال الاستيطاني يتمدد ويتوسع، والفقر واليأس والاحباط يضرب أطنابه في الجذور.
ومع ذلك، سيظل الأمل مشتعلاً في نفوس الفلسطينيين بأن تأتي لحظة ما، يوم ما، ويتغير فيه كل شيء.
فالفلسطينيون توّاقون ليوم يتفق فيه قادة حركة “فتح” ويتوافقون فيما بينهم على خطوط عريضة وسياسات وخطط وبرامج تحمي الحركة والجبهة الداخلية والشعب من انقسام جديد.
مطلوب انجاز هذه المهمة اليوم قبل غدٍ، ليذهبوا صفاً واحداً لوضع أيديهم في أيدي قادة حركة “حماس”، وبقية الفصائل والمكونات من أجل صنع مستقبل مشرق لشعب عاش طويلاً تحت الاحتلال والظلم والحصار والانقسام.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال والانقسام والفساد حلقة جهنمية مترابطة