ماذا لو امتد العدوان الإسرائيلي على غزة لأيام أخرى؟

غزة-سماح سامي

شكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نقطة فارقة في حياة الكثير من أصحاب المحال التجارية والمشاريع الريادية في ظل تعطلهم عن العمل، وتكبدهم خسائر مالية فادحة.

ونفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، استمر لخمسة أيام قبل أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بينهم وبين المقاومة الفلسطينية.

وقال الإعلام الحكومي بغزة في تصريح صحفي، إنّ “طائرات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 15 سكنا بالكامل ما مجموعة 51 وحدة سكنية، وتضررت 940 وحدة سكنية منها 49 غير صالحة للسكن”.

وأضاف الإعلام الحكومي: “عدد الشهداء جراء العدوان بلغ حتى الآن 33 شهيداً، 30% منهم من النساء والأطفال، وإصابة 147 مواطناً، 60% منهم نساء وأطفال”.

وتابع: “بلغت القيمة التقديرية الأولية للخسائر جراء العدوان على غزة، قرابة 5 مليون دولار، القطاع الزراعي تعرض جراء العدوان لخسائر وأضرار مباشرة تجاوزت قيمتها 3 مليون دولار، جراء منع تصدير أكثر من 1000 طن من المنتجات الزراعية”.

وتعقيبا على ذلك، قالت وزارة الاقتصاد في غزة إن الخسائر الأولية لكل يوم خلال العدوان بلغت ١٠ مليون دولار نتيجة تعطل العملية الانتاجية.

وأوضح مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني أسامة نوفل، أن طواقم حصر الأضرار بدأت منذ صباح اليوم بمهامها الميدانية.

وأشار نوفل إلى أن الخسائر الأولية شملت قطاعات الانتاج والتصدير والاستيراد والعمال والمحال التجارية الذين تعطلت أعمالهم نتيجة العدوان، مؤكدا أنه وبعد انتهاء طواقم الوزارة المعنية بحصر الأضرار سيتم الإعلان عن الخسائر النهائية التي خلفها العدوان الاسرائيلي.

مهند أحمد صاحب مشروع “كوخ” الذي تضرر بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة، نتيجة اغلاقه لمشروعه وورشته الخاصة بتصنيع المشغولات الخشبية المخصص بها، حيث تكبد خسائر كبيرة.

وأوضح أحمد لشبكة مصدر الإخبارية أن اغلاق محله وورشته طيلة أيام العدوان الإسرائيلي، راكم عليه الديون المستحقة على أصحابها، كما أنه لم يستطيع المطالبة بحقوقه المالية ممن عمل لهم مشغولات خشبية، في ظل ازدياد الوضع الاقتصادي سوءا نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه بالعام 2021 خلال العدوان الإسرائيلي الذي سبق هذا العدوان، خسر مشروعه وورشته بعد قصف منزله بطائرات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال:” كلما حاولنا النهوض من جديد، عصفت بنا المصاعب والويلات، لتقصر من أعمار مشاريعنا، ليصبح مستقبلنا ضبابي، لا نرى له أي أمل”.

وأضاف: ” حاولت استجماع ما تبقى لي من أدوات وماكينات ومال لأفتح مشروعي من جديد، لكن جاء العدوان الأخير ومر كل ما بنيته بغمضة عين”.

خسائر بالملايين
المختص بالشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر أكد أن اغلاق معبر كرم أبو سالم، حرم قطاع غزة من تصدير قرابة 24 شاحنة من الخضروات والفواكه وغيرها، ما تسبب بخسارة أكثر من نصف مليون دولار يوميا.

وشدد أبو قمر في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أن اغلاق المعبر لمدة 5 أيام ضاعف معاناة المواطنين، خاصة في مجال الطاقة، بسبب عدم ادخال الوقود المخصص لشركة الكهرباء.

وأوضح أن عدم دخول أكثر من 300 شاحنة محملة بالسلع، تسبب بتكبد التجار خسائر مضاعفة، حيث كانوا يدفعون أرضية على في الموانئ والمعبر.

وبين أنه على الرغم من أن فتح معبر رفح البري الواصل بين غزة ودولة مصر على مدار أيام العدوان، خفف الأزمة والأوضاع الانسانية قليلا، لكن هذا المعبر لم يكفي لسد حاجة الغزيين، وهو ما يعني أن اغلاق لمعركة كرم أبو سالم ضاعف معاناة المواطنين.

اقرأ/ي أيضا: بعد إغلاق لأيام.. الاحتلال يفتح حاجزي إيرز وكرم أبو سالم مع غزة

و”كرم أبو سالم” يعتبر المعبر التجاري الوحيد لغزة، ومن خلاله يتم إدخال مواد البناء والسلع والوقود والمواد الغذائية التي يحتاجها القطاع، ومن شأن إغلاقه التسبب في تفاقم أزمة اقتصادية ومعيشية كبيرة في القطاع، بينما يعد “إيرز” الحاجز المخصص لعبور العمال والتجار والمرضى من قطاع غزة، إلى أراضي الداخل المحتل.

وأعلن المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد عن فتح حاجز بيت حانون “إيرز” مع غزة من الساعة الثامنة صباحا، ومعبر كرم أبو سالم من الساعة الحادية عشر.

كما أعلنت الجهات المختصة في غزة عن فتح منطقة الصيد البحري، وذلك بعد أيام من إغلاق المعابر مع غزة في ظل العدوان الذي استمر خمسة أيام.

وكانت جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في قطاع غزة، الجمعة، حذرت من تداعيات استمرار إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون “إيرز” لليوم الرابع على التوالي.

تحذيرات من اغلاقه 

وقال أحمد أبو عيدة رئيس الجمعية في بيان إن “استمرار إغلاق المعابر من شأنه إلحاق خسائر مالية مباشرة وغير مباشرة في اقتصاد غزة تصل إلى ما يقارب الـ 50 مليون شيكل يومياً”.

وأضاف أبو عيدة أن “استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم الشريان الرئيس لدخول البضائع والمواد الغذائية يمثل عقابا جماعياً من شأنه زيادة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة وإلحاق الضرر بالقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، وتهديد عمل محطة توليد الكهرباء نتيجة عدم دخول الوقود اللازم لتشغيلها”.

وأكدت الجمعية أن مواصلة إغلاق معبر إيرز على الجانب الأخر من شأنه زيادة معاناة المرضى في القطاع، وحرمان رجال الأعمال وكبار التجار من إتمام صفقاتهم ونشاطاتهم الاقتصادية.