وضعت الحرب أوزارها.. ما الذي حققه نتنياهو أمام مفاجآت المقاومة بغزة؟

خاص – مصدر الإخبارية 

وضعت الحرب أوزارها في قطاع غزة، بعد خمسة أيام من العدوان الإسرائيلي الذي جاء مباغتاً باغتيال 3 من أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي، وما تلاه من مجازر وجرائم لم تتوقف لحظة، في حين جاء رد المقاومة الفلسطينية مفاجئاً وغير مسبوق.

تتوالى التحليلات تباعاً، حول ما الذي حققته حكومة نتنياهو المتطرفة في هذا العدوان وما الذي أوقعه في “ورطة” أمام مفاجآت المقاومة خاصة بعد تغيير استراتيجية الرد، وفي المقابل ما الرسالة التي أوصلها تنظيم الجهاد الإسلامي ومن خلفه باقي الفصائل في مواجهة غيرت جميع معادلات القوة.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أوضح في حديث خاص لشبكة مصدر الإخبارية، حول أبرز ما تم تحقيقه على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي في العدوان الجديد على قطاع غزة.

وقال عوكل إن: “المشهد العام والتقييم العام للمعركة لا يتوقف على الساعات الأخيرة إنما على المشهد بأكمله، فتوضع على الطاولة الأهداف الإسرائيلية من العدوان وكيف تصدت المقاومة له وهي الجانب المعتدى عليه في هذه المعركة”.

وأضاف عوكل أن “نتنياهو أراد تحقيق جملة من الأهداف على رأسها، موضوع استعادة الردع، ومن ضمن هذه الأهداف أيضا ترميم الاختلاف الحكومي وتوحيد الجبهة الداخلية”، مشيراً إلى هدف ثانوي وهو “تحقيق انتصار بشكل ما على المقاومة قبل انطلاق مسيرة الأعلام المتوقع أن تعيد إشعال المنطقة”.

وتابع: “عند وضع جميع هذه الأهداف على الطاولة سنجد أن إسرائيل لم تنجح وإن تمكنت من اغتيال ستة من كبار قادة سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وهذا يحسب على أنه نجاح استخباري وفني وعسكري، لكن هذا النجاح لن يساعد إسرائيل في أن ترسم المشهد الانتصاري الذي راهن عليه نتنياهو”.

وأوضح عوكل أن “سبب عدم نجاح نتنياهو في تحقيق أهدافه هو أن المعركة دارت بين “الجيش الذي لا يقهر” والذي لديه القدرة على خوض معركة على جبهات متعددة، والذي يدعي أن يمكنه إلحاق هزائم بكبرى الجيوش العربية، يواجه حركة الجهاد الإسلامي التنظيم الفلسطيني الذي تعد إمكاناته محدودة أمام العتاد الإسرائيلي، لكن جيش الاحتلال وبعد تنفيذه عمليات اغتيال لكبار قادة حركة الجهاد لم يستطيع تدمير قوة التنظيم ولم يتمكن من إيقاف صواريخه التي وصلت إلى عمق الداخل المحتل”.

وأكد أن الردع الإسرائيلي تهاوى أكثر فأكثر في هذه المعركة.

ولفت عوكل إلى أن انتهاء المعركة في غزة تعني أن نتنياهو سيعود إلى خلافاته الداخلية.

وقال إن “قوة الردع والقدرة العسكرية لا تتوقف على حجم الإمكانات، إذ أن جبهة إسرائيل الداخلية منهارة تماماً وخمسة أيام من العدوان، استطاعت حركة الجهاد إيقاف دولة الاحتلال على قدم واحدة؛ بعد حالة الشلل التام وإجلاء آلاف المستوطنين من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، بالإضافة إلى تغيير مسارات عشرات الرحلات الجوية، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الضخمة”.

وختم: أن إسرائيل لم تربح وستعود إلى أزمتها الداخلية من جديد، أما بالنسبة للأهداف الثانوية الأخرى التي من يينها شد الأنظار عن الضفة الغربية وقطع الوصل بين المقاومة في غزة والمقاومة في الضفة فقد فشل الاحتلال فشلاً ذريعاً في تحقيقه

وفي إشارة إلى الجانب الفلسطيني، قال عوكل إن “الجهاد الإسلامي كان أداؤه جيداً وتكتيكه واستراتيجيته في الرد على العدوان كان أسلوب جديد ومجدي أمام الغدر الإسرائيلي”.

وأضاف أن رد الحركة المسلح كان على قدر عالٍ من التنظيم، واستطاعت إرهاق واستنزاف إسرائيل، التي كانت تسعى إلى إنهاء الجولة خلال ساعات أو يوم، إلا أنها فشلت في تقدير فترة الحرب، إضافة إلى أن الحاضنة الشعبية كان لها دور كبير في دعم المقاومة والوقوف إلى جانبها معنوياً في صد العدوان.

اقرأ/ي أيضاً: يوم الفصل.. هل تجدّد مسيرة الأعلام المواجهة بين المقاومة بغزة والاحتلال؟