الوقت لصالح المقاومة.. هل توقف حكومة الاحتلال العدوان قبل مسيرة الأعلام؟

خاص – مصدر

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، مستهدفاً مواطنين آمنين ومنازلهم في محاولة للضغط على المقاومة ووقف إطلاقها الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة لكن دون طائل، فماذا تحمل الأيام القادمة؟

المختص في الشأن الاسرائيلي حسن لافي قال إن الاحتلال الإسرائيلي كان يريد استعادة الردع من خلال ضربة موجعة للمقاومة في غزة وفي وقت قصير، وأن لا تتضرر الجبهة الداخلية لديه ويرسل للجميع أنه قادر على عقاب المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي التي كان لها دور كبير في مشاغلته خلال الفترة الماضية.

وتابع لافي في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن الأمر الثاني الذي حاول الاحتلال تحقيقه بهذا العدوان يتعلق بالاحتياجات الداخلية لحكومة بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات للرأي أن 71% من الإسرائيليين يرون أن حكومته ليس لديها الردع الأمني وبدأت شعبيته تقل بعدما كان يلقب بسيد الأمن.

ولفت إلى أن الهدف الثالث هو الإشكاليات الداخلية في حكومته خاصة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي لم يشارك في جلسة الحكومة الأخيرة وقرر عدم التصويت في الكنيست، لذا أراد نتنياهو الهروب للأمام تجاه غزة من أجل لملمة الائتلاف.

وبين أن الشرط الذي وضعه نتنياهو لنجاح العملية هو أن تكون سريعة وموجعة ولكن المقاومة والجهاد بالذات أربكت الحسابات بالصمت عن الرد الأولي على الاغتيال، وبقيت 36 ساعة حتى بدأت الجبهة الداخلية للاحتلال تستنزف دون قتال، ثم بدأ رد موحد وبطريقة لم يتوقعها الاحتلال وبصواريخ وصلت “تل أبيب”.

وأضاف: “بعدها لم تُعط القبة الحديدية نتائج فعالة في اعتراض صواريخ المقاومة وهو تطور في نوعية وسرعة الصواريخ لديها، ثم سقط مبنى في رحوفوت وقتلت مستوطنة، ثم وصلت صواريخ للقدس وانقلبت المعادلة على رأس نتنياهو”.

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار تعثر لتصميم المقاومة على وضع الحكومة الأكثر تطرفا في موقف المتنازل والمستسلم لأمرها، وهو ما يهدد حكومة نتنياهو لذا ذهب لقصف المنازل لإجبارها على وقف إطلاق النار”.

واعتبر لافي أن استمرار التصعيد حتى يوم مسيرة الأعلام الخميس المقبل سيشكل فشلاً كبيراً للحكومة وسيكون لها خيارين: إما إلغاء المسيرة خوفاً من العمليات القتالية والصواريخ خاصة لمشاركة بن غفير فيها، أو أن تستمر وتستطيع المقاومة إفشالها وتعاد صورة 2021 في معركة سيف القدس وهي تكريس وحدة الساحة الفلسطينية.

وأكد أن الوقت لصالح المقاومة فإما أن يرضخ نتنياهو أو يفتح جبهة أوسع للقتال، وهو السيناريو الأكثر قلقاً وإذا استمر العدوان حتى مسيرة الأعلام سيتحول إلى القدس وستجمع الكل الفلسطيني والإسلامي والعربي.

وأوضح ان الاحتلال يتخوف من دخول حماس بكامل قوتها العسكرية للمعركة ويحاول عزلها عن الجهاد، مضيفاً: “إسرائيل لا تجد أهدافاً يمكن أن ترغم الجهاد على القبول بالضغوط الإسرائيلية، واستهداف القيادات لم يؤثر على الأداء العسكري والميداني لها، بل أظهر أن هناك سيطرة تنظيمية وخطة عسكرية تدار بحكنة، وأنها تستطيع تعويض القادة الكبار”.

وشدد المختص في الشأن الإسرائيلي على أن الاحتلال يحاول الضغط على المقاومة بقصف البيوت والمواطنين الآمنين وهو ليس جديداً عليه، ولكن لا يمكن وقف الصواريخ إلا بالرضوخ لشروط المقاومة وإلا ستكون الأمور أكثر سوءاً إذا تحولت لحرب مفتوحة.

اقرأ أيضاً: إصابة مستوطنين بجروح جراء سقوط صواريخ للمقاومة على غلاف غزة