مقال بعنوان: عزيزي أكرم عطا الله.. بقلم زياد عبد الفتاح

أقلام _ مصدر الإخبارية

هذا المقال بعنوان: عزيزي أكرم عطا الله.. بقلم الكاتب “زياد عبد الفتاح”

قرأتُ ما كتبتَه عن إياد الحسني مرة من بعد مرة من بعد مرة. تأثرتُ طويلاً وكثيراً بما كتبت، حتى إنني أكاد أكسر قلمي و أحرق سطور ستة عشر كتاباً وكلمات بالأطنان، كتبتُها طوال حياتي، ظانِّاً أنني مبدعٌ، أتي بما لم يستطعه الأوائل.

كم كنت خائباً ومسكوناً بالوهم، حين اكتشفت بعد أن أعدتُ القراءة في ما كتبتَه، مرةً من بَعد مرة أخرى، أنك عبأتَ في صدري مزيداً من الشك حول قيمة ما كتبتُ، وزرعتَ بكلماتك البسيطة الصادقة الكاسحة، الرعب في قلبي، ماجعلني أتساءل بعمق، عن جدوى ما كتبتُ، ولماذا امتهنتُ الكتابة وتجوَّلتُ بين الحروف والكلمات مستدعياً خيال الراوي وشطحاتي، دون أن يخطرَ لي إياد الحسني ولا خطرت لي ابنته التي لا أعرفها ولم أعرفه هو في الأساس، وعندما قرأتُ سطورك خطر لي أن الطيار الذي انقض بطائرته على إياد سواء كان أتى من البعيد البعيد أو أرسلها مُسيَّرةً، كم كان مجرماً وإرهابياً وقاتلاً ومجرم حرب، احترف القتل قلا يهمه من أصاب الصاروخ ومن أكل ومن هي ابنته البريئة وكم سبَّب لها من الألم الذي ضرب فيها مضاعفاً عندما خطر لها أن كل ما كان يفعله أبوها، أنه كان يحاول أن يعود إلى بيتهم بيت أبيه وأجداده ، الذي سطا عليه الطيار القاتل ومَن بعثوا به أو أرسلوه.

صديقي أكرم عطا الله

وجَعي يزداد في هذه اللحظات، حتى يكاد يُفقدني رشدي، وأنا أسمعهم هناك في البعيد البعيد ، في واشنطن، وفي الغرب التابع والذليل، أنهم مع حق القتلة، الذين يملكون كل هذه القوة المفرطة، في الدفاع عن أنفسهم! هل هناك نفاق أعلى من ذلك ! يدافعون عن حقوق الإنسان أو حتى حق شخص واحد ولا يأبهون لإبادة شعب بحاله !!

نم يا عزيزي الشهيد إياد الحسني الذي لم أقابله يوماً ولم أعرفه ، نم هنيئاً فلن تعدم روحك السبب ولا الوسيلة ، وهي تفتش في جيوب القتلة عن الوطن.

وانت يا ابنته الصغيرة واصلي خَطوَه، فأنت لستِ الطفلةُ التي غُلّت يدُها ذات يوم، عندما وقعتِ فانكسرت حين كنت طفلة.

اتبعي أباك الذي قضى وهو يفتش عن وطنٍ ، نفتش عنه كلنا ، هذا الشاخص الماثل فينا ، أمامنا ، وأمام أطفالنا إلى أبد الأبدين.

اقرأ أيضاً/ نتنياهو المنهار.. هل الدم الفلسطيني هو الحل؟