حسابات نتنياهو خسرت.. هل يرضخ لشروط المقاومة أم يجازف بمستقبله السياسي؟

خاص – مصدر
قرار بوقف محادثات التهدئة اتخذه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، وذلك بعد استمرار المقاومة بغزة في إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة ووصولها “تل أبيب”.
الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو قال لمصدر الإخبارية إن نتنياهو بدأ يخسر كل النقاط التي حققها عندما بدأ العملية على غزة باستهداف قادة المقاومة، ووضع خطة بأن يكون هناك سقف زمني للعملية وتحقيق الأهداف العسكرية، وأن لا تطول المعركة لأكثر من 48 ساعة.
وتابع سوريجو أن نتنياهو شن العملية لعدة أهداف، الهدف الأول تحييد الجهاد الإسلامي ومنعها من القدرة على المبادرة يوم مسيرة الأعلام الخميس المقبل وهو ما يرضي جزء كبير من حكومته.
أما الهدف الثاني فهو الحصول على صوت انتصار أمام الجمهور الاسرائيلي الذي بدأ يشن هجوماً عليه وأثر على شعبيته هو وحكومته، حيث وصلت لأقل من 55 مقعداً وقد ينتهي ولا يعود للحكومة ابداً.
واعتبر سوريجو أن الهدف الثالث هو أن يعيد الشعبية لحزب الليكود الذي خسر كثير من شعبيته وأن يسكت أصوات المعارضة، وقد اعتقد أنه سيقوم بتحقيقها بضربة خاطفة وسريعة وأن يكون الرد محدوداً وتتدخل وساطات وينتهي الأمر ويحقق ما أراد.
وتابع: “حسابات نتنياهو لم تأتِ كما يريد لأن المقاومة وضعت خطة ذكية جداً وتكتيكاً عسكريا ًجديداً بأن لا يكون رد فعل سريع، وأعطت الكثير من الوقت للرد على خطوة نتنياهو وهو ما شكل حالة من الهوس في الشارع الاسرائيلي لانتظار الرد الفلسطيني، ولم يتوقع أحد أن يكون للصمت هذا التأثير حيث توقفت الحياة والحركة ونزح عشرات الآلاف من محيط الغلاف”.
وأكد أن هذا النزوح خلق حالة من الإرباك ورفع التكلفة على نتنياهو، فهذه العملية تحتاج أموالاً طائلة لتحمل عبئها من مواصلات وإقامة وطعام والحكومة استطاعت أن توفر المواصلات فقط، وهو ما خلق بلبلة داخل الجمهور الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المشهد بدأ ينقلب على نتنياهو عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الشارع حيث بدأ التذمر عليه، والمعارضة بدأت تطلب وقف العملية فوراً، وقد حاول الحصول على صورة انتصار بأي ثمن وفشل في الوصول لهدنة بسبب عناد موقف المقاومة التي وضعت شروطاً وهو يرفضها، لأن أي قبول لها سيكون بداية نهايته السياسية وانتصار للمقاومة.
في المقابل بيّن سويرجو أن رفع مستوى الاشتباك سيرفع التكلفة وسيكون صادماً وهو يتعارض مع السقف الزمني الذي وضعه نتنياهو ومع الموقف الأمريكي الذي أعطى الضوء الاخضر لضربة خاطفة، وهو أمام خيارين إما الرضوخ لشروط المقاومة، أو استمرار المجازفة بمستقبله السياسي.
وأردف المحلل السياسي: “الوساطات تحاول فرض الهدوء مقابل الهدوء والمقاومة ترفض لأن هذا يعني إعطاء تذكرة مجانية لنتنياهو للانتصار على المقاومة، وحتى مساء الغد إذا لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار سنذهب إلى منحنى متفجر على كل الساحات”.
اقرأ أيضاً: العدوان على غزة.. ضربٌ للقوانين الدولية بعرض الحائط والموقف الفلسطيني غائب