العدوان على غزة يحمل تركيبة معقدة من جرائم الحرب هذه أبرزها

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

لم يغب عن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ التاسع من مايو (أيار) الماضي، انتهاكات ارتكبها الاحتلال تصنف وفق القانون الدولي الإنساني “جرائم حرب”، تنوعت ما بين “الاغتيال” و “القتل العمد للمدنيين” وتشديد سياسات الحصار والإغلاق، ومنع المرضى من حقهم بالعلاج.

وقتل جيش الاحتلال خلال أربعة أيام من العدوان على غزة (حتى إعداد التقرير الحالي) 33 فلسطينياً بينهم 6 أطفال و3 نساء وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، سمير زقوت، إن “الاحتلال الإسرائيلي لجأ منذ اللحظة الأولى لشن العدوان فجر الثلاثاء الماضي الموافق التاسع من مايو، إلى تركيبة معقدة من جرائم الحرب.

الاغتيالات

وأوضح زقوت في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن “اقدام الاحتلال على اغتيال شخصيات فلسطينية، يعتبر جريمة حرب خارج نطاق القانون الإنساني، سواء كانت المستهدفين مطلوبين أو لا”.

وأضاف زقوت أنه “على الرغم من معرفة الاحتلال ذلك عمد على إجراء عمليات اغتيال خلال ساعات الليل، وأثناء نوم شخصيات فلسطينية إلى جانب أسرها وأطفالها، رغم امتلاكه أنظمة تكنولوجية متطورة وقادرة على الوصول إليهم في أماكن أخرى، قد لا يسقط خلالها ضحايا مدنيين”.

وأشار إلى أن “إصرار الاحتلال على اغتيال شخصيات فلسطينية رغم معرفته بوجود مدنيين وتحققه من الأمر عبر طائرات استطلاع وغيرها من الوسائل يعتبر انتهاكاً واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين، وتهرباً من التزاماتها المنصوص عليها بالقانون الدولي”.

إغلاق المعابر

وبين زقوت أن “انتهاكات الاحتلال خلال العدوان الحالي تضمنت تشديد الاغلاق على قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاماً رغم معرفته المسبقة بتدهور الأوضاع الإنسانية بناءً على التقارير الدولية والأممية التي تخرج بانتظام للجميع”.

وتابع زقوت أن “تشديد الحصار عبر إغلاق المعابر يحرم مئات الآلاف من الامدادات الإنسانية الأساسية والمستلزمات الطبية ووقود الكهرباء اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع”.

ويتسبب إغلاق معابر غزة مع الجانب الإسرائيلي بخسائر يومية تصل إلى 50 مليون شيكل يومياً في ظل اعتماد القطاع على تلبية 83% من حاجاته الغذائية والإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم و17% عبر معبر رفح البري (بوابة صلاح الدين التجارية).

ويسجل قطاع غزة عجزاً في 255 صنفاً دوائياً بمخزون صفر لتكون نسبة العجز الإجمالي في الأدوية 43%.

وأردف زقوت أن “الاحتلال يحرم يومياً عشرات المرضى من أصحاب الحجوزات للعلاج في مستشفيات القدس والداخل المحتل من الخروج عبر معبر إيرز لتلقي العلاج علماً بأنه الغالبية العظمة منهم من مصابون بأمراض خطيرة كالسرطان”، ما يعتبر “حكماً عليهم بالموت”، ويندرح ضمن جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي.

ووفق وزارة الصحة حرم الاحتلال الإسرائيلي حتى تاريخ 12 مايو (أيار) 2023 قرابة 432 مريضاً من الخروج للعلاج خارج القطاع، غالبيتهم من مرضى الأورام، و27 حالة بحالة حرجة جداً.

تدمير منازل المدنيين

واستطرد زقوت أن “الاحتلال عمد أيضاً على تدمير الخدمات الأساسية للمواطنين منذ بداية العدوان عبر استهداف منازل المدنيين والشقق السكنية بصورة مباشرة، ما تسبب بقتل العديد من الأبرياء وترك أخرين بدون مأوى”.

وأكد زقوت على أن “الاحتلال ما كان له التمادي بجرائمه ضد الفلسطينيين لولا شعوره بالحصانة”. مشدداً على أن “كل دولة ضمن اتفاقية جنيف يتوجب عليها منع أي طرف من ارتكاب جرائم إنسانية ومحاسبته قانونياً وقضائياً حال ارتكابها كي لا تتكرر”.

وعبر عن أسفه “إزاء تأكيد الأمم المتحدة بأن إسرائيل دولة احتلال قائمة ومدانة بالعديد من الجرائم وبعض الدول تغض عينها كما يجري في الأراضي الفلسطينية كنوع من الازدواجية في المعايير، وتؤكد أن من حق الاحتلال الدفاع عن نفسه”.

ونبه زقوت أن “ما يحدث في أوكرانيا أسقط أوراق التوت خاصة وأن الطفل هناك يوصف حينما يحمل السلاح بأنه بطل فيما يقال عن نظيره الفلسطيني إرهابي”.

ورأى زقوت أن “المجتمع الدولي يعتبر جزء من المشكلة من خلال تشجيعه لإسرائيل على مواصلة جرائمها وعدم محاسبتها عليها”.

فرصة

وشدد نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان على أن “العرب بموقفهم الحالي وتحررهم من الهيمنة الأمريكية الضغط والتأثير لمنع إسرائيل من ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين”.

ونوه إلى أن “الجميع لمس مؤخراً نوع من التحرر العربي من الهيمنة الامريكية من خلال قرارات أوبك الأخيرة بخصوص الإنتاج، وهو ما دلل على حدوث تغير في الصورة القديمة بأن العرب فقط يسمعون الاملاءات من واشنطن”.

ودعا إلى ضرورة تحرك الجانب الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية والفصائل لتكوين صوت عربي ودولي ضاغط على الاحتلال يجعله يفكر 1000 مرة قبل ارتكاب أي جريمة، من خلال تفعيل آليات المحاسبة والملاحقة الدولية.

اقرأ أيضاً: إغلاق المعابر في وجه مرضى غزة.. عقاب جماعي يهدد حياة المئات