امدادات الطاقة بغزة مُهددة في ظل توقعات بتوقف عمل محطة التوليد

توقعات بأزمة إنسانية

رؤى قنن – مصدر الإخبارية

توقع رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف صباح اليوم الخميس، بتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد والذي تدخل عبره شاحنات الوقود الخاصة بتشغيل المحطة.

الخطوط الإسرائيلية

وكشف الناطق باسم شركة توزيع الكهرباء محمد ثابت لشبكة مصدر الإخبارية، أنه وبسبب القصف الإسرائيلي في الأيام الماضية،  جرى تعطل الخطوط الواصلة من الداخل إلى كل من محافظة رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى.

وأشار في حديثه إلى ان الطواقم الفنية للشركة تمكّنت من اجراء عمليات الصيانة خلال ساعات قليلة.

وتعتبر مصارد الطاقة الواردة لغزة محدودة ومقتصرة على ما يتم استقباله عبر الخطوط الإسرائيلية والتي لا تتجاوز حجم 120 ميجا واط، تُغذى محافظات غزة عن طريق عشرة خطوط إسرائيلية كل خط بقدرة 12 ميجاواط وهي موزعة على المحافظات.

محطة التوليد

وقال ثابت في تصريحاته لشبكة مصدر الإخبارية، “تعمل محطة التوليد الوحيدة في غزة، بتشغيل عدد اثنين من المولدات فقط، بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم، ووقف تدفق الوقود اللازم لتشغيلها”.

وخصصت قطر بالتعاون وتنفيذ الأمم المتحدة منحة مالية لتوفير الوقود بشكل شهري للمحطة تقدر بمبلغ 10 مليون دولار لشراء الوقود اللازم لعمليات التشغيل.

وغالبا ما تتوقف محطة التوليد عن العمل في ظل القرارات الإسرائيلية بإغلاق معبر كرم أبو سالم الطريق الوحيد لتوريد الوقود اللازم لتشغيلها، في وقتٍ لا تتوافر لمحطة التوليد إمكانية تخزين كميات كبيرة من الوقود اللازم لتشغيلها.

ويعاني قطاع غزة منذ عام 2006، من أزمة كبيرة في إمدادات الكهرباء، وتصل ساعات وصل الكهرباء في غزة إلى 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعة قطع، فيما يراوح حجم طلب الطاقة الكهربائية في غزة، بين 500 – 550 ميغاوات، توفر محطة التوليد نحو 60 ميغاوات منها، فيما يجري شراء نحو 120 ميغاوات من إسرائيل.

وتعمل المحطة الوحيدة في قطاع غزة بقدرة إسمية 140MW ، قصفت إسرائيل محطة التحويل الغربية صيف، مما 2006 أدى إلى تدمير محولات الرفع وعددها 4 بجهد 220/11KV ومحولات الخفض 220/22KV وعددها 2 حيث توقفت محطة التوليد عن العمل بشكل كامل وأصبح قطاع غزة يعاني من عجز كبير في الطاقة الكهربائية.

شركة توزيع الكهرباء

وقال محمد ثابت الناطق الإعلامي لشركة توزيع الكهرباء بغزة في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، انه اذا ما توقفت المحطة ن العمل فانه ما سيكون متوفر لدينا من الطاقة لا يتجاوز 120 ميغاوات، في الوقت الذي يحتاج فيه المواطنون في القطاع الى أكثر من 500 ميغاوات.

وأشار ثابت إلى أنّ ما يجري الآن هو إدارة للأزمة، وبالفعل أُبلغنا بتوقف أحد المولدات في المحطة، مستدركا انه حتى الآن لا تأثير على جدول الفصل والوصل وهي ثابتة أو تزيد عن 8 ساعات وصل مقابل 8 ساعات فصل، وأنّ هذا الاستقرار مرده للظروف الجوية المناسبة التي لا تحتاج إلى كميات طاقة كبيرة.

وتوقع ثابت أنه في حال توقف محطة التوليد عن العمل، أن يصبح جدول توزيع الكهرباء في غزة 4 ساعات وصل مقابل 12 فصل، وهو جدول صعب سيؤدي إلى مزيد من الصعوبات والأزمات الإنسانية والخدماتية للمواطنين بغزة، وفقا لقوله.

وتقوم الشركة بتوزيع الكهرباء على المواطنين عبر شبكة التوزيع وعمل الصيانة لها، في الوقت الذي بلغ فيه عدد اشتراكات الكهرباء في قطاع غزة حوالي179,000 اشتراك، وفقا لما ذكرته سطلة الطاقة الفلسطينية عبر موقعها الرسمي.

وتبلغ نسبة الفاقد من الكهرباء على الشبكات 32% جزء فنى بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على استيراد المواد اللازمة للتأهيل والصيانة والتطوير وجزء يسمى فاقد اسود ويمثل السرقة والوصلات غير الشرعية .

وتبلغ فاتورة استهلاك المواطنين الشهرية حوالي 50 مليون شيكل، في الوقت الذي بلغت فيه مستحقات الشركة على المشتركين مبلغ3.5 مليار شيكل.

البنية التحتية مهددة

وتوقع الخبير الاقتصادي في غزة محمد ابو جياب أن توقف محطة التوليد عن العمل يعني خلق أزمات إنسانية واجتماعية وصحية خطيرة.

ونوه في تصريحاته لشبكة مصدر الإخبارية إلى أنّ خدمات البلديات المتعلقة بنقل مياه الصرف الصحي وتشغيل محطات التكرير والمعالجة ستتوقف بشكل كامل كونها تعتمد على امدادات الطاقة المستمرة.

وأضاف” الأمر الذي سيدفع البلديات المحلية لنقل مياه الصرف الصحي إلى البحر، وسيتسبب ذلك أيضا في خلل كبير في امدادات مياه الشرب للمواطنين في القطاع”.

وبين أبو جياب أن الخدمات الصحية والخدمات الأساسية للبلديات المحلية ستكون مهددة وعلى حافة الانهيار في ظل استمرار عمليات القصف، واغلاق المعابر وتوقف امدادات الكهرباء في غزة.