الباعة المتجولون في غزة.. سعي لكسب لقمة العيش رغم الخطر المحدق

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
وسط صمتٍ مُطبق وشوارع شبه فارغة، ومحلات مقفلة، يخترق الباعة المتجولون في غزة جدار الصمت بنداءاتهم على بضائعهم المتنوعة ما بين الخضروات والألمنيوم والغاز وغيرها.
سعيٌ نحو الرزق محفوف بالمخاطر المُحدقة التي ربما تُكلّف الواحد منهم حياته، في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة والمستمر منذ ثلاثة أيام على التوالي.
يجمع الباعة المتجولون في غزة على أن الاحتلال لا يُميّز بين مقاوم وطبيب أو طفل أو امرأة أو مُسن فالجميع في دائرة الاستهداف سواء، دون حاجة إلى خلق مبررات لاستهدافهم، ففي نظر الاحتلال يكفي أن يكونوا “فلسطينيين”.
“مصدر الإخبارية” استوقفت عددًا من الباعة المتجولين لسؤالهم عن المخاطر التي يتعرضون لها خلال عملية البحث عن الرزق المُغمسة بالدماء والتحديات الميدانية الجمة.
يقول الثلاثيني أبو محمد وهو بائعُ خضروات من شمال قطاع غزة: “أعلم أن الوضع الأمني الذي يشهده القطاع خطير وربما خروجي في هذه الأجواء المتوترة يُكلفني حياتي، لكن لقمة العيش صعبة للغاية”.
وأضاف “لدي سبعة من الأبناء أُعيلهم مما أُجنيه من بيع الخضراوات في الحارات الشعبية وبين الأحياء السكنية، ربما الحركة ليست بالشكل المطلوب نتيجة القصف المستمر لكن “ربنا ما بنسى حد”.
ويُتابع: “وأنا أمشي بين الحارات على عربتي التي تجرها الدابة، أتوقع أن يُباغتني صاروخٌ إسرائيليْ فالاحتلال لا يُؤمن الجانب وقد سبق له وقصف عامل نظافة وغيره خلال أحد جولات التصعيد على غزة”.
ويُوافق الشاب “محمود، ع” البائع أبو محمد مخاوفه من الاستهداف قائلًا: “والله يا عمي ما احنا عارفين شو نعمل، مضطرين نشتغل ونصرف على حالنا، طالعين في هيك ظروف غصبن عنا وبنقول يا رب السِتر”.
ويُضيف محمود الذي يعمل على عربة لجمع الألمنيوم والنُحاس: “خرجت من بيتي صباحًا رغم إصرار والدتي على عدم الخروج خشية التعرض للقصف من قبل الاحتلال بدواعٍ ومبررات واهية لكن لقمة العيش صعبة”.
ويُتابع: “في حالة مكثت بالبيت ربما لا تجد من يسأل عنك ليُطعمك في ظل الأجواء المعقدة التي يُشاهدها الجميع، لهذا نخرج من بيوتنا متوكلين على الله، قاصدين إياه بالرزق الحلال رغم المخاطر والتحديات”.
أما المواطن خالد، ز الذي يعمل على شاحنة لبيع غاز الطهي فيقول: “نواصل عملنا في توصيل غاز الطهي للمنازل رغم الظروف المعقدة التي يشهدها قطاع غزة، المواطنين لا يُغادرون منازلهم وهم بحاجتنا في هذه الظروف”.
ويُضيف: “نجتهد في تحدي الظروف الراهنة التي يشهدها القطاع عبر توصيل أنابيب الغاز لمنازل المواطنين لنُؤدي دورنا المُنوط بنا في هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني”.
وعن مخاوفه من غدر الاحتلال، يُؤكد على أن “عدد كبير من الباعة يُضطرون للعمل في هذه الأوضاع الأمنية الصعبة لتحصيل لقمة عيشهم لإعالة أبنائهم، وتلبية احتياجات بيوتهم الأساسية من مأكلٍ ومشرب ومستلزمات آخرى”.
ويُعرب خالد عن أمله بألا “يطول العدوان على غزة وأن يتم احتواء الأزمة قريبًا، معربًا عن خشيته من إصابة أحد أفراد عائلته بأي سوء نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة وهو بعيدٌ عنهم فيُفجع في فقدان أحدهم شهيدًا”.
يُذكر أنه بحسب وزارة الصحة الفلسطينية فقد ارتفعت حصيلة شهداء قطاع غزة العدوان المستمر على قطاع غزة لـ25 شهيدًا بينهم 4 أطفال و4 نساء، إلى جانب إصابة 76 بجراح متفاوتة؛ بينهم 3 أطفال و7 سيدات.