خاص.. الأوضاع في غزة أقرب إلى التهدئة أو توسيع رقعة المواجهة؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
يرى محللان فلسطينيان أن الحالة الميدانية في غزة تتجه لمزيد من التصعيد في ظل استمرار الاحتلال بسياسة الاغتيالات بحق كوادر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
ومع دخول التصعيد الإسرائيلي يومه الثالث على التوالي، يتجه الميدان نحو مزيد من تعاظم حالة المواجهة مع الاحتلال للحفاظ على قواعد الاشتباك التي أرستها المقاومة طِيلة السنوات الماضية.
وبحسب المحللين فإن “إسرائيل تُعرقل التوصل إلى أي اتفاق تهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بجهود مصرية وإقليمية في ظل استمرارها في سياسة الاغتيالات وهدم منازل المواطنين في غزة”.
وعبّر المحللان خلال أحاديث منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، عن أملها بأن تنجح مصر في كبح جماح الاحتلال عبر القبول بشروط حركة الجهاد الإسلامي التي أطلعت عليها الوسيط المصري والإقليمي.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن العدوان المتواصل على غزة لليوم الثالث على التوالي أسفر عن ارتقاء 25 شهيداً ، وإصابة 76 آخرين.
الميدان له كلمته
يقول حسن لافي الكاتب والمحلل السياسي: إن “الأمور في قطاع غزة تتجه ربما نحو إبرام اتفاق وقف إطلاق النار أو اتساع رُقعة التصعيد على الأرض، لكن الميدان له كلمة مختلفة في ظل فقدان الاحتلال زمام المبادرة التي بدأت فيها هذه المعركة”.
وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “إسرائيل بدأت المعركة من خلال تنفيذ عملية اغتيال جبانة طالت عددًا من قيادات المجلس العسكري لسرايا القدس لترد المقاومة بالقصف المُركز لما يتجاوز الـ 80 كيلو متر وتُدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ”.
وأكد على أن “المقاومة استطاعت شلّ حركة الاحتلال ثأرًا لدماء الشهداء العِظام، في ظل فقدان نتنياهو السيطرة على الوضع الميداني مما دفع به لارتكاب المزيد من عمليات الاغتيال والتي كان آخرها قصف شقة سكنية في أبراج حمد الليلة الماضية واستشهاد قائدين في سرايا القدس”.
وتابع: “ما يحدث الآن سيُجر المنطقة مرة آخرى إلى دوامة الرد الميداني وعدم القبول بفرض الاحتلال قواعد ومعادلات جديدة في الميدان وهو ما يُنذر باتساع رُقعة التصعيد وتمددها”.
ولفت إلى وجود “ضغوط ووساطات قوية ووازنة في ظل الحرص على عدم تدهور الأمور، سيما في ظل وصول وفد من حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة لمقابلة مسؤولي جهاز المخابرات العامة”.
هل تنجح القاهرة بوقف العدوان على غزة؟
وتساءل لافي: “هل ستنجح القاهرة في جلب ضمانات إسرائيلية تستجيب لشروط الفصائل الفلسطينية؟، وهل تنجح القاهرة بتحقيق ما فشلت به الأُمم المتحدة خلال اخفاقها بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الشهيد خضر عدنان أو تسليم جثمانه؟”.
وأعرب الكاتب والمحلل السياسي عن أمله في أن تنجح الوساطة المصرية بالضغط على الاحتلال لوقف تغوله بحق أبناء شعبنا الفلسطيني والتي كان آخرهم الشهيد علي حسن غالي ومجموعة من المدنيين.
من جانبه، قال حسن عبده الكاتب والمحلل السياسي: إن “إسرائيل أخطأت التقدير حينما أقدمت على ارتكاب جريمة كبيرة طالت عددًا من قادة سرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي بدون أي مبرر أو داعٍ لذلك في ظل حالة التهدئة القائمة خلال الأيام الماضية”.
حق المقاومة في الرد
وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، “ما أقدمت عليه دولة الاحتلال يُعطي المقاومة الحق الكامل بالرد على جريمة الاغتيال، خاصةً وأنه إسرائيل تلقت ردًا فلسطينيًا قويًا في ظل وضوح موقف الجهاد الإسلامي لهذا هذا الرد”.
وأوضح أن الجهاد الإسلامي وضعت ثلاثة شروط أساسية لوقف التصعيد وهي تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان، ووقف سياسة الاغتيالات، وعدم السماح لمسيرة الأعلام بدخول الحي الإسلامي في مدينة القدس”.
ولفت إلى أن “استمرار الاحتلال بسياسة الاغتيالات بقرار من الكابنيت سيُوتر الأوضاع ويُعيدها إلى ما قبل عام 2012 حينما كان إسرائيل تغتال من تُريد في أي وقت تشاء تحت مبررات وذرائع واهية”.
وأكد على أن “الاحتلال هو البادئ بالتصعيد الميداني وهو ما يدفع المنطقة نحو دوامة العنف والصراع وهو ما يجب أن يعيه الجميع ويُدركه جيدًا”.
وحول ما عزّز موقف ومطالب الجهاد الإسلامي للوسيط المصري، قال عبدو: إن “الجهاد الإسلامي هي حركة وحدودية مع الجميع وعلى رأسها حركة حماس، وهو ما عزّز التوافق الكامل في الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف، أن “رد حركة الجهاد الإسلامي مُتوافق عليه داخل غرفة العمليات المشتركة، وهي تقوم بالجهد الكبير في الميدان من حيث توجيه الضربات “المُقنعة” للاحتلال لمنعه من تكرار عمليات الاغتيال”.
توافق فصائلي
وأردف: “المعركة الحالية من وجهة نظر الجهاد الإسلامي هي معركةٌ وطنية وأهدافها وطنية كون المستهدف من عمليات الاغتيال الاستباقية هم قادة الشعب الفلسطيني وليس سرايا القدس وحدها”.
ولفت إلى أن “المنطق الحزبي لم يعد متوفرًا بالميدان، في ظل الحرص على أن تبدو جميع فصائل المقاومة كالجسد الواحد في الرد على جرائم الاحتلال وهو ما عزّز حالة الإجماع المتعلقة بإصدار بيانات الغرفة المشتركة المُؤكدة على توافقية الرد”.
وختم: “من المُلاحظ وجود توافق وطني على مشروعية رد حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس والوقوف إلى جانبها من قبل فصائل المقاومة”.