لماذا تأخر الرد الفلسطيني؟

مقال بقلم: فتحي صبّاح

أقلام – مصدر الإخبارية 

إنّ تأخر الرد الفلسطيني على عملية اغتيال القادة الثلاثة القادة، أمين سر المجلس العسكري الأعلى لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي جهاد الغنام، وعضوي المجلس خليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق عز الدين المسؤول عن العمل العسكري للسرايا في الضفة الغربية المحتلة، له أسباب عدة، من بينها أن إسرائيل استعدت لهذه العملية منذ أيام عدة، وبالتالي أي رد تقليدي ومعتاد لن يكون بحجم الجريمة، لذا تريد المقاومة الفلسطينية، وخصوصا “الجهاد” أن يكون موجعاً ونوعياً.

كما أنّ من أسباب التأخر في الرد محاولة الخروج من حالة الصدمة والمفاجأة التي حققتها العملية الإسرائيلية باغتيال القادة الثلاثة، وحالة الإرباك الفلسطيني التي أعقبتها.

كما تدرس فصائل المقاومة، من خلال الغرفة العسكرية المشتركة، أن يكون الرد مشتركاً، فلسطينياً من خلال الغرفة نفسها في غزة، أو إقليمياً من خلال محور المقاومة، أي بمشاركة من لبنان وهضبة الجولان السورية المحتلة، وربما ساحات أخرى جديدة، فضلا عن أن الرد يجب أن لا يجر فلسطين، بخاصة قطاع غزة، إلى حرب مفتوحة قد يندم الفلسطينيون بعدها.

إنّ المطلوب، فلسطينيا، وفصائليا، عدم تمكين الحكومة الإسرائيلية من استعادة هيبة الردع، التي هشمتها المقاومة الفلسطينية في معارك سابقة، بل وتثبيت وتعزيز قواعد الاشتباك السابقة، وعدم اللجوء إلى سياسة الاغتيالات، وإلا ستُقابل برد فلسطيني قوي وواسع.

ويظل هدف منع إسرائيل من تحقيق “صورة انتصار” تبدو ضربة فجر اليوم قد حققتها هدفا لا يمكن التغاضي عنه فلسطينيا، وفي المقابل “انتقاء صورة نصر” فلسطينية، تعوّض بعضا مما “كسبته”، ولو موقتا، الحكومة الإسرائيلية من اغتيال القادة الثلاثة.

إنّ الفلسطينيين، وللمرة الأولى، لم يردوا فوراً بإطلاق الصواريخ كالمعتاد، وإنما ظلوا صامتين، ولم يفصحوا عن طبيعة الرد أو كيفيته أو توقيته أو أدواته، ما يجعل إسرائيل في حال انتظار صعب وقاتل وأمام السؤال الصعب: متى وأين وكيف سيكون هذا الرد؟.

من الطبيعي أن يدرس الفلسطينيون، الآن، كيفية الرد بمنع مسيرة الأعلام الإسرائيلية من السير في مسارها، الذي خططته الحكومة الإسرائيلية، وكذلك تعزيز المقاومة والعمليات الفردية والجماعية في الضفة المحتلة، وتحقيق إنجاز عسكري ومعنوي على الاحتلال.

يدور في ذهن قادة المقاومة ومرجعياتهم السياسية وحلفائهم في محور المقاومة كل هذه السيناريوهات، وغيرها من الاحتمالات لمآلات وتداعيات أي قرار أو خطوات سيتخذونها خلال الساعات والأيام المقبلة.

إنّ أكثر ما يشغل بالهم وعقولهم الأن، كيف يمكن ردع إسرائيل بأقل الخسائر فلسطينا، وحرمانها من تثبيت قواعد اشتباك جديدة، وإبقاء تفكك الحكومة والمجتمع الإسرائيليين، وفي المقابل استمرار وحدة الساحات الفلسطينية، وربما الإقليمية.

اقرأ/ي أيضاً: 75 عامًا من المخاوف الإسرائيلية دون توقف