يوم القدس.. عملية حساب للتوازنات

أقلام – مصدر الإخبارية

يوم القدس.. عملية حساب للتوازنات، بقلم الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم أمنون لورد، وفيما يلي نص المقال كاملًا:

يُمكن للعرب أن يحاولوا تحدي اسرائيل في يوم القدس. لا يوجد موعد او عنصر إسلامي لم يحاول في الأشهر الأخيرة استفزاز إسرائيل وفحص تصميمها وردود افعالها. حزب الله في الشمال؛ حماس في الجنوب، مخربون منظمون تحت أسماء متغيرة في يهودا والسامرة بالهام تحريض اسلامي مع عنوان ايراني او محلي.

مرت – انقضت أيام رمضان، وبعد أسبوعين ونصف سيحل يوم القدس، بالرزنامة العبرية هو يوم النكسة، او يوم الهزيمة كما يترجم الى العبرية. اسرائيل جعلت هذا يوم تحرير القدس، والصراع العربي لم يعد على الشرف الذي ديس في 1967 بل يتركز على محاولة اشعال النار في قلب البلاد. قبل سنتين، اشعلت ايام كهذه واعمال استفزازية في الشيخ جراح حملة حارس الاسوار مع كل النتائج الخطيرة في مدن مثل اللد، عكا، يافا وغيرها.

تقترب اسرائيل من هذا الموعد الدائم بإحساس من الهدوء النسبي في المجال الامني. فمعالجة يوم القدس، الذي في مركزه مسيرة الاعلام هو عملية محسوبة من التوازنات. اخطارات مسبقة وتحذيرات ترافقها تهديدات واشتراطات هي جزء من استراتيجية الارهاب، التوتر المتعاظم في الفترة ما قبل ذلك، بتشجيع من الاعلام، يعمل في حرب أعصاب وهو مجد لمنظمات الارهاب بقدر لا يقل عن العنف عمليا، إذا ما وقع في يوم القدس. كلما كان الحرم في الصورة بقدر أقل، معقول ان تمر مسيرة الاعلام بسلام. الحكومة، وفي ذلك فان الحكومة الحالية لا تختلف عن الحكومات السابقة، لا يمكنها أن تتخلى عن الحدث الذي أصبح البؤرة الوطنية السياسية ليوم القدس – مسيرة الاعلام. فلئن كان مركز الثقل لهذا اليوم في الماضي في جفعات هتحموشت، حيث سقط في العام 1967، 36 مقاتلا من المظليين في المعركة على تحرير المدينة، فمنذ غير قليل من السنين انتقلت هذه البؤرة الى المبكى والى المسيرة التي تمر في الحي الإسلامي.

لم يعد تقسيم القدس على جدول الاعمال. يتبين ان نقل السفارة الامريكية الى القدس أغلق الموضوع، وذلك رغم أن في واشنطن تتولى اليوم إدارة يسارية ليست ودية جدا لإسرائيل، كي يمر هذا اليوم بسلام ليس مطلوبا فقط استعداد أمني مناسب، تعرف الشرطة والشباك كيف تنفذه جيدا بل مطلوب أيضًا سلوك مناسب لمشاركي مسيرة الاعلام.

حكومة يكون فيها بن غفير هو وزير الامن الداخلي لا يمكنها أن تتخلى عن أي موقع في القدس، لكن بن غفير بالذات يمكنه أن يطالب مشاركي المسيرة بان يتصرفوا بشكل محترم تجاه المواطنين الفلسطينيين في القدس. ينبغي النظر إليهم كمواطني إسرائيل عمليا، حتى لو لم يكن على الورق. معقول أن مجرد رغبة الفلسطينيين في تحدي بين غفير والاظهار بأنهم لا يخافون ستتسبب بالاحتكاكات. هكذا بحيث أنه إذا لم تصر المستشارة غالي بهرب ميارا ومنظمو اضطرابات الطرقات على إثارة المشاكل، وإذا ما ابتسمت الشمس، فسيكون ممكنا إعادة سياقة كلمات المقاتل من القدس – بالإجمال نحن نريد أن نعود الى الديار بسلام.

أقرأ أيضًا: قراءة في خطاب القائد السنوار في يوم القدس