مصلى باب الرحمة.. هل يتحول لكنيس يهودي ضمن مخططات التقسيم المكاني؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

عاد مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، إلى الواجهة من جديد بعد سلسلة اقتحامات نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي والعبث بمحتوياته وتخريب التمديدات الكهربائية ومنع المصلين من الوصول إليه.

ويُواجه المصلى أطماعًا إسرائيلية لتهويده والاستيلاء عليه، وإعادة إغلاقه من جديد بعد إعادة فتحه في 22 شباط (فبراير) شباط عام 2019، من خلال إفراغ المصلين منه والاعتداء عليهم.

ويقع باب الرحمة في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، وتبلغ مساحته أكثر من 250 مترًا، وتنتهي إليه كل الاقتحامات التي يقوم به المستوطنون داخل الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.

إقامة كنيس يهودي في مصلى باب الرحمة

المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، أن الهدف من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لمصلى الرحمة إبعاد المصلين وإبقاء المنطقة الشرقية خالية من المصلين.

وأوضح أبو دياب أن الاحتلال يسعى إلى إغلاق أو منع استعمال مصلى باب الرحمة من قبل المصلين كأنه غير تابع للمسجد الأقصى.

وقال إن الاحتلال يُريد فتح باب الرحمة لإقامة كنيس يهودي في المنطقة ليكون موطئ قدم له وللمستوطنين؛ لتنفيذ جولات استفزازية وإقامة صلوات تلمودية للاستيلاء عليه خطوة خطوة.

وأشار إلى أنه يريد باب الرحمة خارج النشاط الإسلامي، مؤكدًا أن المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى.

وطالب أبو دياب بمواصلة شد الرحال إلى الأقصى والرباط فيه للتصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه.

التقسيم المكاني للمسجد الأقصى

الباحث المقدسي محمد هلسة أشار في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أن مصلى باب الرحمة كان مغلقًا لأكثر من 16 عامًا وأعيد فتحه قبل ثلاث سنوات بفعل إرادة المصلين والمعتكفين.

وبيّن هلسة أن الاحتلال يسعى لرد الاعتبار لذاته بسبب الأحداث في شهر رمضان المبارك، وإعادة اقتطاع جزء من المسجد الأقصى في إطار برنامج احتلالي صهيوني خاصة مع اعتلاء اليمين المتطرف الحكومة الحالية.

وأكد أن يُحاول جس النبض داخل الأقصى لاختبار المشهد على الصعيد الداخلي والإقليم والمنطقة بشكل عام، لافتًا إلى أنه يريد أن يقسم الأقصى مكانيًا كما قسمه زمانيًا خاصة مصلى باب الرحمة.

ورأى أنه بإمكان الاحتلال ينفذ مساعيه بشكل متدرج، كاقتحام باب الرحمة والعبث بمحتوياته في عيد الفطر، مبيّنًا أنه كان بالون اختبار للمصلين وأهالي القدس.

وقال الباحث المقدسي إن جماعات الهيكل لن تغامر جماعة بإقامة كنيس يهودي بل يريدون اقتطاع الحيز جغرافيًا في البداية، وعندما تتسنى لهم الفرصة بإقامة الكنيس مثل المسجد الإبراهيمي في الخليل.