السودان.. توقعات بصراع طويل الأمد تحدده حسابات الخارج وطمع السلطة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
يبدوا أن الصراع القائم في السودان يأخذ منحى تصاعدي مع اتجاه دول العالم لإجلاء رعاياها، ورفض طرفيه، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحوار ووقف العمليات العسكرية في الوقت الحالي.
وتفجرت الأوضاع في السودان في 15 نيسان (أبريل) الجاري، عقب توصل الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى طريق مسدود، وعدم التوقيع على الاتفاق الإطاري المعلن بشأن نقل الحكم في البلاد من العسكريين إلى المدنيين، ودمج الدعم السريع بالقوات المسلحة.
وفشلت مساعي بلدان العالم لنزع فتيل الصراع بين الطرفين، رغم دخول المعارك أسبوعها الثاني، وإعلانهما عن هدن إنسانية لم تخلو من المعارك.
ويرى محللون وخبراء، أن “رفض الجيش والدعم السريع الجلوس إلى طاولة الحوار ووقف القتال يضع سيناريوهات متشائمة نحو مستقبل الصراع، واتجاهه نحو مزيد من التصعيد في العمليات العسكرية”.
وقال المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف شرقاوي إن “رفض الطرفين الحوار حالياً يدلل على وجود جهات دولية وإقليمية تؤثر عليهما ولديها مصلحة في عسكرة الصراع وتغذيته”.
وأضاف شرقاوي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “إطالة أمد الصراع في السودان وفهم الدول لصعوبة التطورات على الأرض، وبدئها إجلاء رعاياها، يدلل أن البلاد ذاهبة نحو حرب أهلية”.
وتابع أن “ما يحدث في السودان انقلاب مفتعل ومبيت له لتقاسم النفوذ، ويجري بقيادة الولايات المتحدة لاستنزاف روسيا والصين في القارة الأفريقية”.
وأشار شرقاوي، إلى أن “الصراع في السوداني سيأخذ البلاد نحو المزيد من التقسيم، خاصة في ظل وجود أطراف دولية تسعى لإحداث نوع من التوازن في القوى المتحاربة، لضمان استمرار حرب طاحنة قادرة على الاستنزاف لأطول مدة من الوقت”.
وأكد أن “افتقار طرفي الصراع للقرار وتبعيتهم لأطراف خارجية يحد من مقدرتهم على وقفه أو تحديد مدته”.
من جهته، رأى المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن “ما يحدث في السودان استكمال لحلقة ونتائج الانقلابات العسكرية والحروب الصغيرة والكبيرة على مدار سنوات طويلة في البلاد”.
وقال عبد الرحمن في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن “الصراع في السودان يشخص على مستويين، الأول صراع على المستوى الداخلي بين أقطاب السلطة المتمثلين بالبرهان ونائبه دقلو عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير، والانقلاب على الحياة المدنية”.
وأضاف أن “المستوى الثاني المطامع الإقليمية في السودان على الصعيد السياسي والاقتصادي”.
وأشار عبد الرحمن إلى أن “البرهان ودقلو يتنافسان للاستفراد بالسلطة وثروات السودان من مناجم الذهب والماس في غرب البلاد، والتي يسيطر على جزء كبير منها الدعم السريع”.
ونوه إلى أن الدوافع السياسية لتفجر الأوضاع في السودان بهذا التوقيت وبدون مقدمات تطغى على نظيرتها الاقتصادية في ظل وجود رغبة لدى طرفي الصراع بتوجيهات من جهات خارجية لحسمه لأحد الأطراف”.
ورجح “إطالة أمد الصراع في السودان، وهو ما يدلل على مسارعة دول العالم لإجلاء رعاياها، خاصة في ظل وجود تكافؤ في القوة بين الطرفين”.
وتابع أن “تعداد الجيش السوداني 175ألفاً، المتمرسين في القتال 100 ألف والباقي يندرجون في إطار الدعم اللوجستي وغيره، فيما يبلغ عدد قوات الدعم السريع 100 ألف بينهم 80 ألف مقاتل فاعلين في حرب الشوارع والمدن، ما يجعل الفرص متكافئة بين الطرفين”.
وقلل عبد الرحمن من مقدرة سلاح الجو السوداني على إحداث أثر كبير في أرض المعركة “كونه قديم ومتهالك”.
وتوقع أن “يطول أمد الصراع في ظل عدم وجود رغبة أمريكية وإسرائيلية وإقليمية محيطة بالسودان وحرصها على فرض أجندة جديدة في المنطقة”.
ونوه إلى أن “الرابح الأبرز مما يحدث في السودان إسرائيل التي ترغب في الوصول إلى تطبيع كامل في المنطقة، والوصول إلى نفوذ على شواطئ البحر الأحمر، سواء كان من خلال دقلو أو البرهان اللذان يرتبطان بعلاقات وثيقة مع تل أبيب”.
ولفت إلى أن “الصراع الحالي سيكون مقدمة لإقامة الدول العظمى بقيادة الولايات المتحدة قواعد عسكرية جديدة في أفريقيا بحيث تكون موطئ قدم دائمة لها في المنطقة”.
اقرأ أيضاً: هل تقود حسابات العسكر السودان نحو التشرذم ؟.. السيناريوهات المتوقعة