الأسرى في السجون يواصلون العصيان وخطواتهم التصعيدية لليوم الـ35

الضفة المحتلة _ مصدر الإخبارية

يواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خطواتهم التصعيدية والعصيان، لليوم الـ35 على التوالي، رداً على إجراءات المتطرف إيتمار بن غفير بحقهم.

وقال مكتب إعلام الأسرى إن “الأسرى يتخذون قرارًا بحرق غرف في الأقسام ردًا على الإجراءات العقابية بحقهم وفي ظل مماطلة إدارة السجون للاستجابة لمطالبهم”.

وتتكثف الدعوات الفلسطينية لضرورة دعم الأسرى وإسنادهم ونصرتهم في كافة الميادين، على المستويين الشعبي والرسمي.

كما يواصل الأسرى حالة التعبئة تزامناً مع خطوات العصيان المفتوحة، وصولاً إلى الإضراب عن الطعام في الأول من شهر رمضان المقبل، تحت عنوان (بركان الحرية أو الشهادة).

نشرت مؤسسات الأسرى، اليوم الأحد، وصية الأسرى قبيل شروعهم في معركة الإضراب (بركان الحرّيّة أو الشّهادة).

وجاء في الوصية كالآتي:

بعد أن وجدنا أنفسنا وحيدين في مواجهة الموت والنسيان، نصارع المستحيل ونحن أسرى، نحَاصر حتّى النهاية، بين فكيّ كماشة الإهمال، وأنياب (بن غفير) الاستعمارية، قررنا بملء الإرادات المؤمنة، المنبثقة من رحم وعينا التحرريّ والإنسانيّ، بعد التّوكل على الله، وإرادة شعبنا الحي، أن ننطلق سهاماً من على أوتار أرواحنا المتمردة، فإما حرّيّة حمراء مخضبة بالجوع، والكرامة، وإمّا انتصار أكيد على الذات، والدنيا معاً.

ثقوا بنا، ثقوا بإرادة الأسـرى يا شعب الجبارين، والمقاومة، فكما عرفتمونا أحرارًا، كنّا وما زلنا، مشاريع شهادة، عناوين حرّيّة واجبة، عتلات نضالية مهمة، يشهد لثباتها الفلسطينيّ الأكيد في ميادين المواجهة، وساحات الاشتباك، صفرية المسافة، أحادية الخيار، والقبلة، وروافع وطنية ملهمة أيضًا، يمكن البناء، والرهان عليها، أيّما رهان في كل زمان، ومكان، هذا قدر الأحرّار، وها قد انبرت له أرواحنا منتصبة، سنصنع وإياكم أقدارنا الحرّة، من حبات الضوء المسربل من حدقات العيون، ونفحات الأرواح المعلقة بأهداب الحرّيّة، وخيطها السّميك، شعب الشّهداء والأسرى في دروب الحرّيّة، ونحن نقف وإياكم على عتبات المواجهة الفارقة نحييكم، وفي تحيتنا، كثير حبٍ وشوق، و شيء من أرواحنا التي لا تستطيب إلا لعناقكم، في فضاء الحرّيّة الرّحبة.

نقف في ثبات، وشموخ لمشاريع شهادة، تتوثب أرواحنا الحرّة من أعماق مدفنها الحجريّ، مراهنين على ضمائركم الحيّة، وعلى سواعدكم السّمراء بالآن نفسه، وقبل أن نكتمل بأسباب الرحيل نوصيكم بنّا خيراً، لا تتركونا وحدنا في ساحات المعركة، مكشوفين لسهام الغزاة، احموا أرواحنا وظهورنا، فأنتم أحادي القيم والمبادئ، والرهان عليكم كاسب، حرّرونا ونحن أسرى أحياء، قبل أنّ نكون جثثاً ميتة وأرقام، حرّرونا من مدافننا الحديدية الباردة، حرّرونا من ثلاجات الموتى، حرّرونا من مقابر الأحياء، قبل أن نتحوّل إلى شواهد منسية في مقابر الأرقام، فحرّرونا مرةً، وللأبد كي تحرّروا أرواحنا الإنسانية، حتّى حدود سمائها السّابعة واعلموا أنّ حرُّيتنا واجبة، سننتزعها من بين براثن المستعمر، بقوة الحقّ، وإرادة الحياة، فهي حقّ ودين، والتّاريخ لا يرحم مثلما لا يغفر.

نوصيكم خيراً بسّبع جوهريات ثقال، بفلسطين وروايتها التّاريخية، بالمقاومة الشّاملة، والوحدة الوطنية، بأهالي الشّهداء والأسرى، بالمرأة الفلسطينيّة حارسة نارنا المقدسة، بالديمقراطية الفلسطينيّة، والتّعدّديّة السّياسية، في الوعيّ التحرريّ، والهوية الوطنيّة الجامعة.

والجغرافيات التّحرّريّة الأربع: جغرافية الشّهداء النّموذج والرمز الملهم، جغرافية الأسـرى عناوين الفعل والحرّيّة الواجبة، جغرافية المخيم جوهر القضية، وحقّ العودة، وجغرافية الحركة الطلابية الوعيّ والعنفوان الشّبابي.

وفي 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، شرع المعتقلون الإداريون بالإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجا على استمرار وتجديد أوامر اعتقالهم الإداري، ثم قرروا تعليق إضرابهم بعد 19 يوما، لإعطاء فرصة لمعالجة ملفات المضربين عبر ممثلي الحركة الأسيرة.

يشار إلى أن الأسرى شرعوا في 14 (شباط) فبراير الماضي، بخطوات نضالية، بعد أنّ أعلنت إدارة السّجون، وتحديدًا في سجن (نفحة)، البدء بتنفيذ الإجراءات التّنكيلية التي أوصى بها “بن غفير”.

ويبلغ عدد الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي 4700، بينهم 32 أسيرة ونحو 820 معتقلًا إداريًا، بحسب معطيات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

اقرأ/ي أيضًا: الأسير خضر عدنان يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ44