مع غضب جيل ما بعد أوسلو.. ثورة الشباب الفلسطيني تتواصل
مقال- معتز خليل
لا تزال تداعيات عملية اعتقال عدد من الشباب الفلسطيني من الدارسين في تركيا أخيرا تتواصل ، حيث يزعم الاحتلال إن هؤلاء الشباب متورطين في التخطيط للقيام بعمليات عسكرية في قلب إسرائيل ، وهو التخطيط الذي تم من مقر دراستهم في تركيا.
وبات واضحا للجميع أن تداعيات هذه القضية مثيرة ، بحسب مزاعم الاحتلال خاصة مع وجود الكثير من الأسماء بها.
ومن أبرز هذه الأسماء عبادة أبو صلاح نقل القيادي في حركة حماس صلاح أبو صلاح ، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.
وقد تابعت خلال الفترة الأخيرة تداعيات هذه القضية ، منها ما أوردته بعض من منصات ووسائل التواصل الاجتماعي بأن الكثير من قيادات عائلات المقاومة في الأراضي المحتلة تعرف إنها تحت الرقابة ، حتى أن هناك من ردد أن القيادي صلاح أبو صلاح يتابع عن كثب مع قيادات من المقاومة لتداعيات هذه القضية ، خاصة مع وجود اسم عبادة نجله بها وترديد بعض الدوائر من أن تجنيد عبادة تم من وراء ظهر أفراد عائلة صلاح أبو صلاح ، وهو أمر إنساني خاصة وأن أي آب لأسره سيتعرض حال تعرضت هذه الأسرة للخطر، خاصة وأن كان رب هذه الأسرة قيادي في المقاومة وفي صفوفها الأمامية .
وبالطبع وعقب القبض على عبادة آبو صلاح بات وضع الأسرة دقيق للغاية ، وباتت العائلة ومقرها في الضفة معرضة للمزيد من الضغوط بل ومحاولات الإذلال من الاحتلال الذي يتابع بالطبع تداعيات هذه القضية.
ما الذي يجري؟
بات من الواضح للجميع آن المقاومة تتواصل ، وأن الفردية في العمليات الاستشهادية التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني بارزة .
والمقصود هنا بالفردية أن الفلسطينيين يقومون بالعمليات بدون توجيهات او تعليمات ، بل أن الكثير من العمليات التي قام بها الشباب الفلسطيني في قلب إسرائيل ، جاء لدوافع وطنية وفلسطينية بحتة ، وليس أي أمر آخر.
من هنا جاءت قضية عائلات قيادات المقاومة ممن تتواجد في الضفة تحديدا لتزيد من الاهتمام وتلقي الضوء على دقة هذه القضية ، لعدة أسباب وهي:
1- أن الوضع في الضفة الغربية حساس للغاية خاصة مع بطش الاحتلال.
2- من الطبيعي أن تقع أي عائلة فلسطينية من عائلات قيادات المقاومة في الخارج تحت منظر إسرائيل ، بل والقيادات الأمنية والسياسية في فلسطيني ، لأنها عائله عير تقليدية والجميع يتابع نشاطها .
3- أصبح النداء للعمليات أكبر من أي قيادي أو مسؤول ، بل وبات هناك عدد من الشباب الفلسطيني ممن يعملون في المؤسسة العسكرية من عناصر المقاومة ، وانضمام هؤلاء للفصائل المسلحة بات أمرا متكررا بل ومعروفا.
تقدير استراتيجي
من الواضح أن الجيل الذي ولد عقب اتفاقية أوسلو لا يعترف بهذه الاتفاقية ، بل ويتولد داخلة شعورا ثوريا سواء ضد إسرائيل كقوة احتلال او حتى الحكومة الفلسطينية الحالية ، وهو امر لا يتطلب فقط ضرورة محاورة هذا الجيل ، بل واحتضانه في مؤسسات العمل الوطني لاستيعاب قوته الشبابية التي باتت ماثلة حاليا سياسيا وعسكريا على الأرض .
ومن الواضح أن ثورة هذا الجيل لا تتوقف فقط عند الثورة أو الغضب السياسي، ولكن أيضا العسكري ، وهو ما يظهر مع معرفة أعمار هؤلاء الشباب العشرينية ، حيث ولد غالبيتهم عقب التوقيع على هذه الاتفاقية.