صابرين أبو جزر عروس تخطّفتها أمواج الغربة وسرقت حلم الثوب الأبيض

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
لم يكن أمرًا عاديًا أن تستقبل عائلة أبو جزر خبر وفاة ابنتها العروس “صابرين”، خلال محاولتها الوصول إلى من خطب ود قلبها، وتعاهدا على إكمال الطريق سويًا.
صابرين وائل أبو جزر، فتاةٌ فلسطينية، رسمت لنفسها حياةً وردية، ترتدي فيها بدلة العُرس وتمسك بين ذراعيها باقة من الزهور وتُوضع الحِنة على يديها وتعلو الزغاريد من حولها.
لم يشفع لها 23 ربيعًا من عُمرها لتُزف إلى عريسها وسط أجواء البهجة والسرور كباقي الفتيات من أقرانها، قبل أن تتخطفها الأمواج العاتية في بحر الغُربة المُوحشة وتسرق منها أحلامها ولعبتها الصغيرة.
يقول العم علاء أبو جزر: إن “كانت فتاةً حنونةً وهادئةْ، وقبل أسابيع قليلة تمت خُطبتها على ابن عمٍ لها يُقيم في دولة بلجيكا، وقبل شهر ونصف نظمت حفلًا لوداع الأهل في غزة”.
وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “سافرت من قطاع غزة تجاه الأراضي المصرية، ومنها انتقلت إلى تركيا لتُقابل فارس أحلامها أدهم وتأنس بقربه على مدار أسبوعين، واتفقنا على اكمال الطريق الذي توافقا عليه”.
وتابع: “لم يكن أمام صابرين إلا خوض البحر لتستكمل زفافها على من أحبت وتعاهدت معه، حيث خرجت أول أمس الساعة الثالثة فجرًا متجهةً إلى اليونان”.
وزاد: “قبل وصول صابرين إلى الشاطئ بحوالي 100 متر، أطلق خفر السواحل اليوناني النار والقذائف تجاه القارب دون مراعاة وجود 27 شخصًا على مَتنه”.
وأردف: “بعد استهداف القارب أُصيب صابرين في منطقة الصَدر، ونجا أقربائها الذين كانوا يتواجدون معها بأعجوبة كبيرة.. نُعزي أنفسنا بوفاة ابنتنا البارة ونحسبها شهيدة البحث عن الحياة الكريمة”.
كيف وصلكم الخبر؟
قال في مطلع رده على السؤال: “أمس الأربعاء بينما كنا جُلوسًا جاءتنا الأنباء الأولية التي تُفيد بوفاة صابرين، لم نتمالك أعصابنا وبقينا ساعات طويلة ننتظر الأخبار المُؤكدة حول الأمر”.
وأضاف: “ما وردنا من أقربائنا الناجين أن السلطات اليونانية منعت أحد من الاقتراب إلى جثمان صابرين، ما دفع بخطيبها إلى السفر لليونان للتأكد من جثمانها”.
وتابع: “ورد العائلة لاحقًا اتصال من وزارة الخارجية لطلب صورة عن جواز سفر صابرين للتأكد من هويتها لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفق الأصول”.
فرحة لم تكتمل
يقول العم علاء أبو جزر: “كُنا نستعد جميعًا لزفاف صابرين والفرحة بها، ولم يكن في حُسباننا أن تُواجه ابنتنا مصير الغرق والموت، كانت الزغاريد ستعلو في ديارنا لكن الفرحة لم تكتمل”.
وبتمتمة ثقيلة أضاف لمصدر الإخبارية: “كان القدر نافذًا، والحمد لله على كل حال، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وتابع: “صابرين كانت تبلغ من العمر 23 عامًا، وكانت لديها مجموعة من الأحلام بأن تتزوج وتُنجب الأطفال، لكن الأمر تبدّل وبدلًا من أن تُزف بالورد والزغاريد، أصبحت أمها تبكي حُزنًا وقهرًا عليها”.
وأردف: “الظروف المعيشية التي نعيشها في قطاع غزة نتيجة سياسات الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 16 عامًا، بددت أحلامنا بمستقبلٍ أفضل، وباتت الهجرة ملاذ الشباب الوحيد للحياة الكريمة”.
وختم: “لم يرغب شبابُنا يومًا في الهجرة، وكان يَحلُمون بالزواج وبناء الأُسر قُرب من يُحبون، لكن الأسباب تعددت والموت واحد.. إلى رحمة الله ورضوانه يا ريحانة عائلة أبو جزر، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.