الشهيد محمد الجنيدي.. مقاوم دون جمجمة والإصابات لم تمنعه من الاشتباك
سماح شاهين- مصدر الإخبارية
حمل الشهيد الفلسطيني محمد الجنيدي بندقيته وظل يشتبك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بدون جمجمة لأشهر، وأصيب سابقًا بـ 12 رصاصة منها 6 في رأسه ونجى من الموت بمعجزة، وحُذر بأن أي شظية أو رصاصة قد تودي بحياته.
لم يعرف جسد الجنيدي طعم الراحة من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته، وفي كل اقتحام للاحتلال للبلدة القديمة يشتبك معهم هو ورفاقه، حتى استشهد مع 10 آخرين في مجزرة نابلس.
والدة الشهيد محمد الجنيدي تقول وهي تبكي بحرقة عليه في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن “نجلها أُصيب بـ 36 شظية في أنحاء جسده قبل استشهاده في مجزرة نابلس”، مشيرًة إلى أن الجمجمة مزروعة في بطنه ويغطي رأسه بـ”طاقية”.
واقع مؤلم روته والدة الشهيد عن تعرض لمضايقات من السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، قائلة: “السلطة ساومته على العلاج مقابل تسليم نفسه وسلاحه للأجهزة الأمنية، وهو ما رفضه وأكد أنه سيقاتل برفقة أصدقائه”.
وتتابع: “طلب مني في الليلة الأخيرة بأن أزوره في الصباح لتناول القهوة معًا، جاء الصباح رأيته شهيدًا ولم أستطع شرب القهوة معه للمرة الأخيرة”.
وتردف أنه “أثناء الاشتباك مع الاحتلال اتصل بي وشقيقاته ليودعنا ويخبرنا بأنه يشتبك مع الاحتلال مع رفاقه ويرفضون الاستسلام، حتى ينالوا الشهادة، وأنه لن يسامح كل من خذل ونقض بالوعد.
وتشير إلى أن “الشهيد محمد الجنيدي معروف بالمحبوب بين العائلة لحنانه علينا، واستشهاده شكل صدمة كبيرة خصوصًا عليّا بعدما عشت المعاناة معه بسبب إصابته ومطاردته منذ حوالي ثمانية أشهر”.
واعتقل الجنيدي من قبل جيش الاحتلال مرتين وقضى في السجون قرابة الـ6 أشهر، وأصيب ثلاثة مرات خلال اشتباكه مع الاحتلال.
وفي أيلول (سبتمبر) تعرض مع مقاوم آخر لكمين نصبه جيش الاحتلال في منطقة شارع التعاون بالجبل الجنوبي في مدينة نابلس.
وصية الشهيد محمد الجنيدي
قال الجنيدي في رسالة صوتية إن جيش الاحتلال يحاصره ورفيقه حسام سليم، وأنهما لن يستسلما، وأنهما لا يسامحان من خذلهما ونقض عهد المقاومة.
وأضاف: “قولوا لأمي إني نلت ما طلبت، الشهادة، ارفعوا رؤوسكم بنا”.
والأربعاء الماضي، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، اندلع على إثره مواجهات أطلق خلالها الرصاص وقنابل الصوت والغاز صوب الفلسطينيين؛ أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيًّا بينهم ثلاثة مسنين وطفل، و102 مصابًا.
