نفق حارة المغاربة.. استمرار لشبح التهويد وتهديد للوجود الفلسطيني

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
يعتبر نفق حارة المغاربة واحدًا من الأنفاق التي باتت تُهدد الوجود المقدسي في العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ما يكشف النقاب عن الأطماع الإسرائيلية في القدس.
ويستمر شبح التهويد بالتسلل إلى مدينة القدس مِن فوق الأرض وتحتها، في خُطوة تهديد لتغيير الطابع الإسلامية عن العاصمة الأبدية لفلسطين.
تسللٌ خبيثٌ مشبوهْ يرمي إلى تغيير الواقع القائم في مدينة القدس، ويُهدد حياة سُكانها عبر حفر الأنفاق والخنادق تحت منازل المقدسيين والمسجد الأقصى.
يرى مختصون، أن الاستمرار في حفر الأنفاق من شأنه الإضرار بسلامة المواطنين المقدسيين، والهيمنة على مناطق واسعة من مدينة القدس.
لاسيما بعدما كشف الباحث معاذ إغبارية لشبكة مصدر الإخبارية عن نفق طويل وقديم تحت حارة المغاربة بمدينة القدس، ما أثار علامات استفهام كثيرة.
يقول مكتشف النفق اغبارية: إن “النفق المكتشف يقع أسفل حارة المغاربة جنوب غربي المسجد الأقصى المبارك وكان قديمًا قناة للمياه يُرجّح أنه يعود إلى العهد الأموي أو الروماني”.
وأضاف: “هناك نفق قديم آخر فُتح قبل عِدة سنوات ولم يُستكمل العمل فيه حتى اليوم، لكنه يصل إلى أعماق المسجد الأقصى المبارك”.
وأشار إلى أن “الهدف من تحويل قناة المياه الأثرية إلى مكان سياحي هو سرقة التراث الفلسطيني من المقدسيين بما يُعزز الوجود الإسرائيلي في المدينة المقدسة”.
وأكمل: “تجري حاليًا عملية إزالة الرُكام، تمهيدًا لتجهيز النفق وتزويده بالأكسجين اللازم، ايذانًا ببدء اتاحته للسُياح والمستوطنين لدخوله وتدنيسه”.
وأكد الباحث اغبارية على أن السيطرة على قناة المياه الأثرية سيُخفي التراث الإسلامي المتمثل في “الهلال، المحراب”، بينما سيُبرز الاحتلال الأثار الرومانية والبيزنطية.
تهديدات قائمة والأقصى في دائرة الاستهداف
وحول اكتشاف النفق قال إغبارية: “هناك نفق ممتد من بلدة سلوان حتى المسجد الأقصى وآخر مُغلق منذ العام 2015- 2017 يُمنع على المقدسيين دخوله وهو مُوصد ببوابة حديدية، مضيفًا: “زرته قبل يومين فوجدت زينقو خَلفًا للبوابة”.
وتابع: “عند رؤيتي للزينقو قمت بإزاحته ففوجئت بوجود النفق وعمقه وامتداده إلى مسافات طويلة”.
فيديو| الباحث معاذ إغبارية يكشف لشبكة مصدر الإخبارية عن نفق طويل وقديم أسفل حارة المغاربة في مدينة القدس المحتلةhttps://t.co/A1Q2JeIvhW
— مصدر الإخبارية (@msdrnews1) February 25, 2023
وأوضح أن “النفق المُكتشف كان قديمًا عبارةً عن قنوات للمياه قادمة من القدس القديمة إلى عين سلوان وهو يوجد أسفل حارة المغاربة بـ 10- 11 مترًا مربعًا تحت الأرض”.
وأكد أن “النفق يُشكّل خطورةً كبيرةً على بيوت المقدسيين في حارة المغاربة حتى باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى”.
وبحسب الباحث المقدسي، فإن “النفق يُهدد أساسات المسجد الأقصى، علمًا أنه لم يتم حتى اللحظة اكتشاف نهاية النفق نظرًا لعُمقه وطوله”.
وفيما يتعلق بتعرضه للتهديدات الإسرائيلية في أعقاب الكشف عن النفق قال: “في المرة الأولى زرت النفق خِلسة لبضع دقائق ولم يراني أحد من جنود الاحتلال”.
وتابع: “في المرة الثانية فوجئت بوقوف قوات الاحتلال أمام بوابة النفق ومنع المواطنين من الدخول إلى المنطقة”.
ممنوع الدخول أو الاقتراب!
وأردف: “كان الاحتلال يُؤمن عُمال الآثار الإسرائيليين المتواجدين في مكان النفق، وكانت الشرطة تمنع المواطنين أو المتضامنين من الاقتراب”.
ونوه إلى أن “مهمة العُمال اليهود تكمن في اخفاء المعالم الإسلامية القديمة، في خُطوة لتدليس الحقائق وتزوير التاريخ”.
وطالب الباحث معاذ اغبارية، السلطة الفلسطينية بضرورة وضع الأردن في صورة التطورات بمدينة القدس تعزيزًا للوصاية الهاشمية.
ودعا إلى الإيعاز للجانب الأردني بالضغط على الاحتلال لوقف حفرياته تحت المسجد الأقصى ومدينة القدس ومنع المَساس بالأثار الإسلامية.
من جانبه، يقول الخبير في شؤون القدس جمال عمرو: إن “هناك 57 حفرية تمت في البلدة القديمة ومحيطها وخاصة جنوب وغربي المسجد الأقصى”.
حي المغاربة النصيب الأكبر
وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “كان لحي المغاربة النصيب الأكبر من الحفريات الإسرائيلية، نظرًا لوجود العديد من القنوات المائية القديمة”.
وتابع: “كانت القنوات معلومةً لدينا في الهندسة والتاريخ المعماري بأنها أقدم نظام مائي في العالم وتمتد لأربعة آلاف عام قبل الميلاد”.
وأردف: “القنوات المائية هي أنفاقٌ يابوسية، عربية، كنعانية خالصة وهي مفخرةٌ لمدينة القدس وخاصة أن النفق الرئيسي المُكتشف عمره 6 آلاف عام”.
وأوضح: “نفق حي المغاربة يسير من الشمال إلى الجنوب، نظرًا لارتفاع التلة المُقامة عليها القدس القديمة وبطبيعة الحال فإن المياه تسير بالجاذبية نحو سلوان”.
وبيّن أن “القناة الرئيسية تتفرع منها قنوات نحو الشرق والغرب وبعضها متصلٌ بما يُسمى نفق الحشمونائيم المُفتتح عام 1996 بعد ارتقاء العشرات من الشهداء”.
وتابع: “الباب الجنوبي للنفق يقع في حائط البراق، أما بابه الشمالي فيقع تحت المدرسة العُمرية قُرب طريق المجاهدين المَعروفة بطريق الآلام”.
رواية كاذبة وفاجرة
وأردف: “الأنفاق الموجودة بحي المغاربة طويلة جدًا وهي متصلةٌ بشبكة آخرى من الأنفاق تتجه نحو المسجد الأقصى المبارك”.
ولفت إلى أن “الأنفاق تتجه من الناحية الغربية تجاه باب الخليل، وهي شبكة وسّعها الاحتلال وجعل فيها غُرف وقنوات يفتتحها للسائحين ليُقدم فيها رواية تلمودية توراتية مُصطنعة”.
وأكد على أن “رواية الاحتلال كاذبة وفاجرة، خاصة في ظل الحديث عن الهيكل المزعوم، ما يتوجب على الجميع الانتباه لهذا الأمر الخطير”.
ودعا إلى “ضرورة تقديم الرواية الحقيقية للعالم بجميع اللغات بما يدحض الرواية الإسرائيلية سعيًا لتعزيز حق الفلسطينيين في الأرض”.