محللون: عرين الأسود حالة استثنائية تمردت على الاحتلال والانقسام

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أجمع محللون فلسطينيون على أن مجموعات عرين الأسود شكّلت حالةً وطنيةً استثنائية تمردت على الاحتلال والانقسام، فأصبحت رقمًا صعبًا لا يُمكن تجاوزه.

وبحسب المحللين فإن “العرين” نجحت في رسم صورة نضالية مُشرقةً للفعل المقاوم ضد الاحتلال، عبر توحيد الساحات وتعزيز العمل المسلح في مُدن الضفة الغربية.

وأكد المحللون خلال أحاديث منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “عرين الأسود” رفعت أسهمها في الشارع الفلسطيني بعدما تمسكت بخَيار المقاومة بعد فشل خيارات التسوية والمفاوضات.

وعدّ أولئك أن خروج المواطنين في مدن الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، هو بمثابة استفتاء شعبي على نجاعة خَيار مقاومة الاحتلال في ظل تصاعد انتهاكاته بحق المواطنين والمقدسات.

وانطلقت مسيرات شعبية عمت مُدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، دعمًا وتأييدًا واستجابة لنداء عرين الأسود، عقب مجزرة نابلس التي أسفرت عن استشهاد عددٍ من قادتها ومقاتليها الأربعاء الماضي.

بدوره دعا الباحث صلاح عبد العاطي استاذ العلوم السياسية: إلى ضرورة تعزيز “المقاومة الرمزية والشعبية بجميع الأشكال في التجمعات الفلسطينية كافة، بما يضمن تحوّل المقاومة لنهج حياة”.

بوابة لانتفاضة فلسطينية ثالثة

وأكد على ضرورة تنوع أشكال المقاومة الرمزية بما يشمل “التكبير الجماعي في كل مساجد فلسطين وقراع أجراس الكنائس ورفع الإعلام وقف حركة السير لدقائق والاضراب والعصيان المدني”.

وأضاف: “كما من صورها المسيرات والتصدي لقوات الاحتلال والمؤتمرات الشعبية والأنشطة الإعلامية وأنشطة المناصرة والمقاطعة والتضامن والندوات والمقاومة المسلحة المتدرجة”.

ولفت إلى أن “شعبنا أبدع في تطوير أدوات وأشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، بما يضمن تصويب المسار وإعادة بناء المشروع الوطني والتغيير في السياسات والأشخاص”.

ونوه خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، إلى أهمية “مشاركة وانخراط الفلسطينيين وأحرار العالم بما يتناسب مع ظروف كل مكان، وبما يُعزز استنزاف الاحتلال في جميع الساحات والميادين”.

واعتبر عبد العاطي ما يحدث اليوم بأنه “بوابة لانتفاضة ثالثة ترفع من كُلفة الاحتلال، وتُعزّز صمود وقوة الفلسطيني وقُدرته على حماية حقوقه وتحقيق الأهداف الوطنية”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم إبراش: إن “خروج المواطنين في مسيراتٍ شعبية دعمًا لعرين الأسود في مدينة نابلس يعني وصول حالة الغضب الشعبي إلى منتهاها”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “لم يعد بإمكان أحد المراهنة على أي تسوية سياسية في ظل حكومة الاحتلال القائمة  وسياساتها العدوانية بحق أبناء شعبنا ومقدساته”.

وتابع: “لا يحق لأحد لوم الشعب الفلسطيني عندما يخرج حاملًا سلاحه، بعد تيقن فشل مشاريع السلام والتسوية السياسية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993”.

73 % من الفلسطينيين يُؤيدون العمل العسكري

وأكمل: “لم يجلب السلام ومشاريع التسوية لشعبنا الفلسطيني إلا مزيدًا من الاستيطان وضَياع الحقوق وافقار المواطنين وحصار قطاع غزة”.

وأشار إلى أن “القرارات التي طالما راهنت عليها القيادة الفلسطينية المتمثلة في الشرعية الدولية لم تلقَّ أي أذانٍ صاغية لتسهم في صياغة ووضع أي قرار مُلزم لدولة الاحتلال”.

وأكد على أنه “لم يكن أمام شعبُنا إلا أخذ المبادرة بالخروج في مسيرات شعبية دعمًا لمجموعات عرين الأسود في مدينة نابلس”.

ولفت إلى أنه “بحسب الاستطلاعات تبين 75 % من الشعب الفلسطيني يُؤيدون العمل العسكري ويدعمون عرين الأسود وكتيبة جنين والمجموعات المسلحة”.

ودعا “ابراش” مقاتلي عرين الأسود إلى عدم المبالغة في الظهور الإعلامي وتضخيم الذات، حرصًا على سلامة وأمن المقاومين داخل المجموعات المسلحة.

ونوه إلى ضرورة “تجنب استخدام الهواتف الذكية خلال النشاط العسكري للمقاتلين المسلحين، وعدم حصر المقاومة في مكانٍ جغرافي مُعين وترك باقي الساحات ملاذًا لجرائم الاحتلال”.

ولفت إلى أهمية “تغليب المقاتلين أمنهم وسلامتهم الشخصية على ظهورهم الإعلامي أمام عدسات الكاميرات ما يُعزّز العمل المقاوم ويُحقّق غاياته المُثلى”.

من ناحيتها قالت الباحثة السياسية تمارا حداد: إن “مجموعات عرين الأسود بات لها تأثيرٌ واضحٌ على الجماهير الفلسطينية وهو ما أكدته التظاهرات الشعبية التي انطلقت في مدن الضفة والقدس وقطاع غزة”.

وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “ما حدث الليلة الماضية يُؤكد أن المقاومة هي المشروع الباقي والمتمدد رغم محاولات الاحتلال الحثيثة لإطفاء جدوى المقاومة في مُدن الضفة الغربية والقدس”.

وأشارت إلى أن “خروج الجماهير الفلسطينية دعمًا لعرين الأسود يُعد تأكيدًا واضحًا على التفاف شعبنا حول خَيار المقاومة، ليقينه من عدم جدوى خيارات التسوية والمفاوضات”.

خروج من العباءة الحزبية المقيتة
وفيما يتعلق بمرتكزات عمل مجموعات عرين الأسود وأسباب تصدرها المشهد، أرجعت السبب في ذلك إلى خروج المسلحين من العباءة الحزبية والتنظيمية وتمردها على طبيعتها وأيدلوجيتها”.

وأضافت أن “المسلحين لهم رأيٌ مستقل بعيدًا عن الاشتراطات الفصائلية والحزبية وأصبحوا يُحددون خياراتهم عبر طُرقهم ووسائلهم الخاصة”.

وتابعت: “من الملاحظ أن معظم مقاتلي عرين الأسود وُلدوا خلال توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 ما يُدلل على أن خَيار أوسلو بات مرفوضًا على المستوى الشعبي والعسكري”.

ولفتت إلى أن “الشعب الفلسطيني بشبابه ونسائه وأطفاله وشيوخه أصبحوا لا يُؤمنون بخَيار التسوية والمفاوضات، بعدما توحدوا خلف مشروع المقاومة”.

وأكدت أن ما “نشهده اليوم هو توحيدٌ حقيقيٌ للساحات وإجماعها على الكفاح المسلح لصد الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأخيرًا.. “ما شهدناه أمس هي وحدة ميدانية حقيقية بين الضفة والقدس وقطاع غزة بعيدًا عن الفصائلية والحزبية المقيتة والمشتتة منذ سنوات بخلاف ما عليه المقاتلين اليوم في كل الساحات والميادين”.

وكانت عرين الأسود دعت المواطنين خلال بيانٍ صحافي لها الليلة الماضية إلى الخروج للساحات العامة والتكبير، دعمًا واسنادًا لمقاتليها في ميادين المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يلي بعضٌ من مسيرات يوم أمس الخميس تلبية لنداء عرين الأسود.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏، و‏حشد‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏