“حاول إنعاشه ثم صرخ هذا والدي”.. لحظات صادمة عاشها المسعف إلياس الأشقر بنابلس

خاص- مصدر الإخبارية

“كان إلياس قريباً منه دون أن ينظر لوجهه، ثم صرخ هذا والدي” لحظات صعبة وصادمة عاشها المسعف النابلسي إلياس الأشقر، حين اكتشف أن أحد شهداء عدوان الاحتلال الأخير على نابلس هو والده.

يسرد المسعف أحمد الأسود زميل إلياس تفاصيل الحدث الذي هز منصات التواصل الاجتماعي والشارع الفلسطيني بالقول: “وصلت سيارات الإسعاف لمستشفى النجاح بنابلس، وفيها عدد كبير من الإصابات الخطيرة والظاهر أنها بنية القتل، فمعظمها في الجزء العلوي من الجسد سواء في البطن أو الكتف أو الظهر.

يتابع المسعف الأسود لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “هدأت الأوضاع ربع ساعة وقت الظهر، ثم وصل فوج جديد من المصابين ليتم استدعاؤنا من قسم الطوارئ لإنقاذ شهيدين وستة مصابين”.

ويردف: “بدأنا التعامل مع الشهيدين لإنعاشهما أنا وزميلي إلياس الذي يعمل ممرضاً في قسم جراحة القلب، بدأت محاولات إنعاش شهيد مسن إصابته في القلب وتم استدعاء جرّاح القلب وقام بفتح صدر المريض لمحاولة إنعاش عضلة القلب لمدة 35 إلى 40 دقيقة”.

ويضيف: “أنا وإلياس والطاقم كنا نقوم بإعطاء الادوية الوريدية لمحاولة الإنعاش ونحاول استخراج شظايا الرصاص من جسد المريض، انتهت عملية الإنعاش وأعلن الطبيب استشهاده، كان الياس قريباً منه ليكتشف أن المصاب هو والده”.

“صرخ بأعلى صوته هذا والدي، هو شخص عقلاني وهادئ بطبيعته، عندما اكتشف أن المصاب والده حمد الله عدة مرات ثم قال الله اصطفاه وأكرمنا كعائلة باستشهاده” هذا ما قاله إلياس الأشقر لحظة استشهاد والده، بحسب زميله الأسود.

ولفت الأسود إلى أن المسعفين والعاملين في القطاع الصحي والطوارئ يتعرضون لكثير من المواقف المشابهة, مضيفاً: “يأتي المريض دون أن ننتبه لتفاصيل شكله أو اسمه أو عمره، فكل ما يهمنا محاولة إنقاذه خصوصا مع وجود عدد كبير من المصابين، وربما تصدف أن يكون أحد أفراد عائلتنا بين الشهداء أو المصابين، فنحن وعوائلنا وأقاربنا على خط النار”.

وفي رسالة حملها المسعف أحمد الأسود عن العاملين في القطاع الصحي يقول: “رحم الله الشهداء ونتمنى الشفاء للمصابين، رسالتنا لشعبنا التمسك بخيار المقاومة وثانياً الابتعاد عن المرضى وقت الإنعاش ليتمكن الطاقم الطبي من إنقاذ المصابين”.

وأمس الأربعاء، اقتحم جيش الاحتلال مدينة نابلس، اندلع على إثره مواجهات أطلق خلالها الرصاص وقنابل الصوت والغاز صوب الفلسطينيين؛ أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيًّا بينهم ثلاثة مسنين وطفل، و102 مصابًا.