متلازمة ستوكهولم.. عندما تدافع الضحية عن مختطفها

صحة _ مصدر الإخبارية

تعتبر متلازمة ستوكهولم من بين أغرب المتلازمات وأشهرها على الإطلاق، وفي الواقع، متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يستخدم لوصف تجربة نفسية متناقضة تتطور فيها رابطة عاطفية بين الرهائن وآسريهم أو مختطفيهم.

وأشارت دراسة نشرت في دورية “ناشيونال إنستيتيوت أوف هيلث” (National Institute of Health) إلى أن متلازمة ستوكهولم هي رد فعل عاطفي غير شعوري لحدث مثير للصدمة النفسية جراء التعرض للإيذاء أو الاختطاف. وتساعد متلازمة ستوكهولم في توحيد الرهينة والمختطف ضد العالم الخارجي.

ويمكن تلخيص هذه الظاهرة النفسية في كونها تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكلٍ من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف.

مع هذه المتلازمة، قد يتعاطف الرهائن أو ضحايا سوء المعاملة مع خاطفيهم، وهذا هو عكس الخوف والرعب والازدراء الذي قد يتوقعه الضحايا في هذه المواقف.

وبمرور الوقت، يتطور لدى بعض الضحايا مشاعر إيجابية تجاه آسريهم ومختطفيهم، قد يبدأون في الشعور بأنهم يتشاركون أهدافًا وأسبابًا مشتركة.

وقد تبدأ الضحية في تطوير مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو السلطات، ويصبحون مستائين من أي شخص يحاول مساعدتهم على الهروب من الموقف الخطير الذي يعيشون فيه.

لا تحدث هذه المفارقة مع كل رهينة أو ضحية، وليس من الواضح سبب حدوثها في بعض الحالات.

ويعتبر العديد من علماء النفس والمهنيين الطبيين أن متلازمة ستوكهولم هي آلية تأقلم، أو وسيلة لمساعدة الضحايا على التعامل مع صدمة موقف مخيف.

وغالبا ما يجري ربط هذا المصطلح بما حدث لباتي هيرست، وهي ابنة أحد الأثرياء من كاليفورنيا، والتي كان قد اختطفها بعض المسلحين الثوريين عام 1974، لتبدي تعاطفا مع مختطفيها وتشاركهم في إحدى عمليات السطو، قبل أن ينتهي بها الأمر لأن يتم إلقاء القبض عليها ويحكم عليها بالسجن.

إلا أن محامي الدفاع عن هيرست قال إنها قد خضعت لعملية غسيل دماغ، وأنها كانت تعاني مما يعرف بمتلازمة ستوكهولم، والتي اصطلح عليها مؤخرا لتفسير المشاعر غير المنطقية التي يشعر بها المختطَفون تجاه مختطِفيهم.