قناة عبرية: خطة أمنية أمريكية لتعزيز سيطرة السلطة شمال الضفة

ترجمة خاصة – مصدر الإخبارية
تحدثت قناة عبرية عن تفاصيل خطة أمنية أمريكية لتعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية شمال الضفة المحتلة.
وقالت القناة 14 العبرية إن “المسؤولين الفلسطينيين يتجنبون الإشارة إلى التقارير الإعلامية حول الاتفاقات التي أدت إلى تأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن المستوطنات”.
وتابعت: “من سلسلة تقارير في وسائل الإعلام ومن مصادر فلسطينية مختلفة، يبدو أن السلطة الفلسطينية تقبل مبدئيا بالخطة الأمنية الأمريكية الهادفة إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، هذا الاتفاق، بحسب المصادر، هو جزء من منظومة التفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية”.
وأردفت: “عُلم من مصادر سياسية أن الخطة الأمريكية، التي أعدها منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية مايك فنزل، تقوم على تدريب القوات الخاصة الفلسطينية والمشاركة الأمريكية النشطة في تعزيز علاقة التنسيق الأمني بين إسرائيل وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويشتمل البرنامج على عدة أقسام أهمها التدخل الأمريكي في التنسيق الأمني بالضفة”.
ولفتت إلى أن “أحد فصول الخطة يشير إلى التنسيق الأمني وفي إطاره سيكون هناك ممثلين أمريكيين كبار حاضرين في اجتماعات التنسيق الأمني بين المستويات العليا من جانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لفترة عدة شهور”.
وأضافت: “كما تنص الخطة على أنه عند تجديد التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، سيرسل الطرفان تقارير منتظمة إلى الولايات المتحدة حول التقدم في القضايا الأمنية المعلقة والمعلقة بين الطرفين”.
وأشارتر إلى أنه “يتناول فصل آخر تدريب القوات الفلسطينية للسيطرة على مناطق جنين ونابلس، وكجزء من هذا الجهد، سيتم تدريب ما يقرب من 5000 عنصر أمني فلسطيني، يعملون حاليًا في جهاز الأمن الوطني، في قواعد تدريبية على الأراضي الأردنية، وسيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي”.
ونقلت عن مصادر أن “الأردن أعطى بالفعل موافقته على برنامج التدريب، ومع انتهاء فترة التدريب سترسل القوات الفلسطينية إلى المنطقة الواقعة بين جنين ونابلس، وستعمل داخل المدن ومخيمات اللاجئين، كما ستكون عمليات القوات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية تحت إشراف الممثلين الأمريكيين”.
وبينت أن “الخطة تنص على أنه لن يتم تجنيد فلسطينيين إضافيين في الأجهزة الأمنية وسيتم الاعتماد على العناصر الموجودة وكذلك المعدات الموجودة في أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية”.
وحول التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال قالت القناة إن “دخول القوات الفلسطينية إلى منطقتي نابلس وجنين سيتم بالتزامن مع تقليص كبير لنشاط الجيش في هذه المناطق، وذلك في إطار التنسيق الأمني الذي سيتجدد بين إسرائيل والفلسطينيين تحت إشراف أمريكي، وهذا البند في الخطة الأمريكية هو أحد الشروط الفلسطينية لقبولها بكاملها”.
كما تحدثت القناة عن إشراف أمريكي على نقاط الاحتكاك “حيث تدور اشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين، خاصة في منطقة نابلس وربما في جنوب الضفة أيضًا، وعلم أن أطرافا غربية مختلفة ستشارك في فرق مراقبة ستظهر حضورا كبيرا أيضا في مناطق الاحتكاك”.
وأردفت: “يفترض أن تكون الخطة الأمريكية تغييرًا للمفهوم الفلسطيني الذي يفضل حاليًا فتح قنوات اتصال مع الجماعات المسلحة في نابلس وجنين، الأمر الذي أدى إلى تسليم بعض عناصر هذه المجموعات أنفسهم للأجهزة الامنية، في مقابل امتيازات مالية وتفريغ في مؤسسات السلطة الفلسطينية”.
ووفق قولها فإن “البرنامج كتبه مايك فنزل منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية والمسؤول عن الاتصالات الجارية مع الأجهزة الفلسطينية، ولغرض إعداد الخطة الأمنية، تشاور فنزل مع مسؤولين أمنيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومع مسؤولين أمنيين غربيين، سيكونون جزءًا من آلية الإشراف على التنسيق الأمني ونقاط الاحتكاك”.
واستأنفت: “في نفس الوقت الذي كان يتم فيه إعداد الخطة العملياتية الأمريكية، مارست الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة ضغوطًا شديدة جدًا على أبو مازن، وكجزء من ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي ورئيس وكالة المخابرات المركزية الي رام الله، وفي بعض هذه اللقاءات كان المنسق الأمريكي مايك فنزل حاضرا وأمامه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، كما أن مصر والأردن شريكان في المجهود الأمريكي، ومؤخراً حضر رؤساء مخابراتهما لقاء مع أبو مازن في رام الله، ووفقاً لمصادر مختلفة، ضغطوا عليه لقبول الخطة الأمريكية بشكل كامل”.
في الوقت نفسه تحدثت القناة العبرية عن شروط فلسطينية لتنفيذ الخطة، بالقول: “يقول أكرم الرجوب محافظ جنين إنه بدون تأكيد ما إذا كنا قبلنا بالخطة أم لا، أقول لكم إن السلطة الفلسطينية منفتحة على أي خطة عليها وقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، وإلى جانب ذلك، ليس لدى السلطة الفلسطينية أي خطة لمنع أي خطة من شأنها تعزيز سيطرتها في المنطقة، سنقبل أي خطة أمريكية لوقف الإجراءات أحادية الجانب “.
وأضافت أن مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قال: “هناك مجال للحديث عن استعداد فلسطيني من حيث المبدأ لقبول الخطة، في ظل الوضع الحالي حيث يتواصل نشاط الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة، ونظرا للخطوات أحادية الجانب التي تتخذها إسرائيل في منطقة البناء في المستوطنات، فإن تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون. وازدياد الاحتكاك في القدس الشرقية – تتراكم العقبات قبل مرحلة تنفيذ الخطة الامنية الامريكية “.
وقالت مصادر فلسطينية إن “الفلسطينيين مصممون على تفادي وضع تنشط فيه قواتهم في شمال الضفة، بالتزامن مع استمرار العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي قبل عدة أشهر، وذلك في ظل الخوف من أنه سوف يُنظر إليهم على أنهم خونة ومتعاونون، إذا عملوا جنباً إلى جنب مع جنود الجيش – ضد الجماعات المسلحة “.
واشارت القناة إلى أن “أبو مازن وجه مؤخرًا جميع أجهزته الأمنية للعمل بكثافة عالية بشكل خاص، خاصة في الأماكن التي قد يكون فيها الإسرائيليون في خطر وكذلك في المدن الفلسطينية، ليتصرفوا وكأن هناك تنسيق أمني كامل في إسرائيل، ويبدو من مصادر مختلفة أن التنسيق الاستخباري بين إسرائيل والفلسطينيين يتم بشكل معقول كما حددته المصادر، رغم أن الفلسطينيين يتجنبون اللقاءات المباشرة مع ضباط الجيش الإسرائيلي”.
اقرأ ايضاً: موقع عبري: قناة سرية للمحادثات بين مكتبيْ نتنياهو وعباس