بعد خسارة الشيكل 9%.. ما أسباب ارتفاع الدولار وهل يقفز مجدداً؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
واصل الشيكل الإسرائيلي صباح الأربعاء ارتفاعه مقابل الدولار الأمريكي ليتداول عند 3.69 شيكلاً محققاً أعلى قفزة منذ 15 آذار (مارس) 2020.
وانهار الشيكل مقابل الدولار بنسبة 3% خلال ساعات وصولاً إلى خسارة بنسبة 9% خلال شهر واحد على خلفية مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الإصلاحات القانونية بالقراءة الأولى، وسيطرة حالة من الذعر على المستثمرين ورأس المال الأجنبي على إثر ذلك، ورفع بنك إسرائيل سعر الفائدة بنسبة 0.5%.
وأدى الذعر الناتج عن المصادقة على الإصلاحات القضائية الناشئة في إسرائيل إلى تحويل المستثمرين الأجانب ما يملكونه من الشيكل إلى عملات أجنبية أبرزها الدولار الأمريكي واليورو ما تسبب بانهيار سريع للعملة الإسرائيلية.
ومع انهيار الشيكل مقابل الدولار من المرجح أن تظهر العديد من المشاكل الجديدة أبرزها زيادة تكلفة الواردات من الخارج إلى إسرائيل، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمحروقات ما يزيد من التضخم.
وتشكل الواردات ما يزيد عن 25% من الناتج المحلي الإجمالي كون الاقتصاد الإسرائيلي مفتوحاً، ما لا يدع مجالاً لعدم الانقياد نحو موجة جديدة من ارتفاع الأسعار.
وعلى الصعيد الداخلي، لا يزال الاقتصاد رهيناً للتضخم، مع زيادة علامات الاستفهام بشأن ميزانية الحكومة المتوقع أن تصل إلى 484 مليار شيكل، وهي الأعلى على الإطلاق في تاريخ إسرائيل.
في المقابل ينذر بدء المستثمرين الأجانب بسحب رؤوس أموالهم وتحويلها إلى عملات أجنبية وضخها نحو وجهات جديدة بمستقبل قاتم لنمو الاقتصاد الإسرائيلي.
أيضاً تطغى العديد من المخاطر الجيوسياسية (الملف النووي الإيراني- التوتر في الضفة الغربية والقدس-الهجمات على سوريا) على صورة الأوضاع إلى جانب الانقسام الداخلي في إسرائيل الناتج عن الإصلاحات القضائية ما يدفع الاقتصاد إلى دائرة الركود وفقاً لمختصين.
ويقول المستشار المالي محمد سلامة إن” بنك إسرائيل لم يعد أمامه في ظل المعطيات المذكورة أعلاه سوى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لمنع هروب رأس المال الأجنبي وإعادة القوة للشيكل مقابل الدولار”.
ويؤكد سلامة لمصدر الإخبارية على أنه” سيتعين على بنك إسرائيل أن يقرر في النهاية ما إذا كان سيستسلم للضغوط السياسية وإحداث دمار في الاقتصاد الإسرائيلي أو الاتجاه نحو سياسات أكثر تشدداً للتصدي للتضخم وإنقاذ العملة المحلية”.
ويشير سلامة إلى أن” الدولار سيواصل رحلة الصعود مقابل الشيكل حال تعمقت التوترات السياسية في إسرائيل”
وكان بنك سيتي جروب الأمريكي رجح وصول الدولار إلى 3.95 شيكلاً خلال الأيام المقبلة في ظل التوترات بإسرائيل.
وقال المحللون الاستراتيجيون في البنك إنه “على الرغم من رفع بنك إسرائيل المفاجئ إلى حد ما بمقدار 50 نقطة أساس، لا تزال العملة تحت ضغط التوتر السياسي المحلي”. ورجحوا أن “يصبح الوضع السياسي أكثر تقلباً في الأسابيع المقبلة مع اقتراب تقديم الإصلاحات القضائية لقراءة ثانية في البرلمان”.
وصادق الكنيست الإسرائيلي مساء الاثنين على الإصلاحات القضائية بالقراءة الأولى، بأغلبية 63 ضد 47 معارضًا، ولكن ما زال يتعين التصويت عليه بقراءتين ثانية وثالثة خلال الأسابيع المقبلة.
وبموجب مشروع القانون “يتم تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، ولا تستطيع المحكمة العليا الخوض في القوانين الأساسية”.
وحال إقراره نهائيا ستضم لجنة اختيار القضاة 3 قضاة و3 وزراء و3 أعضاء بالكنيست، أحدهم من المعارضة، ولا يشترط موافقة المحكمة العليا لصحة القوانين الأساسية.