تقرير: كيف استغلت إسرائيل كارثة زلزال سورية وتركيا لصالحها؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يرى مراقبون أن (إسرائيل) استغلت كارثة زلزال سورية وتركيا لصالحها، عبر رسم صورة مثالية لنفسها أمام العالم قائمة على الديمقراطية وحقوق الإنسان.

صورةٌ سعت إسرائيل منذ 74 عامًا على تضليل الرأي العام بها، حيث أنها لا تدخر جهدًا في المسارعة لإقحام نفسها مع الدول الأخرى لنجدة منكوبي زلزال سوريا وتركيا المُدمر.

مسارعةٌ تهدف إلى أنسنة جيشها، ودمقرطة دولتها المزعومة، واعتبار وجودها في المنطقة أمرًا طبيعيًا يُمكن القَبول به والتعايش معه.

منذ وقوع الزلزال المُدمر في السادس من فبراير/ شباط، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو مصرحًا “أمرت بإرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية لمنكوبي الزلزال في تركيا وسورية بناءً على طلب الحكومة التركية”.

ويرى كثيرون أن عدم تسمية نتنياهو الطرف السوري الذي طلب مساعدة إسرائيل، بأنه تأكيدٌ على عدم مقايضة النظام السوري بمواقفه على حساب منكوبي الزلزال والكوارث وإصراره على موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال.

يقول خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: إن “إسرائيل منذ قيامها حتى اليوم تُحاول تقديم نفسها للعالم بأنها دولة تلتزم الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

 

سياسات مكشوفة بالتعامل مع زلزال سورية

 

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “في ذات الوقت تُمارس إسرائيل أبشع جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وتجاه امتنا العربية والإسلامية وشعوب المنطقة”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تُحاول تحسين صورتها، وتطرح نفسها كدولة حريصة على متابعة القضايا في العالم الإسلامي سيما وأن الدولتين اللتين تأثرتا بالزلزال هما تركيا وسوريا”.

وتابع: “إسرائيل تسعى لتضليل الرأي العام في ظل حالة الغضب والسخط عليها إزاء جرائمها المستمرة بحق المدنيين والأطفال واعتداءاتها المستمرة بحق المواطنين والمقدسات”.

وبيّن أن “إسرائيل تسعى لتصبح دولة صديقة من نسيج المنطقة، وأنها مستعدة للتعاون والشراكة، سيما في ظل الاتفاقات التي أبرمتها مع العديد من الدول العربية “التطبيع”.

وأكد على أن “سياسات دولة الاحتلال أصبحت مكشوفة لدى الرأي العام العربي والإسلامي والدولي في ظل تصاعد جرائمها المُرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وحول المطلوب فلسطينيًا لمواجهة سياسات الاحتلال، قال عبد المجيد: إن “المطلوب فلسطينيًا هو اتخاذ خطوات جادة والالتزام بخيارات شعبنا في مواجهة الاحتلال وسياساته العنصرية الإجرامية”.

وأكد على أهمية سحب الاعتراف من دولة الاحتلال، وتفعيل خَيارات تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية لينالوا جزاءهم إزاء من اقترفوا بحق شعبنا.

ودعا إلى أهمية رفع الغطاء الذي وفّر أجواءً لتطبيع عدد من الدول العربية مع الاحتلال عبر الغاء اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

 

وقفة جادة في وجه التطبيع والتنسيق الأمني

 

وطالب عبد المجيد، بضرورة الإعلان عن موقف مُوحد مِن قِبل السلطة الفلسطينية ومؤسساتها والفصائل الوطنية يقوم على رفض الاحتلال ومقاومته حتى إنهاء احتلاله.

وحول المطلوب على المستوى الاقليمي، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: إن “المطلوب من شعوب الأمة العربية والإسلامية هو الانتفاض في وجه سياسات التطبيع”.

ودعا قادة الدول العربية المُطبعة مع الاحتلال إلى ضرورة وقف علاقاتهم مع الاحتلال وفضح أنظمتهم خاصةً في ظل معرفة نوايا الاحتلال تجاه شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية.

 

الشعب السوري حي ويرفض العقوبات الأمريكية

 

وأكد على أن “الشعب السوري حي فمنذ اللحظات الأولى للزلزال انتفضت جميع المحافظات للقيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي المتمثل في إزالة الأنقاض وانقاض الجرحى”.

وأضاف: “الشعب السوري برهن عزيمة كبيرة في مواجهة كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد وأسفر عن مقتل وجرح الآلاف إلى جانب المفقودين حتى اللحظة”.

وشدد على ضرورة “رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، وفضح السياسات الأمريكية تجاه سورية وإلغاء قانون قيصر بشكلٍ فعلي بعيدًا عن الدعايات الإعلامية”.

واعتبر أن “تصريحات الإدارة الأمريكية بوقف قانون قيصر ستة أشهر بأنه إعلان اعلامي يفتقد إلى المصداقية والتطبيق في ظل غياب أي آليات للمباشرة في تنفيذه”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تُضلل العالم بأكذوبة إلغاء قانون قيصر ورفع العقوبات المفروضة على سورية، بالتعاون مع الدول الحليفة لها في المنطقة”.

ولفت إلى أن “الأمم المتحدة تخضع لضغوط أمريكية، ولم تقم بواجبها المَنوط بها تجاه منكوبي ضحايا الزلزال في سورية الذين يُعانون الأمرين في ظل الكارثة الأخيرة”.

وأردف: “بعض الدول العربية بادرت من تلقاء نفسها لإرسال المساعدات الاغاثية والإنسانية لمنكوبي زلزال سورية وتركيا، والبعض الآخر أرسل المساعدات بعد التشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وشدد على أهمية “تكاتف الدول العربية والإسلامية لضمان إعادة اعمار سورية إلى الحضن العربي، مع ضمان الحياة الكريمة لأهلها عبر إطلاق مؤتمر للمانحين لإغاثة منكوبي سورية وتركيا”

وأخيرًا.. ترحم عبد المجيد على ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مؤكدًا على أهمية تضافر جميع الجهود من أجل تجاوز هذه المِحنة القاسية على البلدين المنكوبين.

من جانبه قال هيثم أبو الغزلان أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان: إن “المنطقة العربية تظلُّ على خط الزلازل الطّبيعيّة، والسّياسيّة لتتكشف الحقائق أمام الجميع”.

 

عنصرية مقيتة في التعامل مع منكوبي زلزال سورية

 

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: أن “زلزال سورية كشف بشكل واضح عن المعايير المزدوجة التي يتشدّق بها الذين يدعون حقوق الإنسان”.

وتابع: “سقطت انسانيتهم الزائفة حينما ميّزوا بين إنسان وآخر، إنسان يُبكى عليه، وإنسان يُقتل ولا تجد من يبكي عليه، بين إنسان يستحق الإغاثة، وإنسان يستحق القتل والبقاء تحت الأنقاض”.

وأكمل: “لا يمكن لإنسان وقف الزلازل الطبيعية؛ ويقف مصدوماً ومذهولاً أمام نتائجها المهولة، ويرتعب من فقدان إنسانيّة من يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان”.

وزاد مستنكرًا: “تصبح الشعارات حين تتعلّق بالإنسان السوري لا معنى لها ولا تُطبّق، ويظل قانون قيصر سيفاً وحشياً بأيدي من يدعون الحضارة بينما هم يُـوغلون بالقتل البطيء، ويمنعون الحياة عن مستحقيها”.

واستهجن “سعي البعض إلى امتصاص الغضب الفلسطيني المُتفجر في الضفة المحتلة لضمان عدم تكرار نماذج خيري علقم وضياء حمارشة ورعد خازم”.

وأكد أن “السوريين يُفضلون الموت عن الحياة تحت بساطير الاحتلال وسياساته العدوانية الإجرامية التي تتمدد في أنحاء الضفة والقدس المحتلتين، ولا يُوفقها إلا بنادق الأحرار”.

وشدد على ضرورة تضافر جميع الجهود من أجل إغاثة ونجدة منكوبي سورية، في ظل العقوبات العنصرية المفروضة على الجمهورية العربية السورية.

ولفت إلى أن “التحالف الأمريكي – الصهيوني سيفشل أمام الصمود العربي السوري ومحور المقاومة، رغم عِظم الكارثة التي حلت بالسوريين الأحرار الذين لفظوا الاحتلال الإسرائيلي مرةً واحدةً وإلى الأبد”.

أقرأ أيضًا: ملايين الأطفال بتركيا وسوريا بحاجة إلى دعم إنساني عاجل