“كأنه يوم القيامة”.. سوريون يروون لمصدر مأساة الزلزال المدمر وفقد عوائلهم

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“وكأنه يوم القيامة جمعيهم يركضون في الشوارع ويستغيثون لانتشالهم من تحت الأنقاض، منهم من لا زلنا نسمع أصواتهم وآخرين انقطع أنينهم”، هكذا روى الصحفي السوري محمد الفيصل تفاصيل بداية الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا.

ليلة مرعبة عاشها السوريون بعد تعرض مناطق الشمال لزلزال مدمر، أسفر عن آلاف الضحايا والمصابين، ومئات العالقين تحت الأنقاض، حتى تم إعلانها منطقة منكوبة بالكامل.

زلزال مدمر واستجابات ضعيفة

يقول الصحفي الفيصل في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الزلزال كان مرعب للغاية والناس تهرع في الشوارع، منهم من هربوا تجاه الأراضي الزراعية، ومنهم من انتظر خروج أفراد عائلتهم من تحت الأنقاض.

ويشير إلى أنّ آلاف العوائل كانت ولا زالت تحت الأنقاض، موضحًا أنّ فرق الإنقاذ والدفاع المدني أصيبوا بالصدمة وكانوا غير قادرين على استيعاب مشهد الزلزال المدمر.

ويؤكد إلى أنّ الإمكانات في سوريا ضعيفة جدًا بسبب الأوضاع التي تعيشها، داعيًا العالم أجمع لتقديم المساعدات لخروج المتواجدين من تحت الأنقاض وإنقاذ ما تبقى ما بعد الزلزال في سوريا.

مأساة تحت الأنقاض

بصوت يبحث عن الكلمات تحاول الحاجة أم ضياء أن تسرد جانبًا من المأساة التي عاشتها تحت الأنقاض لثلاثة أيام، قائلًة: “لم ينجُ أحد من عائلتي ولم يبقَ أحد سوى حفيدي الصغير”.

وتضيف أم ضياء في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، أنّها خرجت من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام على أمل أن تجد عائلتها تنتظرها فوق ركام المنزل ولكن شاء القدر أن تفقد 12 شخصًا من العائلة.

وتردف أنّ الزلزال المدمر قضى على أحلام العائلة التي فرت إلى شمال سوريا بحثًا عن الاستقرار والعيش بحياة كريمة، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.

ولم تستطع الحاجة أم ضياء أن تروي قصتها بسبب صدمتها بفقدان عائلتها في الزلزال، آملة بأن يتم إنقاذ العائلات من تحت الأنقاض.

زلزال سوريا وتركيا أسوء حدث منذ 100 عام

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، وصف زلزال سوريا وتركيا المدمر بأنه “أسوأ حدث في المنطقة منذ 100 عام”.

وأضاف غريفيث: “أنا هنا للتأكد من عدم نسيان هؤلاء الناس” المتضررين من الزلزال، مشيدًا باستجابة تركيا للزلزال ووصفها بأنها “استثنائية”.

وأشار إلى أنه سيطلق عملية لمدة ثلاثة أشهر تهدف للمساعدة في دفع تكاليف عمليات الإنقاذ والإغاثة في تركيا وسوريا.

وتواصل عمليات الإنقاذ في العثور على ناجين، في تاسع يوم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية منذ 100 عام.

وفي 6 شباط (فبراير) الجاري، ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.8 درجات، أسفر وفاة أكثر من 37 ألف شخص بين البلدين.