المظاهرات ضد نتنياهو تعبر عن أزمات حكومته

أقلام – مصدر الإخبارية
المظاهرات ضد نتنياهو تعبر عن أزمات حكومته، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
واقع العدوان الإسرائيلي يكشف عن طبيعة ما تشهده دولة الاحتلال من صراعات دينية نتيجة توجهات أحزاب التطرف الإسرائيلي كونها باتت تعكس سلوكًا عنصريًا لمختلف مجموعات التكتل اليمينية المتطرفة وفى تطور لاحق للمشهد السياسي والمأزق الأمني والانهيار للمنظومة السياسية الإسرائيلية بدأت تتصاعد وسائل الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو حيث شهدت مختلف المناطق والمدن تحركات واسعة ومظاهرات مناهضة لسياساته كونه يعمل على تسخير القضاء وتعديل القوانين والتشريعات للحصول على عفو في القضايا التي من المحتمل أن يدان فيها ويلاحق بالسجن وذلك من خلال دعم مجموعات المستوطنين المكون الأساسي الداعم لحكومته وكون ان الوعود التي يتلاقها من قبل تكتل اليمين المتطرف بطلب العفو عنه والعمل على تغير القوانين وتمريرها في البرلمان الإسرائيلي تعكس حقيقة الديمقراطية الزائفة والخداع للعالم من قبل مجتمع بات قائم على ممارسة القتل والدمار وارتفاع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي مما بات يهدد عملية السلام وتراجعها.
الوضع أصبح في الأراضي الفلسطينية المحتلة كارثي ولا يمكن ان يستمر حيث يتعرض أبناء الشعب الفلسطيني لظروف حياتية ومعيشية صعبة لا يمكن أن يستوعبه أي احد فالاحتلال قائم على ممارسة القوة والبطش والتطرف العنصري ويعمل على سرقة الأرض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي وتلك المسرحيات وتبادل الأدوار التي تجرى بين مختلف الكتل المنتمية لليمين المتطرف أصبحت تعبر وبشكل واضح عن طبيعة المأزق السياسي الذي انتجته الازمات الإسرائيلية واتساع قاعدة المعارضة وما تشهده المدن من مظاهرات أسبوعية والتي استمدت قوتها من خلال استمرار عمليات القتل والحروب والنصب والاحتيال وكون أن نتنياهو شخصيًا ضالع في تهم وممارسة الفساد وهو معرض بالملاحقة ومواجهته السجن وكان يواجه محاكمته في ثلاث قضايا فساد تتعلق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
سياسة العربدة والبلطجة التي مارسها نتنياهو ستبقى وصمة عار تُلاحقه ولن يغفر له ما ارتكبه من بلطجة وسرقة ونهب وفساد وممارسته النزعة العنصرية واللاسامية حتى تجاه الإسرائيليين أنفسهم حيث تعامل مع معارضيه بشكل غير لائق مهددا بملاحقتهم وسجنهم ومنعهم من التظاهر ضد حكومته مما يعكس مدى ممارسة التمييز العنصري النظامي الممنهج في حقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية، وهذا ما كشفته سياسة نتنياهو في تعامله مع الازمة والاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها مختلف المناطق أسبوعيًا ليتبين للمتابعين طبيعة التفسخ والانهيار الذي تشهده منظومة الأحزاب السياسية الإسرائيلية وتكشف الخداع والمراوغة والهروب الى الامام من خلال ممارسة العدوان وسفك الدماء وإعلان الحرب بحق الاسرى في سجون الاحتلال.
حصيلة ما جرى يكشف زيف الديمقراطية في دولة الاحتلال الإسرائيلي وان الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الشعب الفلسطيني وان ما جرى هدفه الأساسي هو تكريس واقع الاحتلال واستمرار سرقة الأرض الفلسطينية والتمدد الاستيطاني، فالسياسات الإسرائيلية تؤكد أنها سياسات عدوانية وتدميرية واستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات وطبيعة التوجه الإسرائيلي مما يكرس نفس الأدوات ويعبر عن نفس المشهد القائم مهما تبدلت الشخصيات.
حكومة التطرف وما تُمارسه من عدوان يُدلل وبشكل واضح على أن من يحكم دولة الاحتلال هم مجموعات المستوطنين المتطرفة مما يعبر ويشير الى الواقع الخطير ونمو التطرف بكل اشكاله ويكرس أدوات القمع والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعيش بديمقراطية حقيقية وفرض النفوذ والسيطرة والهيمنة واستمرار العدوان المنظم ضد الشعب بالأراضي المحتلة.
أقرأ أيضًا: الأسير الشهيد ناصر أبو حميد.. بقلم الكاتب سري القدوة