محللون: جيش الاحتلال يخشى تراجع التجنيد بسبب خطة إضعاف القضاء

وكالات – مصدر الإخبارية

كشف محللون عسكريون، اليوم الجمعة، أن قلقاً كبيراً يسود في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي من الشرخ الآخذ بالاتساع في المجتمع في أعقاب خطة إضعاف جهاز القضاء والاحتجاجات ضدها، مؤكدين أن هذا الشرخ تسلل إلى داخل الجيش إثر مشاركة ضباط حاليين وفي قوات الاحتياط في الاحتجاجات.

ونقل المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، عن ضباط كبار في الجيش أن “هذا التخوف بالغ وحقيقي، ولم يشهد الجيش مثله منذ سنين، وعلى الأقل منذ تنفيذ خطة الانفصال عن غزة”.

وتابع الضباط أن “الشرخ الاجتماعي العميق يستوجب الإدراك أنه ليس الاقتصاد الإسرائيلي يمكن أن يتضرر خلال موجة الاحتجاج الحالية، وإنما الجيش أيضا”.

وأردفوا: “يتزايد عدد الأهالي الذين لن يرسلوا أولادهم للتجنيد، فيما يوضح أهالي آخرون إنهم سيرفضون إرسال أولادهم إلى خدمة عسكرية قتالية، أو أنهم هم أنفسهم يهددون بأنهم سيرفضون الخدمة في قوات الاحتياط”.

كما بيّن ضابط في هيئة الأركان العامة أن الجيش لم يصادف حتى الآن حالات تحقق فيها هذا التهديد، “لكن هذا لا يعني أن التخوفات ليست حقيقية، وعلى الجيش الاستعداد لذلك، وألا نتفاجأ من إمكانية أن نصادف رفض تجنيد أو خدمة في الاحتياط”.

ولفت المحلل إلى أن قادة كتائب في قوات الاحتياط والقوات النظامية طولبوا بإبداء يقظة حيال تحولات داخل الجيش، ومحاولة منع الشرخ إلى داخل الجيش.

وأكد يهوشواع أن ضغوطا مورست على رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، كي يعبر عن موقف ضد مشاركة ضباط في الاحتياط بالاحتجاجات، لكنه امتنع عن ذلك حتى الآن. واعتبر قسم من الضباط أنه لن يكون تأثير للاحتجاجات على محفزات التجنيد، وفي موازاة ذلك “يعتقد كثيرون أن هذه المرة، خلافا لمواجهات سياسية واجتماعية سابقة، الأزمة أعمق ولن تتجاوز الجيش، إذ أنه لا يوجد أي مجال في المجتمع الإسرائيلي لم يتسلل هذا التوتر إليه”.

في الوقت نفسه قال المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، إن تحذير رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، الأسبوع الماضي، من احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة، يعكس التقارير التي استمع إليها أثناء زيارته لإسرائيل قبل ذلك بأسبوع.

وتابع أنه بالرغم من أن ليس جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تصف التصعيد بأنه انتفاضة، إلا أنه يوجد إجماع بينها على الوضع يتدهور في الحلبة الفلسطينية وأنه يحتمل حدوث تصعيد أكبر، وخاصة خلال شهر رمضان المقبل.

في حين يرى هرئيل أن “فترات الهدوء بين العمليات التي ينفذها فلسطينيون، إلى جانب الأنباء في مناطق أخرى، بدءا من الانقلاب القضائي وحتى الزلزال في تركيا، تُنشئ في الرأي العام الإسرائيلي شعورا كاذبا وكأنه لا تغيير في الوضع. لكن من الناحية الفعلية الميدان في الضفة يعتز، وخاصة إلى الشمال من نابلس. وفي الجانب الفلسطيني لا يوجد هدوء في استمرار سقوط قتلى بنيران الجيش الإسرائيلي، وعددهم أكثر من أربعين منذ بداية العام الحالي”.

في المقابل قال إنه يصعب توقع مشكلة، وأن قوات الاحتياط سجلت تجنيدا بمستوى مرتفع خلال حروب إسرائيل في العقود الماضية.

وختم المحلل بالقول: “السؤال هو ماذا سيحدث في وضع احتكاك متواصل، مرتبط بالظروف السياسية الداخلية أيضا وباستمرار الاحتلال والاستجابة لمطالب المستوطنين. وهناك تهديد آخر في الخلفية، وهو عزم الأحزاب الحريدية على إنهاء تشريع قانون تجنيد عاقر، سيسمح عمليا بشرعية قانونية نهائية لتهرب جماعي لناخبيها من الخدمة العسكرية”.

اقرأ أيضاً: قرار إسرائيلي بعد عملية القدس وبن غفير يأمر ببدء عملية السور الواقي 2