زيارة بلينكن إلى تل أبيب.. ضمان استمرار التنسيق الأمني والانحياز للاحتلال
خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
رأى محللون فلسطينيون، أن “زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، شكّلت موقفًا داعمًا للحكومة اليمينة المتطرفة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو”.
زيارة “بحسب محللين” جاءت لإلقاء اللوم على الجانب الفلسطيني وتحميل الشعب الأعزل مسؤولية توتر الأوضاع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، دون أدنى استنكار لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومجازره المستمرة بحق المدنيين العُزل.
وتزامنت زيارة بلينكن للأراضي الفلسطينية، مع تصاعد حِدة تهديدات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير.
يقول الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا: إن “زيارة بلينكن لن تُقدم شيئًا للشعب الفلسطيني سوى تطمينات مسبوقة بوعودٍ أمريكية مستمرة بالحفاظ على السلطة في الوضع الراهن، دون إيجاد أي مسار سياسي”.
زيارة تفتقد إلى برامج سياسية أو رؤى استراتيجية
وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: أن “الزيارة جاءت لتُؤكد الدعم المالي والغطاء السياسي للسلطة في ظل رئاسة محمود عباس، دون تقديم أي برامج سياسية أو رؤى متعلقة بإدارة الوضع الإسرائيلي – الفلسطيني بما يضمن عدم انهاء الحكومة الإسرائيلية الحالية الوجود الفلسطيني”.
ووصف الظاظا، زيارة بلينكن بأنها “جاءت مُخيبة للآمال، كونها تَصُبْ في مصلحة الاحتلال من حيث إضفاء الشكل الشرعي والسياسي، بما يُمثّل الموافقة الضمنية على إجراءات الاحتلال سواءً المتعلقة بالقضية الفلسطينية أو ما يتعلق بسُلوك الاحتلال في الإقليم”.
وحول رهان السلطة على الإدارة الأمريكية رغم انحيازها للاحتلال، أوضح أن “السلطة الفلسطينية لم يبقَّ لديها حِيلة خاصةً وأنها انطوت على نفسها فلسطينيًا وإقليميًا، حيث لم تعد تُمثّل مشروع الشعب الفلسطيني، ولم تتماهى مع طموحات الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال”.
وأضاف: “السلطة عاجزة اليوم عن حماية شعبنا والدفاع عنه في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال، كما أنها لم تعد طرفًا بموضوعات إقليمية ذات علاقة بالقضية الفلسطينية، سيما في ظل الصراعات الداخلية التي تعيشها ما يكبح أي طموح فِعلي للخروج من الوضع الراهن المستمر منذ سنوات”.
وتابع: “السلطة الفلسطينية أضاعت العام الماضي فرصةً ذهبية للذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، سعيًا لإعادة بناء البيت الفلسطيني على أُسس الشراكة الوطنية الحقيقية دون تفرد أو هيمنة”.
فيما تقول الباحثة والكاتبة الفلسطينية تمارا حداد”: إن “زيارة زيارة بلينكن في هذا التوقيت، جاءت بهدف إرسال رسالة للجانب الفلسطيني والإقليمي والدولي، مفادها بأنها ستسمر في مساندة (إسرائيل) وتُبارك لهم ضمنيًا أي خطوة من شأنها تصعيد الاستيطان في الضفة والقدس المحتلتين”.
الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في خَيار السِلم والحَرب
وأضافت في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية: أن “الإدارة الأمريكية تدعم خُطوة الاحتلال بالتجهز لحربٍ مستقبلية سواءً على المستوى المحلي أو المنطقة، إلى جانب إرسال رسالة إلى الدول الإقليمية قائمة على دعم الولايات المتحدة الاحتلال بأي خطوة إقليمية سواءً على صعيد خَيار الحَرب ضد إيران أو على صعيد استكمال المشروع الإبراهيمي” في إشارة إلى “صفقة القرن”.
وأشارت إلى أن “زيارة بلينكن جاءت لوضع اللوم على الجانب الفلسطيني وتحميله المسؤولية عن حالة اللاهدوء التي تشهدها الضفة والقدس، ما يتطلب القيام بدور السلطة الفلسطينية المُنوط بها، دون النظر إلى الحقوق السياسية، باعتبار أن القضية الفلسطينية ملفًا أمنيًا تتعامل معه أصغر الوحدات في جيش الاحتلال”. وفق رؤية الإدارة الأمريكية.
وأكدت على أن “تحميل بلينكن الفلسطينيين مسؤولية ما يجري في الضفة والقدس، يعكس الانحياز الأمريكي الكامل لصالح الاحتلال، الذي لا يفكر إلا بتقديم الدعم المالي لأونروا باعتبارها مؤسسة أُممية وليست فلسطينية”.
ولفتت إلى أن “التعويل والمراهنة الخاسرة على الدور الأمريكي كوسيط لعملية السلام وحل الدولتين كمن يُراهن على تحول السراب إلى حقيقة”.
وتابعت: “لم يبقَّ من السلام إلا وعودات بالية، كما لم يبقَّ من حل الدولتين إلا تأبين الفكرة، ووضعها في ذاكرة النسيان، في ظل التوسع الاستيطاني وتوحيد القدس وإغلاق القنصلية الأمريكية المتواجدة هناك”.
وأردفت: “زيارة بلينكن إلى تل أبيب جاءت لضمان عودة التنسيق الأمني إلى ما كان عليه سابقًا، كأن الوظيفة الحالية للسلطة أصبحت مقتصرةً في ضمان أمن الاحتلال، دون أي حقوق سياسية أو وطنية”.
وشددت: “نحن أمام معركة مصيرية وجودية، فإما أن يتم اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وإما الثبات والصمود، ما يتطلب اتخاذ مقومات فِعلية ميدانية وجماهيرية، بما يُعزز ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني الذي أصبح أوهن من بيت العنكبوت أمام حالة التفكك والتشرذم الحالي وغياب الرؤية التحررية الفِعلية”.
إدارة أمريكية عاجزة وهشة
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يقول: إن “الزيارة جاءت ضمن مساعٍ أمريكية مكوكية بهدف ضمان عودة الهدوء بمدن الضفة والقدس، ما يُدلل على أن الإدارة الأمريكية الحالية تُعاني ضعفًا وهشاشة كبيرين في ظل عجزها عن استتباب الأمن بالمنطقة”.
وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “بلينكن جاء للتأكيد على أن الإدارة الأمريكية لن تُبدل أو تغير سياستها المنحازة إلى الاحتلال، ما يتطلب عودة السلطة للتنسيق الأمني لضمان ضبط الأوضاع في مدن الضفة الغربية”.
وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية تفتقد المصداقية وظهر ذلك واضحًا في عدم تنفيذها ما تحدثت به سابقًا فيما يتعلق بالفلسطينيين وحقوقهم سواءً السياسية أو الاقتصادية، بما يُؤكد عجز الإدارة الحالية عن تقديم أو شيء للشعب الفلسطيني”.
وأكد: “عدم قُدرة السلطة على غلق الأبواب أمام الاتصالات مع جميع الجهات الدولية والإقليمية، كون فلسطين رازحة تحت الاحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا ودوليًا”.