عائلات شهداء جنين ونابلس: عملية النبي يعقوب في القدس أشفت صدورنا

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قالت عائلات شهداء مدينتي جنين ونابلس الذي ارتقوا برصاص الاحتلال مؤخرًا: إن “عملية النبي يعقوب في مدينة القدس أشفت صدور أمهات الشهداء المكلومة”.

وتضيف العائلات: “كان الحزن يُخيّم على قلوبنا بفقداننا أولادنا واخواننا وأزواجنا وقُرة عيوننا، حيث جاءت العملية لتُحوّل الحزن إلى فرح، وكأن الروح عادت للجسد من جديد”.

وتابعت: “العملية التي نفذها الشهيد خيري علقم، كان بلسمًا شافيًا لأرواح امهات واخوة الشهداء الذين أرهقهم الشوق لمن يُحبون، بعدما خطف الاحتلال زهرة شباب المخيم برصاصٍ غادرٍ في ليلٍ بهيم”.

تقول آلاء زريقي شقيقة الشهيد صائب الذي ارتقى برصاص الاحتلال خلال مجزرة جنين الخميس الماضي: إن “العائلة كانت تعيش مشاعر الحزن وقسوة الفراق، حتى جاء نبأ العملية، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب وتعلو الزغاريد وكأن صائب بُعث من جديد”.

العملية جاءت ثأرًا لكل شهداء فلسطين

وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “جاءت عملية القدس فانشرح القلب واستراح، وتحولت دموع الحزن إلى فرح، وأثلجت العملية صدور أهالي الشهداء في جنين ونابلس ورام الله والقدس وكل فلسطين”.

وتابعت: “سلمت يمناه في إشارة إلى منفذ العملية (خيري علقم)، رفع رؤوسنا عاليًا، وأخذ بثأر كل شهداء فلسطين الذين قضوا نحبهم نتيجة جرائم الاحتلال المُرتكبة بحق أبناء شعبنا”.

وأردفت: “جاء الرد مزلزلًا وسريعًا قبل انتهاء بيوت العزاء، ليُؤكد للجميع أن الفلسطيني الحُر لا يُبيّت ثأره، ودماء الشهداء وقودًا يُؤسس لمرحلة نضالية جديدة ضد الاحتلال”.

وأكدت: “عملية القدس وحّدت الشعب الفلسطيني، وجعلته على قلب رجلٍ واحد في مواجهة الاحتلال الذي يسعى دائمًا لتفريق شعبنا وتشتيت أوصاره، إلا أن دماء الشهداء تُوحدنا في كل الميادين، وترسم لنا طريق التحرير والعودة”.

ولفتت: “لا يوجد بيت في جنين إلا وفيه شهيد أو جريح أو أسير، وتلك كرامةٌ اختصنا الله بها، وأصبحت الشهادة في سبيله أعظم العبادات التي يُتقرب بها إلى الله، جميعُنا فداءً لفلسطين والأقصى”.

وختمت حديثها لمصدر الإخبارية قائلة: “فخورون بما قدمه الشهيد صائب وجميع شهداء فلسطين، لأنهم مضوا في الطريق الذي أحبوه، قصدوا الله وأخلصوا النية فاصطفاهم شهداءً ليُعلي رؤوسنا بهم في الدنيا والأخرة”.

فادي سلامة شقيق الشهيد فاروق الذي ارتقى برصاص الاحتلال بتاريخ الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قال لمصدر: إن “شعبنا الفلسطيني يُواجه عدوانًا إسرائيليًا فاشيًا على كل الجبهات، حيث سعى في الأرض قتلًا وتنكيلًا وتشريدًا وكان لابد من ردٍ مزلزل يُلزم الاحتلال حَده ويُوقف تغوله على الدم الفلسطيني”.

العملية أثلجت القلوب وأدخلت عليها السَكينة

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، “كانت عملية استثنائية في وقتٍ دقيق، أثلجت قلوبنا وأدخلت عليها السَكينة والفرحة، خاصةً وأنها جاءت من رفاق درب الشهيد فاروق الذين حافظوا على البندقية من بعده في كل الساحات الفلسطينية”.

وتابع: “الدنيا زائلة والإنسان مهما طال عُمره فيها فإنه راحل عنها، لكن يبقى التساؤل القائم، بماذا سنرحل؟ إن لم يكن رحيلًا عزيزًا وكريمًا فليعيد كل إنسان حساباته، وفاروق اختار الرحيل بعزة وشجاعة يخشاها الاحتلال حتى يومنا هذا”.

وأكمل: “نرفع رأسنا عاليًا بأخينا الشهيد فاروق وكلنا على ذات الطريق، جميعُنا فداءً للقدس والأقصى، قضيت 10 سنوات في سجون الاحتلال واخواني كذلك، وفي سبيل الوطن نُقدم الغالي والنفيس”.

وأردف: “تبًا لحياةٍ يحرمنا فيها الاحتلال أبسط حقوقنا، هو يريد لنا أن نعيش أذلة، ونحن مقبلون على الله على خطى فاروق وكل أحرار شعبنا الفلسطيني”.

أطفأت لهيبًا مشتعلًا منذ رحيل محمد

من ناحيته، قال والد الشهيد محمد الدخيل الذي ارتقى برصاص الاحتلال في عملية نفذتها القوات الخاصة الإسرائيلية بنابلس بتاريخ 8-2-2022: إن “فرحة العائلة بعملية النبي يعقوب بمدينة القدس الليلة الماضية لا تُوصف، حيث أشفت صدورنا وأطفأت لهيبًا مشتعلًا في قلوبنا منذ ارتقاء محمد مع رفيقيْ دربه أشرف المبسلط وأدهم مبروكة”.

أما والدة الشهيد محمد الدخيل عبّرت عن فرحتها بعملية النبي يعقوب قائلة: “منذ استشهاد محمد برفقة مبروكة والمبسلط، لم أفرح كفرحي الليلة الماضية، كانت هناك حسرة كبيرة في القلب زالت بنبأ تنفيذ العملية التي جاءت بلسمًا على القلب وشفاءً للصُدور”.

وأضافت خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “منفذ العملية خيري علقم، أبهج قلوبنا، ورفع رؤوسنا عاليًا، ما أجمل أن يحيا جيل من الشُبان على نهج ولدي محمد”.

وتابعت: “كان محمد دائمًا رافعًا راسي بين الناس، كان شجاعًا، حنونًا على اخوته ووالديه، لكنه في الوقت ذاته، صلبًا عنيدًا أمام الاحتلال لهذا لم يقتله إلا غدرًا وهذه شِيمة الاحتلال منذ القِدم”.

وأردف: “أحببت عملية القدس، لأن محمد كان يُحب النصر، ويتقدم الصفوف لقتال جنود الاحتلال، الذين لا يدخروا جهدًا في البطش بشعبنا، وهم يحصدون ما يزرعوه، كلما زادوا فينا قتلًا وتنكيلًا، كلما ستُنفذ العمليات وتُشفى صدورنا بنصر الله وفَتحه”.

وأكملت: “سأذهب إلى بيوت أهالي شهداء جنين، لأبارك لهم استشهاد أبنائهم ولن أُعزيهم لأن الشهداء قناديل في عرش الرحمن، يسرحون ويمرحون في الجنة، أفتخر بشهادة محمد وأرفع رأسي به عاليًا بين الناس”.

واستتلت: “أكرمني الله باصطفاء ابني شهيد، وهذه كرامة اختصني الله بها، وبهذه المناسبة أهنئ والدة الشهيد خيري علقم باستشهاد نجلها البطل، بعدما أثخن في المستوطنين وأثلج صدور امهات الشهداء في كل فلسطين”.

وختمت: “ذات يوم، قال لي محمد: “العمر واحد والرب واحد، بدك تيجي تصحيني من النوم تلاقيني ميت، ولا يحكولك ابنك استشهد في حادث سيارة ولا شهيد؟” حينها نظرت إليه بنظرة حانية وقلت: “بدك إياك شهيد يما.. أرفع رأسي فيك يما بين الناس.. طلبها ونالها الله يرضى عليه ويجمعنا فيه في جنات النعيم”.