مارتن لوثر كينغ.. 94 عاماً على ميلاد محارب العنصرية الأمريكية

تقارير – مصدر الإخبارية 

تحتفي الولايات المتحدة الأمريكية، في هذه الأيام بذكرى ولادة زعيم حركة الحقوق المدنية في البلاد مارتن لوثر كينغ  المولود في 15 كانون الثاني (يناير) 1929، وتخصص للمناسبة عطلة رسمية تحمل اسم كينغ ويكرس لها ثالث يوم اثنين من شهر كانون الثاني من كل عام.

ولد القس والدكتور كينغ في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، حيث سادت بها أبشع مظاهر التفرقة العنصرية والتمييز على أساس اللون، لكن البطل القومي استطاع مسلحاً بالأساليب والنهج السلمي مقاومة الظلم الذي كان متفشياً في مجتمعه، ونجح في تغيير وجه الولايات المتحدة.

الناشط الحقوقي الأمريكي الذي ذاع صيته وعلى شأنه، كان له كلمات ومقولات خلدها التاريخ ومنها: “الظلام لا يمكن أن يطرد الظلام، الضوء فقط يستطيع أن يفعل ذلك، الكراهية لا يمكن أن تطرد الكراهية، الحب فقط يمكن أن يفعل”.

عام 1955، حصل البطل القومي الأمريكي على درجة الدكتوراة في علم اللاهوت، وساهم في تنظيم أول احتجاج مهم لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول إفريقية والمتمثل في مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتغومري في ولاية ألاباما.

امتدت المقاطعة التاريخية عاماً كاملاً وانتهت بكسر قانون الفصل العنصري في الولاية، والتي بالأساس مهد لها رفض روزا باركس إخلاء مقعدها في إحدى الحافلا لراكب أبيض وفق ما كان متبعاً آنذاك، فاستدعى السائق الشرطة ليتم اعتقال السيدة السوداء التي أصبحت لاحقاً رمزاً للنضال من أجل المساوة تفتخر به الولايات المتحدة.

تأثر كينغ بالثائر الهندي ماهاتما غاندي، ودعا إلى العصيان المدني والمقاومة السلمية المناهضة للفصل العنصري، في جنوب الولايات المتحدة، وقوبلت الاحتجاجات السلمية التي رفع رايتها القس الأمريكي بالعنف، لكن الثبات والصمود والتزام مبادئ السلم كان رد كينغ وأنصاره على ذلك، ما أعطى قوة وزخماً للحركة.

استطاع كينغ بعد ذلك استقطاب دعم الحكومة الفدرالية والأمريكيين البيض في الولايات الشمالية، من خلال أسلوبه القوي في الخطاب ومناداته بالقيم المسيحية والأمريكية.

في 28 آب (أغسطس) 1963، توّجهت مسيرة تاريخية إلى واشنطن للمطالبة بالوظائف والحرية، قادها الناشطان بايرد راستن وأي فيليب راندولف، بخطاب كينغ الشهير “لدي حلم”.

أمام نحو 250 ألف شخص تجمعوا عند نصب الرئيس أبراهام لينكولن التذكاري قرب البيت الأبيض، ألقى كينغ الشهير الذي قال فيه أن المتظاهرين قدموا إلى العاصمة من كل حدب وصوب للمطالبة “بدين مستحق لهم، ولم تف أميركا بسداده، وبدلاً من ذلك أعطت الزنوج شيكاً من دون رصيد، أعيد وقد كتب عليه أن الرصيد لا يكفي لصرفه”.

ثم قال بحماس: “لدي حلم.. أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والإحباطات، ما زال لدي حلم”.

“لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية”.

“لدي حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوما ما في دولة لا تطلق فيها الأحكام عليهم للون بشرتهم، بل لشخصياتهم”.

“هذا هو أملنا.. دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد.. أحرار في النهاية! أحرار في النهاية! شكرا يا رب، نحن أحرار في النهاية!”.

عام 1964، أصبح القس والدكتور مارتن لوثر كينغ أصغر الحائزين على جائزة نوبل للسلام سناً، بعد أن حققت حركته اثنين من أهم نجاحاتها: إقرار التعديل الـ24 على الدستور الأمريكي الذي ألغى ضريبة الاقتراع، وقانون الحقوق المدنية لعام 1964 الذي ألغى التمييز على أساس العرق في التوظيف والتعليم وجرّم الفصل العنصري في المرافق العامة.

في الرابع من نيسان (أبريل) 1968 تعرض كينغ للاغتيال على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي، في موتيل لوريان بمدينة ممفس بولاية تينيسي، ليعلن بعدها انتهاء مسيرته النضالية ألهمت أمة بأكملها.

يقول أحد أنصار وموالي حركة كينغ إن قتل أحد رموز نضال الأمريكيين من أصول إفريقية لم يوقف الحلم الذي كان هؤلاء يتوقون لتحقيقه.

اقرأ/ي أيضاً: عام على اغتيال نزار بنات.. العفو الدولية تتهم السلطة بالفشل في محاسبة القتلة