معركة القدس معركة الحق الفلسطيني

أقلام – مصدر الإخبارية
معركة القدس معركة الحق الفلسطيني، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم المستوطنين وعدوانهم المباشر المنظم على المسجد الأقصى المبارك، وحان الوقت لأن يقوم المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جدية والقيام بواجباته المطلوبة ووضع حد للعدوان على المسجد الأقصى، وسياسة الاستيطان، والعدوان الشامل على المدن الفلسطينية والأراضي المحتلة، ووضع حد لسياسة الفصل العنصري وممارسة الأبارتهايد بحق الشعب الفلسطيني.
باتت تُشكّل حكومة التطرف الإسرائيلية بفكرها العنصري وقمعها المنظم خطورة بالغة على المستقبل الفلسطيني، وتبقى الحقيقة أن تلك العقلية الإسرائيلية الاستعمارية العنصرية تُجسّد كل أشكال القمع وترفض الانتقادات سواء كانت إسرائيلية أو دولية لممارسات الاحتلال والاستيطان، وسرعان ما يتم تصنيفها في تُهم وقوالب جاهزة أبرزها معاداة السامية، بهدف تحقيق الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتحويل القرى والبلدات الفلسطينية إلى جُزر معزولة بعضها عن بعض تغرق في محيط استيطاني ضخم.
المخاطر التي تُهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة في ظل التصاعد، وخاصة في ظل مخططات عمل حكومة التطرف الإسرائيلية والتي بدأت تطال كافّة المعالم العربية والإسلامية بالقدس، ومعاول الهدم ماضية في تخريب المدينة بشكل شرس سواء تحت الأرض أو فوقها، وبحسب مخططات طويلة الأمد وجدول زمني مدروس آخذة في التسارع لتحقيق الأطماع اليهودية في اختطاف القدس من أهلها وتحويلها إلى ( أورشليم ذات الطابع الغربي ) مدنيًا واليهودي عقائديًا.
ومن شان الاستمرار بتطبيق السياسات العنصرية وإطلاق التصريحات المتطرفة بأن تمنح الغطاء الرسمي لمنظمات المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية للعدوان على الأقصى المبارك، والعمل على تهويده والاستمرار بسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، واستمرار عملياتهم الاجرامية بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتصعيد عدوانها ضد المواطنين الفلسطينيين وبلداتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، كما هو حاصلٌ في القدس المحتلة وبرقة وبيتا مسافر يطا والأغوار ومختلف المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
معركة القدس معركة الحق الفلسطيني
مرة أخرى تُؤكد هذه المواقف والتصريحات وبشكلٍ واضح وصريح أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي حكومة استيطان ومستوطنين تتفاخر علنا بتبنيها للاحتلال والاستيطان في أرض دولة فلسطين، كسياسة إسرائيلية رسمية تسخر لها جميع الإمكانيات المالية والقانونية والعسكرية وتوفر لها الحماية والحصانة مما يَعكس إصرارها على دعم وإسناد الاستيطان بهدف تعميقه وتوسيعه في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
تُشكّل تلك المواقف التحريضية العنصرية الصادرة عن قادة اليمين المتطرف لدى دولة الاحتلال واتخاذهم قرار بمنع رفع العلم الفلسطيني، حيث يعبر ذلك عن الكراهية والعداء والتمييز العنصري ومن شأن هذه المواقف دعم مجموعات المستوطنين المسلحة وعملياتهم الاجرامية وممارستهم لسرقة الأرض الفلسطينية، وتوسيع عمليات الاستيطان في قلب المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تمهيدا لتطبيق مخططات الضم الإسرائيلية.
حكومة التطرف تعمل ضمن مخطط واضح وهو تهويد القدس بما في ذلك المسجد الأقصى واستمرار سياسة الاستيطان سواء بناء المستوطنات وتوسيعها والاستيلاء على الأراضي وتهجير الفلسطينيين، ضمن سياستها اللاشرعية وغير القانونية والتي تُشكّل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وتقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية .
الشعب الفلسطيني الصامد المرابط في أرضه رغم القمع والقتل والتنكيل وحملات الإبادة الجماعية المنظمة التي تُمارسها عصابات الاحتلال يتمسك في القدس وحقوقه التاريخية فيها، ولا تنازل عن أي حق من حقوقها وستبقي المحور الأساسي للقضية الفلسطينية وهي تشكل حضارته وتاريخيه ومستقبله الوطني والسياسي.