في فرن شراب.. مذاق طيب وعبق تاريخ جميل

خاص- مصدر الإخبارية
في فرن نعيم شراب بحي الزيتون جنوب مدينة غزة يجتمع عدد من المواطنين بانتظار وصول دورهم لتجهيز الخبز أو طهو طعام معين.
منذ عشرات السنين يتواجد فرن شراب بذات المكان، ويعمل على نار الحطب ويقبل عليه المواطنين من كافة أنحاء المحافظة، بحسب ما يقول الرجل.
وورث شراب الفرن عن أباه وجده الذي أنشأه قبل 120 عاماً ويؤكد خلال حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أن تمسكه بالعمل بذلك الفرن يعد من أهم أشكال الحفاظ على التراث الفلسطيني.
وفي داخل الفرن خلقت مع سنوات العمر أجواء بهجة وفرح بين شراب وأبنائه والزبائن، حيث لا تخلو دقائق أي ساعة من الأحاديث بمختلف شؤون الحياة.
الفرن يحمي من البطالة
والفرن “البلدي” هو فرن استخدمه الفلسطينيون والعرب منذ سنوات طويلة، وهو عبارة عن غرفة مقعرة السقف معزولة حرارياً من خلال الألياف والحجارة والطوب.
ويستعمل الفرن في إنتاج الخبز البلدي بشكل أساسي، كما يطهو من خلاله بعض المواطنين في غزة الأكلات من “فطائر السبانخ” و”صينية البطاطا”، كما تطهو فيه اللحوم بكافة أنواعها.
ويقول شراب إن أسعار الخبز وطهو الطعام تعتبر رمزية ولا تتجاوز الـ5 شواكل (دولار ونصف) مشيراً إلى أنه يستعمل الحطب فقط لأجل إيقاد نار الفرن.
ويبين أن الفرن يحقق له ولأبنائه الذين يشاركونه العمل دخلاً مناسباً، ويحميهم من البطالة التي تفشت بشكل كبير في أوساط الناس داخل قطاع غزة، معرباً عن أمله بالتمكن من تطوير الفرن وتوسعته في أقرب وقت ممكن.
ويبدأ الرجل عمله في الفرن يومياً عند الساعة السادسة صباحاً بتحميص الفستق والفول السوداني للباعة المتجولين، ويستمر حتى ساعات الغروب.
ويوضح أن الإقبال على الفرن يزيد في يوم الجمعة لاسيما بالفترة الصباحية حيث يقدم المواطنين لأجل شوي وطهو طعام غذاء الجمعة.
الفقر يدفع المواطنين للفرن
مع ظهور أفران الغاز والكهرباء قلّ الإقبال على الفرن البلدي، وفقاً لقول شراب، لكان حالة الناس في غزة وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وارتفاع أسعار الغاز، تزيد من توافد الناس إلى الفرن.
وأشار إلى أن ذلك يتسبب في بعض الأحيان بالازدحام ولا يتمكن من تلبية كل رغبات وحاجات الزبائن.
ويعيش المواطنين في قطاع غزة منذ عام 2006 الذي فرض فيه حصاراً خانقاً أوضاعاً معيشية صعبة جدا، حيث يعاني الأهالي من ارتفاع كبير في نسب الفقر والبطالة.
وكثيراً من أطلقت مؤسسات حقوقية وأخرى إنسانية مناشدات لإنقاذ الحالة المذرية التي يعيشها ضمنها المواطنين.
ولا تتجاوز ساعات وصل الكهرباء يومياً للمواطنين في أحسن الأحوال 8 ساعات، كما شهدت الأشهر الماضية ارتفاعاً في أسعار الغاز والوقود بسبب الأزمة العالمية، ما أدى لصعوبة توفير تلك الأساسيات اللازمة للطبخ والتدفئة من قبل المواطنين.
يتجه الكثير من المواطنين في قطاع غزة لطهي طعامهم في فرن قديم يعمل على الحطب منذ أكثر من 100 عام، في ظل الفقر الذي يعيشه سكان القطاع بسبب الحصار.
وفي ختام حديثه يشير الرجل إلى أن أهم الصعوبات التي تواجهه بالعمل هو ارتفاع أسعار الحطب، وضعف القدرة المالية لدى المواطنين إضافة لصعوبة العمل، كونه يضطر للتعرض للنار الملتهبة لساعات طويلة خلال اليوم ما يؤثر على صحته الجسدية.