رائد عبد العال.. حطّاب فلسطيني أبا عن جد

خاص- مصدر الإخبارية
مع حلول فصل الشتاء يبدأ الفلسطيني رائد عبد العال بتجهيز معداته الخاصة بقص وتجميع الحطب لاستقبال الموسم.
داخل مشغله ومحله الواقع في سوق فراس الشعبي القديم وسط مدينة غزة، يقضي الفلسطيني رائد برفقة أبنائه كل وقت يومه، بين الأخشاب.
ورث عبد العال المهنة عن والده وأعمامه قبل سنوات طويلة، ومع الوقت صار روتين العمل فيها الأهم بحياته على حد وصفه.
مهنة الحطاب بالوراثة
يقول لشبكة مصدر الإخبارية، إنه يعمل في المحطب التابع لوزارة الأوقاف والذي تستأجره عائلته منذ عام 1956.
ويحافظ عبد العال على مهنة الحطّاب في غزة رغم قلة العاملين فيها وضعف الإقبال على الحطب مع وجود البدائل الحديثة على حد وصفه.
ويضيف عبد العال إن هذه المهنة تواجه تحديات كثيرة أبرزها إمكانية الاندثار بسبب تطور البدائل الأخرى، مثل الفحم وغاز الطهي”.
ويلفت إلى أن الأوضاع الاقتصادية في غزة تؤثر أيضاً على إقبال المواطنين الذي يعيشون ظروفاً صعبة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.
وأدت الأحوال الاقتصادية السيئة للناس بغزة لانخفاض مبيعات عبد العال بشكل واضح، كما يبين، مشيراً إلى أنه في السنوات الماضية كان بيعه سنوياً يصل إلى 150 طنا أما اليوم بالكاد يصل إلى 50 طناً.
استخدامات وأنواع الحطب
وتبلغ أعمار بعض الأشجار المتواجدة في محطب عبد العال 80 عاماً كما يقول، مضيفاً أنه يجمعه هو وأبنائه طوال أيام العام من الأراضي الزراعية.
ويوضح عبد العال، أن الإقبال على شراء الحطب يزيد خلال فصل الشتاء نظراً لأن المواطنين يستخدمونه بالتدفئة، كما يستعمل في تربية الدواجن داخل المزارع، إضافة لأن هناك بعض المطاعم تستعمله في طهو بعض الأكلات مثل المندي.
كما يستعمل الحطب في بيوت العزاء وخلال أيام الأفراح الفلسطينية من أجل إعداد القهوة للضيوف، وأحياناً يستعمل لطهو الطعام بتلك المناسبات.
وتتنوع أصناف الحطب الموجودة لدى عبد العال، لكن أبرزها هي أشجار الزيتون حيث تتواجد بنسبة 80 بالمئة فيما الأنواع الأخرى مثل الحمضيات تتواجد بكميات أقل.
ولفت إلى أن السبب بذلك يعود إلى قلة أشجار الحمضيات في غزة، والتي تعمد الاحتلال اقتلاعها وتجريفها خلال السنوات الماضية، في اعتداءاته المتكررة لاسيما خلال انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000.
رغم كل ما تواجهه تلك المهنة من تحديات يقول عبد العال إنه سيواصل العمل بها إلى آخر نفس بحياته برفقة أبنائه.
رائد عبد العال تمسك بالمهنة رغم التحديات
ويعتبر عبد العال تلك المهنة جزءاً من الثرات الفلسطيني الوطني والحفاظ عليه له أهمية بالغة، في ظل محاولات السرقة الإسرائيلية.
وأوضح الرجل الخمسيني في ختام حديثه لشبكة مصدر الإخبارية، إنه على المستوى الشخصي لا يزال ببيته يعتمد على نار الحطب في الطبخ وإعداد الخبز والتدفئة.
وأشار إلى أنه لم يعود عائلته على استعمال البدائل الأخرى، إلا في حال الحاجة الشديدة لذلك.