ردًا على تهديدات بن غفير.. كرة اللهب تتدحرج في سجون الاحتلال

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يتوقع مراقبون فلسطينيون، أن تشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي، تصعيدًا واسعًا خلال الأيام المقبلة، ردًا على تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير.

إجراءاتٌ وحشيةٌ تدق ناقوس الخطر، وتتطلب يقظةً كاملةً في ظل ما يُحاك ضد الأسرى في سجون الاحتلال، ضمن مسلسلٍ من الانتهاكات المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني بجميع مكوناته.

وبحسب تقديرات، فإن الأيام القادمة ستشهد تدحرج كرة اللهب داخل سجون الاحتلال، وستنعكس على المُدن الفلسطينية، التي لن تكون بعيدةً عن المشهد لرسم لوحةٍ تكاملية يُشارك بها الكل الوطني.

يقول مسؤول العلاقات العامة في مفوضية الشهداء والأسرى بحركة فتح أسامة مرتجى: من “الواضح وجود توجه جديد لدى الحكومة الإسرائيلية عبّر عنه الوزيران الإسرائيليان ايتمار بن غفير وسموتريتش من خلال دعم سياسة تشديد الخِناق على شعبنا الفلسطيني بما فيه الأسرى داخل سجون الاحتلال”.

الأسرى مستعدون لمواجهة تهديدات بن غفير

 

وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “الأسرى مستعدون لمواجهة التحديات القادمة، التي ستَصدر عن الحكومة الإسرائيلية وستتضمن تشديد الإجراءات بتأييدٍ من مفوضة هيئة السجون الإسرائيلية كاتي بيري، بما يشمل منع تمثيل الأسرى ووضعهم في أماكن منفصلة تنظيمًا”.

وأشار إلى أن “إجراءات الاحتلال العنصرية ستشمل تقليص المياه والكنتينا ومنع الزيارات، وغيرها من الإجراءات العنصرية بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية، لكن الحركة الأسيرة ستُواجهها بمزيدٍ من الصمود والتحدي لمصلحة السجون الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن “الأسرى لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وستكون لهم خُطوات تصعيدية قادمة، تشمل إرجاع وجبات الطعام، والطرق على الأبواب، وعدم الخروج إلى الفورة والعَدد، وسيكون أخرها إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام رفضًا للإجراءات القمعية بحقهم”.

وأضاف إننا “جاهزون لدعم خُطوات الأسرى النضالية، واستنهاض الشارع الفلسطيني لتعزيز قضية الأسرى على جميع المستويات، خاصة في ظل تأييد 71 % من الإسرائيليين الإعدام المباشر للأسرى و 55 % يُؤيدون الإعدام غير المباشر من بعد الإصابة، بينما 45 % يُؤيدون الإعدام دون أن يُشكّل الإنسان أي خُطورة”.

وأوضح أن “قانون إعدام الأسرى يهدف إلى إعطاء جيش الاحتلال وجميع المستويات الأمنية الضوء الأخضر لاستباحة دماء أبناء شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، بما يشمل ساحات النضال الفلسطيني داخل سجون الاحتلال”.

ودعا، إلى ضرورة “استنهاض جميع القطاعات الشعبية والجماهيرية، لمجابهة الاحتلال وتهديدات بن غفير، بتفعيل أدوات المقاومة الشعبية السلمية والمقاومة العسكرية، إلى جانب الجهد الدبلوماسي القائم على التوجه للمحاكم وجميع المؤسسات الدولية المَعنية بحقوق الإنسان”.

بيانات شجب واستنكار

 

يقول “مرتجى” إن “هناك 149 منظمة حقوقية عربية ودولية أصدرت بيانات شجب واستنكار لجرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، داعيًا المجتمع الدولي بألا يصمت على الانتهاكات الإسرائيلية بما يضمن لجم (إسرائيل) عن اعتداءاتها الوحشية”.

ورأى أن “الدبلوماسية الفلسطينية سجّلت إنجازًا مهمًا بتوجهها إلى المحكمة الجنائية، لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق المدنيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.

انهاء الانقسام ضرورة فلسطينية

 

واعتبر أن “الحركة الأسيرة لم تتأثر بتبعات الانقسام الفلسطيني سواءً في الداخل أو الخارج، بل كانت تُعطي الأمل للجميع بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، خاصةً وأن الأسرى يتشاركون الهَم والألم ذاته داخل سجون الاحتلال”.

واستتلى أن “الأسرى أدركوا أن الاحتلال هو الخصم الأساسي، وظهر ذلك جليًا مِن خلال إصدار وثيقة الوفاق الوطني للمصالحة الفلسطينية الصادرة عن جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، مؤكدًا على ضرورة اعتمادها كمرجعيةٍ لجميع اتفاقات المصالحة”.

وأوضح أن “الوثيقة الصادرة عن الحركة الأسيرة تتضمن 18 بندًا ولم تُغفل شيئًا سواءً بالعلاقة مع الاحتلال أو العلاقات الدولية، والفصائل، والمقاومة السلمية، ويجدر بنا وصفها بأنها كانت وثيقة جامعة شاملة”.

وتساءل، “لماذا لم تُطبق وثيقة الأسرى حتى هذه اللحظة ؟، خاصةً في ظل ما يُعانوه الأسرى من إهمالٍ طبي وويلات السجّان الإسرائيلي وإجراءاته القمعية التي تُشكل انتهاكًا صارخًا لجميع المواثيق والأعراف الدولية”.

وأعرب عن أمله بأن “تنعكس الحالة الوطنية داخل سجون الاحتلال على جميع ملفات الصراع الفلسطيني، بما يُعزز خُطوات مجابهة الاحتلال، خاصةً مع تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو”.

اقتحامٌ مستفز ضمن تهديدات بن غفير

ووصف “اقتحام المسجد الأقصى بأنه إجراءٌ مستفزٌ لمشاعر الجميع يأتي ضمن تهديدات بن غفير، ما يتطلب انعكاس رسالة الأسرى لتصبح واقعًا عمليًا يفرض على الجميع إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود في مواجهة الاحتلال”.

وحمّل مرتجى”، “الاحتلال المسؤولية كاملةً إزاء اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، وتداعياته على المستويات كافة بما فيها الفلسطيني والعربي والدولي، في ظل استياء الجميع من ممارسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة”.

الأسير كريم يونس

وهنأ “مرتجى” في خِتام تصريحاته، الشعب الفلسطيني وأحرار العالم لمناسبة الإفراج عن عميد الأسرى كريم يونس، الذي أمضى أطول حُكمًا في العالم، وعلّم الجميع على مدار 40 عامًا الصمود، التحدي، والتصدي، حيث كان منبرًا للوحدة ومضلة جامعة للكل الوطني”.

وأكد على أن “الأسير كريم يونس، كان صمّام الأمان، خاصةً وأنه قضى زهرة شبابه في سجون الاحتلال، فداءً لفلسطين بكل أطيافها وألوانها وقواها الحية، وهو ما يدعونا إلى الحفاظ على هذا النهج والإرث النفيس للأسرى في سجون الاحتلال”.