محللان لمصدر: اقتحام بن غفير الأقصى يحمل عِدة رسائل هذه أهمها

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أثار اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير المسجد الأقصى، ردود فعلٍ واسعة في الشارع الفلسطيني، شملت الموقف الرسمي المتمثل في تأكيد الرئاسة على أن الاقتحامَ جزءٌ مِن مسلسل الإرهاب الصهيوني.

فصائل المقاومة بغزة لم تقف مكتوفة الأيدي، وتوعدت الاحتلال الإسرائيلي حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، لما تحمله من انعكاساتٍ وتداعياتٍ خطيرةٍ وحسّاسة.

أجمع محللان فلسطينيان على أن “تدنيس بن غفير المسجد الأقصى، سيكون له ما بعده، وستنعكس تداعياته على المدن الفلسطينية بما يشمل الضفة والقدس المحتلتين وغزة لن تكون بعيدةً عن المشهد”.

يقول الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا: إن “اقتحام بن غفير يحمل رسالةً للجميع سواءً أكان شركاؤه في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ولجميع الأحزاب اليمينة الفاشية بأن الصهيونية الدينية التي يُمثّلها وسموتريتش مختلفة عما دونهم من اليهود الآخرين”.

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، أن “تهديدات بن غفير وسموتريتش فيما يتعلق بتصاعد الاستيطان في الضفة المحتلة وتهويد المدينة المقدسة والاعتداءات بحق الأسرى يأتي ضمن أجندتهم المتطرفة في الحكومة الجديدة”.

وتابع، “بن غفير أراد إرسال رسالةً مُفادها أن التعويل على كبح نتنياهو جماحه ليس له رصيد، وأن اقتحام الأقصى يُمثّل طبيعة الحكومة الإسرائيلية التي تُنسق المواقف مع نتنياهو ويُمارسان الخِداع سويًا”.

وأشار إلى أن “اقتحام بن غفير الأقصى، سبقه خِداع إعلامي إسرائيلي شارك فيه بنيامين نتنياهو من خلال إيهام الجميع أن اقتحام بن غفير سيُؤجل لعدة أيام قادمة”.

ولفت: “بن غفير أوصل رسالةً مفادها أن التصعيد العسكري لن يَكون سهلًا على الفلسطينيين، رغم المؤشرات التي تؤكد أن اقتحام بن غفير سيضع المنطقة بأكملها على شفا تصعيد عسكري سيكون له تداعياته”.

وأوضح، أن “بن غفير يمتلك صلاحيات واسعة باعتباره وزيرًا للأمن القومي الإسرائيلي، حيث سيُسخرها ضد الفلسطينيين بما فيهم الأسرى في سجون الاحتلال، وأهالي القدس، وأصحاب أراضي الجليل والنقب، سيما وأنه واجه سابقًا تُهم التطرف والعدوانية بحسب القانون الإسرائيلي”.

من جانبه، يقول الباحث الفلسطيني منصور أبو كرّيم: “ما حدث اليوم، يُؤكد أن مسلسل اقتحام المسجد الأقصى سيتواصل ويتصاعد باعتباره جزءًا من برنامج حكومة بنيامين نتنياهو، الهادفة إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى وضم الضفة الغربية لإسرائيل”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “اقتحامات المسجد الأقصى جزء من مشروع اليمين المتطرف الرامي إلى نسف الهوية الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني وتفرقه في العديد من الأماكن”.

وأشار إلى أن “اقتحام بن غفير، يأتي في إطار تعزيز التواجد اليهودي بالمسجد الأقصى، وجعل تدنيس “المسجد” جزءًا من العمل اليومي لقادة الاحتلال ضمن سياسة ممنهجة يتبناها اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو“.

وأكد، “المعركة العسكرية مع الاحتلال مفتوحة، سيما وأن الاحتلال خلال عامي 2021-2022 أرسل رسالةً قوية للفصائل عبر قصف البُنية التحتية بهدف فصل قطاع غزة عما يحدث في ساحة الضفة الغربية أو القدس”.

وأوضح أن “بن غفير أراد استعراض “عضلاته” لتهيئة الأجواء لغيره من وزراء حكومة الاحتلال لاقتحام الأقصى، رغم توقعاتٍ بعدم سماح نتنياهو لبِنْ غفير بمزيدٍ من الاستفزازات في القدس على وجه الخصوص”.

ونوه، إلى أن “التصعيد في مُدن الضفة الغربية لن يكون في صالح حكومة نتنياهو، لأنه سيجلب ردود فعلٍ دولية وأمريكية، خاصة في ظل مراقبة إدارة بايدن الأوضاع عن كَثب ما يجري في الضفة الغربية والقدس، بما سيدفع ببنيامين إلى تجنبها خاصةً خلال المرحلة الأولى لتولي الحكومة الجديدة”.

وأردف، “نتنياهو حريص على عدم تدهور الأوضاع، خاصةً مع سعيه لجلب مزيدٍ من دول المنطقة إلى مربع التطبيع مع الاحتلال”.