اقتحام بن غفير الأقصى.. خطوةٌ متطرفة تدق ناقوس الخطر

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
تتواصل تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، بعد يومين فقط من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وبحسب خبراء ومختصين، فإن تهديدات “بن غفير” تُمثّل خطوةً متطرفةً تدق ناقوس الخطر، وتكشف نوايا الحكومة المُشكّلة تجاه الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.
وتتزامن تهديدات وزراء الحكومة الإسرائيلية مع إجراءات واسعة تُنفذها قوات الاحتلال بحق المرابطين في ساحات المسجد الأقصى، والتي كان آخرها استدعاء خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري للتحقيق والإفراج عنه بعد عِدة ساعات.
يقول الباحث في شؤون القدس محمد هلسة: إن “نية بن غفير اقتحام المسجد الأقصى دليلٌ على مُضيه فيما قطعه على نفسه من عُهودٍ لليمين الإسرائيلي بأنه آتٍ لتغيير والواقع والمشهد، بعد ساعاتٍ قليلة من تسلمه منصبه كوزيرٍ للأمن الداخلي الإسرائيلي”.
وأضاف “هلسة” في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “كان يُفترض بـ”بن غفير” أن يكون حريصًا على توازن الأمور في مدينة القدس من خلال الحفاظ على الأمن فيها ومنع اندلاع أي مواجهة قادمة، لكن ما يُفعله يُعارض ذلك بشكلٍ كامل”.
وأشار، إلى أن “أفعال بن غفير تُؤكد مُضِي الحكومة الإسرائيلية في سياساتها التهويدية الاستيطانية، خاصةً في ظل تبني رأس النظام الأمن القومي موقفًا مُؤيدًا لجماعات الاستيطان “التلمودية، الهيكل” من خلال الاصطفاف إلى جانبها ودعمها”.
وأكد الباحث في شؤون القدس، أن “نية بن غفير اقتحام الأقصى تنسف جميع الاعتبارات الدبلوماسية والشعبية الرسمية مع الجانب الفلسطيني كما تتنكر للعلاقات الدولية المتمثلة في المملكة الأردنية الهاشمية”.
ولفت إلى أن “بن غفير يُراقب ردود الفعل الفلسطينية الرسمية والعربية، وما إذا كانت ستتجاوز سقف الشجب والاستنكار، الذي إعتادته إسرائيل، ليُقرر بعدها نتنياهو خُطواته المُقبلة”.
وفيما يتعلق بآليات الرد المناسبة على اقتحام “بن غفير” الأقصى، أشار إلى أن الرد الحقيقي يكون بتكاملية الأدوار بين الشعب الفلسطيني والعربي باعتباره الحاضنة الرئيسية للأقصى والمقدسات والرسمي بخروجه من عباءة الشجب والاستنكار”.
وأكد على أن “القيادة الفلسطينية تملك أوراق قوة تستطيع مِن خلالها الذهاب تجاه الحَد الأقصى المسموح لها، كما أن رَدة الفعل العربية الإسلامية مع الأمر مَنوطة بالموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني تجاه اعتداءات الاحتلال”.
وشدد، على أن “اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى يُعد تجاوزًا للخُطوط الحمراء، مؤكدًا على أن “أهالي مدينة القدس يُشكّلون رأس الحَربة من خلال اسنادهم بموقف رسمي وفصائلي فلسطيني لمواجهة الاحتلال”.
ودعا الباحث في شؤون القدس، إلى “ضرورة تعزيز الموقف الفلسطيني بإجراءات وخُطوات قوية وعملية، بعيدًا عن البيانات “الباهتة” والشعارات الرَنانة، للارتقاء بالمستوى الفلسطيني في ظل التهديدات الإسرائيلية القادمة”.
من جانبه، يقول الإعلامي المقدسي عنان نجيب، إن “المسجد الأقصى ينتظره الكثير من التحديات، خاصةً مع تولي ايتمار بن غفير و خمسة عشر وزيرًا إسرائيليًا يُؤمنون بخُرافة الهيكل على أنقاض الأقصى الحكومة الجديدة، مضيفًا، أن “الأيام القادمة ستشهد تسارعًا غير مسبوق في تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا”.
وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “تعزيز صمود المقدسيين لا يُمكن تحققه حال بقيت القدس على أجندات الوسط السياسي الفلسطيني ألفاظًا وليس أفعالًا”.
وتساءل باستغراب، “ألا يستحق المسجد الأقصى انعقاد لقاء فلسطيني على مستوى الأمناء العامين، وإن كانت القدس على رأس أولويات الهرم السياسي الرسمي والشعبي الفلسطيني للقادة، فماذا يُمكن تفسير غياب برنامج نضالي مُتفق عليه مِن قِبل الجميع للحفاظ على ما تبقَ بمدينة القدس؟”.
وأكد على أن “الاحتلال لم يتوقف يومًا عن أطماعه بالمسجد الأقصى، سواءً أكان وزراء الحكومة ينتمون لليمين أو اليسار الإسرائيلي وهم ينتظرون السيطرة الكاملة على “المسجد”، تمهيدًا لضمه لسيادة الاحتلال”.
وأردف، “يرفع المقدسيون تساؤلات مشروعة، حول ما اذا كان الأردن صاحب الوصاية على المقدسات بمدينة القدس سيكتفي بكسر الاحتلال لما يُعرف “بالأمر القائم” أم سنشهد تحركًا للحفاظ على ما تبقَّ من سيادة أردنية على “الأقصى”.