ملفات شائكة وساخنة على طاولة حكومة نتنياهو

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تنتظر الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو ملفات شائكة وساخنة بعد الإعلان رسمياً عن تشكيلتها وحصولها على ثقة الكنيست.

ولم يشغل نتنياهو، الذي يقود الحكومة السابعة والثلاثين، وخلال 15 عاماً ترأس خمس حكومات سابقة، قط منصب رئيس الوزراء ضمن حكومة يمنية كاملة، كما هي الحال في الحكومة الحالية، ما يضيق الخناق عليه، وينذر بمواجهته مشاكل داخلية وخارجية وفقاً لخبراء في الشأن الإسرائيلي.

ويقول المحلل في الشأن الإسرائيلي بلال الشوبكي إن “نتنياهو يقود حكومة الاحتلال في مرحلة حساسة من الناحية السياسية والأمنية، ويواجه العديد من التحديات، أولها أن عليه طمأنة الجمهور الإسرائيلي في ظل قلقه من صعود المتشددين للسلطة، ومستقبل علمانية الدولة”.

ويضيف الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “نتنياهو سيعمل أيضاً على طمأنة الأردن ودول الخليج في شأن الأوضاع الراهنة في المسجد الأقصى في ظل وجود وزراء مثل إيتمار بن غفير ومتطرفين أخرين”.

ويشير الشوبكي إلى أن” قدرة نتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة في جميع القضايا المتعلقة بالأوضاع في الضفة الغربية والاستيطان والأماكن الدينية، مثل المسجد الأقصى ستكون محدودة كون الائتلاف الحكومي هشا، ويمكن للأحزاب في داخله تهديده بالانسحاب ما يضعه في دائرة الرضوخ لها”.

ويتابع أن “نتنياهو سيتمكن من التملص من بعض القضايا الداخلية فقط بحكم أنها تصطدم مع القانون الأساسي، ما يمنحه حجة أمام الأحزاب المتشددة مثل عوتسما يهوديت والصهيونية الدينية”.

ويؤكد أن “نتنياهو بين نارين فيما يتعلق بسياسته القادمة، فإما أن يخسر الثقة الممنوحة له من قبل الكنيست، أو أن يوازن بين المسألتين من خلال إعطاء الأولوية لتنفيذ مطالب الأحزاب المتشددة في شأن الأوضاع في الضفة والاستيطان، من دون أن يُلقي بالاً للانتقادات الإقليمية”.

ويشير إلى أن “مهمة نتنياهو المركزية ستكون الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وكبح جماح شركائه في اليمين”.

ويلف إلى أن “المهمة الخارجية ستكون الحرص، بمساعدة الولايات المتحدة، على استكمال مسار التطبيع مع عدد من الأنظمة العربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، كونه يعتقد أن السلام معها سيحل الصراع العربي الإسرائيلي”.

من جهته، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن “الملف الجوهري على طاولة حكومة نتنياهو سيكون الملف النووي الإيراني والوصول للتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة وعدم الاكتفاء بالتلويح باستخدام القوة كما أبداه أسلافه في الحكومات السابقة”.

ويقول بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” نتنياهو يرى في نجاحه في شن ضربة عسكرية ضد إيران ومنعها مع الوصول إلى النووي، طريقاً يُمهد لنجاحه أيضاً في الانتخابات القادمة، ما يجعله يركز في شكل كبير على هذا الملف”.

ويضيف أن “نتنياهو سيركز على ملفات قضائية تتعلق به شخصياً، بما يُقيّد المحكمة العليا من إمكان محاكمته والتوجه إلى فصل المستشارة القانونية للحكومة عن صلاحياتها”.

ويشير إلى أن” الصلاحيات المتعلقة بالأمن والجيش وأوضاع المستوطنات الممنوحة لوزرائه ستكون محل اهتماماته في محاولة للتخفيف من حجم سخونتها”.

ويؤكد على أن “نتنياهو سيعاني من الصداع في ملفات داخلية كتكلفة المعيشة والإسكان وتحسين أوضاع الاقتصاد، وكبح جماح الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، وحقوق مجتمع المثليين”.

ويشدد على أنه “سيتعين على نتنياهو أيضًا طمأنة الجاليات اليهودية في العالم بأنه لن يسمح بإلغاء بند الحفيد في قانون العودة”.

جدير بالذكر، أن حكومة نتنياهو تضم أحزاباً إسرائيلية متطرفة، من بينها “عوتسما يهوديت” و”الصهيونية الدينية”، التي وافقت على الانضمام إلى الائتلاف الحكومي مقابل الحصول على صلاحيات واسعة في الشرطة والجيش، وسن قوانين تُجيز إعدام منفذي العمليات الفدائية، واسقاط الجنسية عن فلسطيني الداخل المحتل عام 1948، وضم أراض من الضفة الغربية المحتلة، وتغيير الوقائع على الأرض، فيما يتعلق بالأوضاع في الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى.