عميد الأسرى كريم يونس يكتب رسالته الأخيرة من سجون الاحتلال

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
بعث عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، رسالةً من داخل سجنه، قبل ساعات قليلة من الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته في سجون الاحتلال.
وقال يونس في رسالته، “سأتركُ زنزانتي، بعد أيام قليلة، والرهبة تجتاحني باقتراب عالم لا يشبه عالمي، وها أنا أقترب من لحظةٍ لا بد لي فيها إلا وأن أمر على قديم جروحي، وقديم ذكرياتي”.
وأضاف، “لحظةٌ أستطيع أن أبتسم فيها في وجه صورتي القديمة، دون أن أشعر بالندم، أو بالخذلان، ودون أن اضطر لأن أبرهنَ البديهيّ الذي عشتهُ، وعايشته على مدار أربعين عامًا”.
وتابع، “علني أستطيع أن أتأقلمَ مع مرآتي الجديدة، وأنا عائد لأنشد مع أبناء شعبي في كل مكان نشيد بلادي نشيد الفدائي.. نشيد العودة والتّحرير”.
وأردف، “سأترك زنزانتي، مؤكدًا أنّنا كنّا ولا زلنّا فخورين بأهلنا وأبناء شعبنا أينما كانوا في الوطن والشّتات، الذين احتضنونا، واحتضنوا قضيتنا على مر كل تلك السنين، وكانوا أوفياء لقضيتنا ولقضية شعبنا، الأمر الذي يبعثُ فينا دائما أملاً متجددًا، ويقينًا راسخًا بعدالة قضيتنا وصدق انتماءنا وجدوى وجوهرِ نضالنا”.
واستتلى، “سأترك زنزانتي، رافعًا قبعتي لجيل لا شك أنه لا يشبه جيلي، جيل من الشّباب الناشط والناشطات الذين يتصدرون المشهد، في السنوات الأخيرة”.
واستطرد، “جيل من الواضح أنهم أقوى و أجرأ، وأشجع والأجدر لاستلام الراية، كيف لا وهم المطلعون على الحكاية والحافظون لكل الرواية، والحريصون على تنفيذ الوصايا، وصايا شعبنا المشتت المشرد، بانتزاع حقه بالعودة وتقرير المصير، فطوبى لهذا الجيل الصاعد رغم أجواء التهافت”.
واعتقل يونس في 6 يناير 1983 وهو بعمر (25عامًا) أثناء محاضرة بجامعة بن غوريون ببئر السبع بالنقب، حين كان يدرس هندسة الماكينات، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة تم تحديدها فيما بعد لـ40عامًا.
ويقبع الأسير يونس في سجن “هداريم”، بتهمة اختطاف وقتل جندي إسرائيلي والانتماء لحركة فتح والانخراط بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
بحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو (4760) أسيراً، وذلك حتّى نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2022، بينهم (33) أسيرة، ونحو (160) قاصرًا، و(820) معتقلًا إداريًّا من بينهم ثلاث أسيرات، وأربع أطفال.