إهمال وحرمان من العلاج.. دينا جرادات تروي كواليس 5 أشهر من الاعتقال

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“الاحتلال الإسرائيلي حرمني من العلاج داخل السجون، والأسيرات بلا طبيبة نسائية والكثير منهن يعانين الأمراض بأشكالها”، هكذا روت الأسيرة المحررة دينا جرادات (23 عامًا) فترة اعتقالها لمدة خمسة أشهر في سجون الاحتلال.

وتعمد الاحتلال تأخير الإفراج عنها لعدة ساعات، وبعد وصولها إلى منزلها عانت من أوجاع والآلام حادة واختناق، وعلى إثر ذلك نقلت إلى مستشفى ابن سينا التخصصي في جنين.

وتعرضت المحررة جرادات لتخثرٍ في الدم؛ بسبب الإهمال الطبي الذي تعرضت له فترة اعتقالها في سجون الاحتلال.

تقول الأسيرة المحررة دينا جرادات في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إن السجانين تعمدوا تعريضها للبرد والمكيف البارد جدًا خلال نقلها في سيارة “البوسطة”، مما سبب لها الاختناق وأوجاع في الراس والصدر، ورغم مطالبتها بوقفها رفضوا ذلك.

وتشير إلى أن إدارة السجون تعمدت نقلها من معسكر سالم غرب جنين بشكل متعمد، بسبب وجود أسرتها لاستقبالها، وعاقبتها بالتأخير والنقل لحاجز الجلمة شمال المدينة.

وتضيف جرادات بأن عيادة سجون الاحتلال زودتها بعلاج بديل عن علاجها الأصلي ما أدى لإصابتها بتخثر في الدم، مشيرًة إلى أنها تُعاني من مرض “الاستسقاء الدماغي”.

وتنوه إلى أنّ فترة اعتقالها كانت سيئة جدًا، حيث تعرضت لتعذيب نفسي من ضمنه سحب فرشة البرش وتركها تجلس وتنام على سرير من حديد، وحرمان من الأدوية ونقلها من مستشفى إلى أخر بعد معاناة.

وتوضح جرادات أنّها عندما احتاجت إلى عملية شفط السوائل من النخاع الشوكي، رفضت إدارة السجون نقلها إلى المستشفى بعد أن تدهور وضعها الصحي، مما اضطررن الأسيرات الاحتجاج وإغلاق القسم من أجل الضغط عليهم، ونتيجة ذلك تمت الموافقة بنقلها إلى المستشفى.

وتتابع دينا جرادات أنه تم نقلها لمستشفى رمبام في البوسطة، حيث كانت لا تستطيع الجلوس ويداها وأقدامها مكبلة بالحديد، وتمت العملية وهي مكبلة ولحظة انتهاء العملية نقلت مباشرة للسجن، لافتًة إلى أنّها كانت بحاجة إلى النوم على ظهرها لمدة ساعتين دون حركة.

وحولت دينا جرادات إلى مركز تحقيق الجلمة في ظروف صحية صعبة وعزل فردي، ومنعت من الدواء لمدة أسبوعين كما حرمت من الفراش.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن 29 أسيرة ما زلن يقبعن في معتقل “الدامون”، من بينهن الطفلتين نفوذ حماد وزمزم القواسمة.

ولفت النادي إلى أن أقدم الأسيرات في معتقلات الاحتلال الأسيرة ميسون موسى المعتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسّجن 15 عامًا، في حين أعلى الأحكام صُدرت بحق الأسيرتين شروق دويات وشاتيلا عياد، المحكومتين بالسّجن (16 عامًا).

ومن بين الأسيرات، الأسيرتان شروق البدن ورغد الفني المعتقلتان إداريًا، كما أن 6 أسيرات اعتقلن وهن جريحات.

ومن أصعب الحالات بينهن الأسيرة إسراء جعابيص التي تعاني من تشوهات حادة بعد تعرضها لحروق خطيرة أصابت 60 في المئة من جسدها، جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، والذي تسبب بانفجار أسطوانة غاز داخل مركبتها، ومن بين الأسيرات 6 أمهات.