مناورات الركن الشديد 3.. رسائلٌ من نار ورفعٍ للجهوزية لمواجهة التهديدات القادمة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
لا تذخر المقاومةُ الفلسطينية جهدًا في تعزيز كفاءة مقاتليها، مِن خِلال مناورات عسكرية تحمل شعار “الركن الشديد”، ضِمنَ خُطةٍ مُحكمةٍ تُشرف عليها غرفةُ العملياتِ المشتركة.
“الركن الشديد 3″، مناورةٌ أعلنت الفصائل العسكرية عن إطلاقها يوم غدٍ الأربعاء في موقع “عرين الأسود” شمال قطاع غزة، في تحدٍ واضح لتهديدات الاحتلال ومخططاته الأمنية.
يرى خبراء ومختصون، أن المناورة تأتي في وقتٍ حسّاس ودقيق، ويُراد منه إيصال رسائل من نار، في ضوء التحديات والتهديدات التي يُطلقها قادة الاحتلال بين الحِين والآخر.
المقاومة صاحبة قرار السِلم والحرب
قال مصدرٌ عسكريٌ بالمقاومة الفلسطينية، إن “المناورة تأتي في سياق قياس جهوزية عناصر المقاومة الفلسطينية وتهدف لفحص كفاءة المقاومة واستعدادها لمواجهة أي حماقة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن “مناورات الركن الشديد 3 تحمل رسالة واضحة لقيادة الاحتلال تتمثل بأن المقاومة ترقب الميدان عن كثب وستكون بالمرصاد وستُقدم الغالي والنفيس للذود عن حِياض شعبنا ومقدساته”.
وتابع في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “جاهزون في غزة وأعيننا ترقب الضفة والقدس، ولن يطول الصمت على جرائم الاحتلال في محافظات الوطن كافة وعلى الاحتلال أن يفهم الرسالة جيدًا”.
وأكد على أن “المقاومة ماضيةٌ في مُراكمةِ قواها وسلاحها، وهي قوية ومتماسكة ومُتحدة على قلبِ رجلٍ واحد تحت غرفة العمليات المشتركة باعتبارها المظلة الجامعة لجميع الفصائل العسكرية”.
وفيما يتعلق بتزامن مناورة الركن الشديد 3 مع تدريبات ومناورات الاحتلال الإسرائيلي، شدد على “أن تهديدات الاحتلال لن تُخيف المقاومة وهي ماضيةٌ بكلِ عزمٍ وإصرار نحو التحرير لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ووصف المصدر العسكري، التنسيق بين الأجنحة المسلحة لفصائل المقاومة بأنه على “أعلى مستوياته، وهو نِتاج جُهود غرفة العمليات المشتركة باعتبارها صاحبة قرار السِلم والحرب”.
وأردف، “انتقلنا من العمل الفردي المُقاوم للعمل الجَماعي المُوحد ضد الاحتلال، وسنُريه ما يَسوءه منا في أي مواجهة قادمة”.
رسائل من نار
من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية أحمد عبدالرحمن: إن “الإعلان عن المناورة جاء ضمن التدريبات المستمرة التي تُقرها قيادة المقاومة الفلسطينية لتعزيز العمل العملياتي على أرض الميدان بما يشمل التوافق على خُطط والتدرب عليها استعدادًا لأي مواجهة قادمة”.
وأشار في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “المناورة تأتي في وقتٍ حسّاس ومُهم خاصةً في ظل التحديات المُحيطة بالقضية الفلسطينية، والاعلان عن تشكيل حكومة اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان”.
ولفت إلى أن “المقاومة تُريد من خلال المناورة إيصال رسائل من نار لقادة الاحتلال بجهوزيتها الكاملة لأي تطور أو عدوان إسرائيلي قد يمتد لقطاع غزة، لأن أي تصعيد كبير خاصةً في المسجد الأقصى سينعكس على القطاع”.
وأوضح، أن “غرفة العمليات المشتركة ساهمت في تعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة والوحدة والانسجام بين الفصائل العسكرية بما يشمل تبادل الخبرات والمقدرات بين بعضها البعض بما يخدم مشروع التحرير”.
وأردف، “مقبلون على صعوبات جَمة تتطلب الجهوزية العالية وتعزيز الوحدة الميدانية والتوافق في الخُطط العملياتية والتكتيكات العسكرية لمواجهة أي مُخاطر تصعيدية قادمة”.
وختم تصريحاته لمصدر الإخبارية، بالتأكيد على أن التمسك برفع “شعار المقاومة في هذا الوقت تحديدًا يُعد أمرًا مهمًا بعد فشل كل مشاريع التسوية والمفاوضات مع الاحتلال”.
وسيتخلل المناورة “المرتقبة” أنشطة تدريبية وفعاليات عسكرية تهدف لرفع الكفاءة والجاهزية القتالية لفصائل المقاومة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات.
يُذكر أن فصائل المقاومة نفذت مناورة الركن الشديد 2 بتاريخ 26/12/2021، حيث استمرت لعدة أيام، بينما نفذت مناورة الركن الشديد 1 بتاريخ 29/12/2020 بمشاركة مقاتلي جميع الأجنحة العسكرية.