مع فقدان نتنياهو اليد العليا.. مشاكل تلاحق الحكومة الإسرائيلية الجديدة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
رأى محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن مشاكل داخلية وخارجية ستلاحق الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتركيبتها الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو وأحزاباً يمينية شديدة التطرف كحزب عوتسما يهوديت والصهيونية الدينية، ما قد يسرع انهيارها، وانفجار الأوضاع مع الفلسطينيين.
وقال هؤلاء في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية إن” ملامح المشاكل الداخلية للحكومة الإسرائيلية الجديدة بفعل نهجها المتشدد بدأت بالظهور على السطح في الشارع الإسرائيلي مع خروج الآلاف للشوارع خلال الأيام الأخيرة للمطالبة بسقوطها”.
وأضاف المحللون أن” المشاكل الخارجية لحكومة الاحتلال سيحددها نهجها في التعامل مع قضايا أساسية تتعلق بالفلسطينيين وسنها قوانين مصيرية بينها عقوبة الإعدام على منفذي العمليات الفدائية، واسقاط الجنسية عن فلسطيني الداخل المحتل عام 1948، وضم أراض من الضفة الغربية المحتلة”.
وأوضح المحلل مؤمن مقداد أن” التركيبة المعقدة لحكومة الاحتلال أفقد نتنياهو اليد العليا وإمكانية السيطرة عليها بشكل كامل”.
وبين مقداد لمصدر الإخبارية أن “نتنياهو يخضع حالياً لابتزازات رئيسي حزبي عوتسما يهوديت إيتمار بن غفير والصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش ومخططاتهم المتطرفة الهادفة لتعزيز وجودها في ظل وجود شرائح واسعة في إسرائيل توجهاتها علمانية”.
وأشار مقداد إلى أن “بن غفيروسموتريتش نجحا بسلب صلاحيات واسعة من نتنياهو من خلال شروطهما لتشكيل الحكومة المتعلقة بصلاحيات واسعة على شرطة الاحتلال في إسرائيل والداخل المحتل والضفة والترخيص لبناء مستوطنات جديدة ومنح الترخيص للقائمة”.
وأكد أن” الجمهور الإسرائيلي ينظر للحكومة الجديدة بأنها ستكون مقيدة للحريات وأن قادتها سيفرضون قرارتهم الدينية المتشددة على الغالبية ذات التوجهات العلمانية”.
وشدد مقداد أن” نتنياهو متخوف حالياً من أن القوانين المصيرية المقرر سنها من قبل الحكومة كالضرائب ما سيقلل من عمرها الافتراضي وستدفعها نحو الانهيار السريع”.
ورجح أن” ترتبط علاقة العالم بالحكومة الإسرائيلية القادمة بعلاقتها مع الفلسطينيين وقرارتها بشأن ضم الضفة وفرض وقائع جديدة في الأماكن الدينية كالمسجد الأقصى المبارك واخلاء الخان الأحمر والشيخ جراح”.
وتوقع مقداد أن” يكون أي قرار يمس بإسلامية الأقصى وفرض الإعدام على منفذي العمليات وضم الضفة وإخلاء الشيخ جراح عاملاً مفجراً للأوضاع بكامل أراضي فلسطين المحتلة”.
بدوره قال المحلل محمد هواش إن” التركيبة الحالية للحكومة الإسرائيلية المقبلة تُثير حفيظة شريحة واسعة في إسرائيل التي تتسم بتوجهاتها العلمانية والليبرالية”.
وأضاف هواش في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الخوف ينتاب الإسرائيليين كون قادة الدولة كانوا على مدار السبعين عاماً الماضية علمانيين ويقودون دولة مدنية بعيداً عن الدينية المتشددة”.
وأشار هواش إلى أن” الإسرائيليون يرون بأن تشكيل نتنياهو حكومة جديدة بشخصيات دينية لها أهداف حزبية خاصة لا يهمها متطلباتهم بقدر ما يحاول الهروب من إمكانية وضعه في السجون على خلفية قضايا فساد”.
وأكد هواش أن “حكومة نتنياهو ستواجه انتقادات على صعيد الرأي العام الغربي حال إقرارها وقائع جديدة تمس بنظرة العالم للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين كضم الضفة الغربية”.
وشدد أبو هواش على أنه” حال اتجهت حكومة نتنياهو لضم أراضي جديدة من الضفة وتغير الوقائع على الأرض فإنها ستكون محل انتقادات غربية واسعة لاسيما وأن دول كثيرة تنظر لأراضي الضفة بأنها محل صراع ونزع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
من جهته قال المختص سعيد بشارات إن” الأحزاب الدينية المتشددة نجحت بتقييد نتنياهو لفرض مخططاتها كاشتراط إقرار الميزانية بقانون اعدام الفلسطينيين المنفذين للعمليات الفدائية”.
وأضاف بشارات لمصدر الإخبارية أن “إدارة بن غفير وسموتريتش لملفات الشرطة والجيش وتعيين الحاخامات أضعف موقف نتنياهو وجعله رهيناً لتوجهاتهم المتطرفة”.
وأشار إلى أن “السؤال الأبرز الذي ينتاب الكثيرين هل يكون الانفجار مرتبطاً بالسياسات نحو الجمهور الإسرائيلي أم الفلسطينيين؟ لكنه سيكون حتمياً”.
الجدير ذكره أن 40% من الاسرائيليين يشعرون بالخوف بعد تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وفقاً لاستطلاع نشرته القناة “12 العبرية.