المواطن سلطان الأقرع يروي تفاصيل مروعة عاشها مع أُسرته نتيجة المنخفض الجوي

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

روى المواطن سلطان الأقرع تفاصيل مروعة عاشها وأسرته، نتيجة المنخفض الجوي الذي شهده قطاع غزة يوم أمس السبت.

وقال الأقرع: “عند حلول الساعة السادسة والنصف، انتهيت من تأدية صلاة العشاء مع أطفالي في المسجد، وأنا في طريقي إلى المنزل، تفاجأت بفتح الاحتلال سد وادي السلقا”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “ما هي إلا لحظات حتى غرق منزلي بمياه السد، وتعالت أصوات أبنائي الصغار، وسط حالةٍ من الدهشة وانعدام التوازن”.

وتابع، “أُصبت بحالةٍ من الذهول فلم أعد قادرًا على نجدة أبنائي أو الاستجابة لصرخاتهم التي مزقت قلبي من الداخل، رأيتُ الرعبَ في عيونهم وأنا محاصرٌ بمياه الأمطار من كل حدبٍ وصوب”.

ويصف المواطن الأقرع اللحظات التي عاشها مع أُسرته بأنها “الأصعب والأقسى عليه طِيلة حياته، خاصةً وأن أصغر أبنائه طفل رضيع يبلغ من العمر عام واحد فقط، ما فاقم الأزمة سوءًا ومأساة”.

وأردف، “كنت أُحاول اخراجهم من المنزل، وكانت صرخاتهم تطغى على المشهد، سمعت منهم “هنموت من الغرق، الحقنا يابا هتسحبنا المية، أنا مخنوق مش قادر أتنفس”.

واستتلى: “لم ننم طيلة الليل، وبقينا تحت رحمة الله، بعد فقدنا منزلنا “الأسبست” المتهالك، وعشنا المأساة بكل أبعادها وتفاصيلها، مردفًا: “لن أنسى ما شاهدته الليلة طيلة حياتي”.

وأشار إلى أنه “فقد مصدر رزقه الوحيد، بعدما تسبب المنخفض الجوي ومياه الأمطار الغزيرة في تلف “التبن” الخاص بحصانه الذي يعتاش منه في تحصيل لقمة عيشه من جمع “الأحجار” وبيعها إلى مصانع “البلوك”.

وأوضح، أن “إجمالي ما خسره من رزقه بلغ 5 آلاف شيكل، كان قد إستدانها لشراء “التبن” الخاص بحصانه، كما أن هناك تلفيات في جميع منزله، بعدما أغرقته مياه الأمطار الليلة الماضية”.

وناشد الأقرع الجهات المعنية ووزارة الأشغال والمؤسسات الخيرية بضرورة الوقوف إلى جانبه، وتعويضه وأسرته عما فقده خلال المنخفض الجوي الذي شهدته مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

من جانبها، تقول احدى المواطنات المتضررات نتيجة المنخفض: إنها “المعاناة التي شهدوها الليلة الماضية لم يشهدوها من قبل، حيث لا حياة ولا طُرق ولا أمان”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “نُعاني من مشاكل عِدة، حيث لا يتوفر لدينا خدمة التيار الكهربائي، ونُلبي احتياجات المنازل من الغذاء من خلال النار”.

وطالبت “الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل والفوري، لإنقاذ المواطنين وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال المنخفض الجوي الذي شهدته المدينة الليلة الماضية”.

وخلّف المنخفض الجوي أضرار جسيمة في منازل المواطنين ومزارعهم، كما أسفر المنخفض عن وفاة الشاب عبدالله قطيفان، جرّاء تعرضه لماس كهربائي نتيجة غزارة الأمطار.

ويُعاني قطاع غزة من انعدام البُنى التحتية وتهالكها على مدار عشر السنوات، نتيجة تراجع الدعم المالي المُقدم للجهات الحكومية، وسياسات الاحتلال تجاه القطاع.

ويُواجه القطاع أزمات متراكمة، نتيجة غياب سياسات التطوير والعمران، نتيجة الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ ما يزيد عن 16 عامًا على التوالي.