حصاد الأحداث السياسية الفلسطينية 2022.. عامٌ شهد جرائم إسرائيلية وضج بالأحداث الدبلوماسية
أبرز أحداثه اغتيال أبو عاقلة واستشهاد الأسير أبو حميد
خاص – مصدر الإخبارية
لم يمر عام 2022 مرور الكرام على الشعب الفلسطيني كما غيره من الأعوام التي امتدت حتى من قبل عام النكبة ومن قبله أعوام الانتداب البريطاني، ولإعادة النظر ومراجعة الأحداث الفلسطينية سواء على الصعيد السياسي أو المحلي أو تلك التي تدور في فلك الشأن الإسرائيلي، نخرج بحصاد عنوانه الأبرز اغتيال شيرين أبو عاقلة أيقونة الصحافة الفلسطينية برصاص جيش الاحتلال.
أحداث دموية تشعبت وتطورت وأخرى اتجهت نحو الدبلوماسية وإعادة العلاقات، وجميعها كانت تجري على إيقاع الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية التي لم تتوقف للحظة واحدة منذ بزوغ فجر عام 2022 وحتى يومنا هذا.
الحصاد السياسي الفلسطيني لعام 2022، جمع بين التطورات الميدانية وتصاعد أحداث العنف، وبين إجراءات ديمقراطية ودبلوماسية، ولم يخلو من تسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة المرضى منهم، وكانت القدس كما كل الأعوام مركزاً للأحداث فشهدت اقتحامات وانتهاكات وشهدت عمليات فدائية لم تكن في حسابات سلطات الاحتلال.
وفيما يلي نُلقي نظرة عامة حصاد الأحداث السياسية الفلسطينية 2022:
حصاد الأحداث السياسية الفلسطينية 2022
في 4 كانون الثاني (يناير) 2022، أعلن الأسير هشام أبو هوّاش تعليق إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر 141 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري، ووصل إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال يقضي بالإفراج عنه في 26 شباط (فبراير) من العام الجاري.
في 11 كانون الثاني (يناير) 2022، توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة في زيارة رسمية التقى فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمناقشة الأوضاع الفلسطينية وعدة ملفات عالقة، وزيارته أتت بعد أن التقى وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بأسبوعين.
في مقتبل شهر كانون الثاني (يناير) أيضاً، أعلنت المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، عن تدهور الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد (49 عاماً)، والمحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً، ومنذ ذلك الحين والحالة الصحية للأسير أبو حميد في تراجع مستمر.
وفي 11 كانون الثاني (يناير)، انطلقت شرارة أحداث هبة النقب، بعد أن قطعت سلطات الاحتلال الماء والكهرباء وحرمت أهالي النقب المحتل من مقومات الحياة الأساسية، محاولة اقتلاع الأهالي من جذورهم، ما أشعل أحداث واشتباكات أسفر عنها مصابين وأسرى.
قضية الشيخ جراح والإساءة للراحل عرفات
وفي 20 كانون الثاني (يناير) هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي وبغطاء أمني منزل يعود لعائلة الصالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ما أثار ردود فعل على كافة المستويات المحلية والدولية، وأعاد قضية الحي المقدسي إلى واجهة الأحداث مجدداً إلى أن تم توقيع مسودة اتفاق بين أهالي الحي وسلطات الاحتلال في (أيار) مايو 2022.
وفي الشأن الإسرائيلي، الذي تتشابك أحداثه مع الشأن الفلسطيني، شهد كانون الثاني (يناير) 2022 بدء جلسات محاكمة زعيم حزب “الليكود” والمكلف بتشكيل حكومة الاحتلال المقبلة، بنيامين نتنياهو، في قضايا فساد ورشوة.
وفي 25 كانون الثاني (يناير) ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور مسيئة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد أن عرضت في متحف ياسر عرفات في رام الله، ولاقت هذه الرسوم الكاريكاتورية حملة رفض واستنكار على مستوى واسع، إلى أن تم سحب بعضها من المتحف، وتقديم اعتذار عنها.
في مقتبل فبراير (شباط) 2022، زار وفد أمني وهندسي مصري قطاع غزة، في زيارة لتقييم المشاريع المصرية في القطاع، والتي أعلن عنها بعد تصعيد أيار (مايو) 2021، كما تابع الوفد بعض الملفات السياسية المتعلقة بشؤون الاستقرار الأمني، وأتت زيارة الوفد بعد زيارة سابقة في شهر كانون الثاني (يناير) من العام نفسه.
وفي مقتبل شباط (فبراير)، شهدت فلسطين (الضفة المحتلة وقطاع غزة) ارتفاع منحنى مصابي فيروس كورونا (كوفيد 19)، وسجلت فلسطين أعداد كبيرة جداً رغم ارتفاع نسبة الإقبال على تلقي اللقاح المضاد للفيروس.
في أواخر شباط (فبراير)، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن جهودها أثمرت في الإفراج عن المحتجزين الفلسطينيين في مراكز الاحتجاز التركية على إثر محاولتهم الهجرة بطريقة غير مشروعة إلى أوروبا عبر الأراضي التركية واليونان.
انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير ومقاطعة محاكم الاحتلال
في 8 شباط (فبراير)، انعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقاطعته أربعة فصائل فلسطينية بارزة وهي: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية- القيادة العامة، والصاعقة، والمبادرة الوطنية، بالإضافة إلى عدد من
الشخصيات المستقلة؛ كما قاطعته حركتا “حماس” والجهاد الإسلامي غير العضوين في المنظمة .
وفي شباط (فبراير) 2022، بدأ 500 أسير إدراري مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي، رفضاً للإجراءات التعسفية التي يمارسها الاحتلال بحقهم وامتدت حملة المقاطعة لأكثر من ثلاث أشهر.
وشهد شباط (فبراير) 2022، انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون قطاع غزة، بعد أن انطلقت المرحلة الأولى في شهر يناير.
في 7 شباط (فبراير) 2022، برز اسم الشهيد رعد خازم (29 عاماً) من جنين، بطلاً لعملية “ديزنغوف” التي نفذت في أحد شوارع تل أبيب، وأسفرت عن مقتل ثلاث مستوطنين وإصابة 16 آخرين، فيما تمكن الاحتلال من قتل خازم بعد 9 ساعات من الملاحقة في اشتباك مسلح.
وفي منتصف شباط (فبراير)، تعالت تصريحات الفصائل الفلسطينية، والتهديد بإعادة فعاليات المقاومة الشعبية في قطاع غزة، بعد أن شهدت الضفة والقدس المحتلتين أحداث عنف واغتيالات بالجملة.
الحرب الروسية الأوكرانية والخطاب العنصري ضد الفلسطينيين
في 24 شباط (فبراير) شهد عام 2022 ذروة الأحداث العالمية، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما أثارت من ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية بهذا الاتجاه، والتأثيرات الكبيرة المتلاحقة على الاقتصاد والأمن العالمي، واحتمالية امتدادها لحرب عالمية شاملة، فضلاً عن النفاق الدولي الذي بدى جلياً خلال هذه الأزمة.
شهر آذار (مارس) 2022، كان شاهداً على ظهور مجموعات مقاومة في مدينة نابلس، وبداية الشعور الإسرائيلي بمدى خطورتها وتأثيرها على الشارع الفلسطيني، ومدى خطورة العمليات الفدائية التي تقوم بها وتخطط لها.
بداية هذا الشهر شهدت أول زيارة لوفد تجاري تركي إلى الدولة العبرية بعد قطيعة امتدت لسنوات، لتعلن إعادة تطبيع العلاقات وعودة المياه إلى مجاريها.
في 27 آذار (مارس) 2022، نفذ شابان فلسطينيان عملية الخضيرة شمال القدس المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل شرطيين من الاحتلال وإصابة عشرة آخرين.
في أوائل آذار (مارس) 2022، أعلن عن تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإسناد فلسطيني الداخل، الذين يتعرضون لتمييز عنصري، وانتهاكات إضافة إلى جرائم قتل تصاعدت وتيرتها دون اهتمام يذكر من سلطات الاحتلال.
وفي مقتبل شهر نيسان (أبريل) 2022، صعّدت وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة إيليت شاكيد من الخطاب العنصري ضد الفلسطينيين، ودعت لنفيهم وقتلهم وتهجيرهم، كما هاجمت نواب الكنيست العرب ووصفتهم بالإرهابيين.
وفي نيسان (أبريل) 2022، اشتعلت أحداث باب العامود خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، مع تصاعد تهديدات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، وشهدت تلك الفترة تصاعد التهديدات باندلاع حرب جديدة مع الاحتلال.
وفي نهاية نيسان (أبريل)، رفضت محكمة الاحتلال التحقيق في مقتل أطفال عائلة بكر، الذين ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحقهم بغزة في 16 يوليو 2014.
اغتيال أبو عاقلة.. عنوان حصاد الأحداث السياسية الفلسطينية 2022
في 5 أيار (مايو) 2022، هزت عملية “إلعاد” الشارع الإسرائيلي والتي نفذها شابان فلسطينيان وسط تل أبيب وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين على الأقل وإصابة 3 آخرين، قبل أن يلوذا بالفرار، وما تبع تلك العملية من مطالبات من أعضاء كنيست الاحتلال باغتيال رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار، رداً على العملية.
في 11 أيار (مايو) 2022، وقع الحدث الأكبر فلسطينياً، بعد أن أعلن عن اغتيال الشهيدة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها لاقتحام إٍسرائيلي لمدينة جنين، ووثقت عدسات الكاميرات عملية تصفية واغتيال الشهيدة أبو عاقلة، لتشكل صدمة قوية في الأوساط الفلسطينية والعربية والعالمية، وشارك في تشييعها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين بكوها بالدماء قبل الدموع في مشهد استثنائي مهيب، ولا تزال محاولات فتح التحقيقات في استشهاد أبو عاقلة على طاولات المحافل الدولية.
في خطوة ترمي إلى تصعيد متعمد من قوات الاحتلال صادق وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق عومير بارليف، في 18 أيار (مايو) 2022، على مرور “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي ينظمها مستوطنون بمنطقة باب العامود ومنطقة الحي الإسلامي، وتصاعدت معها ردود فعل المقدسيين بأن محاولة المرور ستشعل تصعيداً، وفي نهاية أيار (مايو) نفذ المستوطنون المسيرة، تحت حماية شرطة الاحتلال التي حاولت احتواء أجواء التوتر وقمعت الفلسطينيين الغاضبين.
في أواخر حزيران (يونيو) وبداية شهر تموز (يوليو) 2022، صوّت الكنيست الإسرائيلي على حل نفسه بعد انهيار الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الأمر الذي فتح الطريق لإجراء انتخابات في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات.
وفي مقتبل تموز (يوليو) 2022 تولى يائير لابيد رئاسة وزراء الاحتلال خلفاً لنفتالي بينت، بعد إعلان حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر).
غاز غزة والتسهيلات الاقتصادية
شهد شهر تموز (يوليو)، إعادة فتح ملف “غاز غزة” ومطالبات حركة “حماس” في غزة في أحقيتها بالتنقيب عليه، وإعلان السلطة وصولها إلى اتفاق مع المصريين للإشراف على علميات التنقيب على الغاز، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على أسعار الوقود العالمية.
بعد نهاية المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال والتي عرفت فلسطينياً بـ “سيف القدس” وإسرائيلياً، باسم “حارس الأسوار”، اتجه الجانب الإسرائيلي إلى انتهاج طريقة أكثر دبلوماسية مع الفلسطينيين أو ما يسمى بسياسية “العصا والجزرة” وإعلانهم عن تقديم تسهيلات اقتصادية تهدف إلى تهدئة الأوضاع مع الفصائل وتعزيز دور السلطة الفلسطينية بهذا الاتجاه، وهذا الأمر فتح الطريق لآلاف العمال من غزة التوجه للعمل في الداخل المحتل، وذلك ضمن نتائج اجتماعات عباس – غانتس.
وفي 6 تموز (يوليو) 2022، جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في لقاء ثلاثي في الجزائر ، كبادرة جزائرية لإنهاء الإنقسام الفلسطيني الممتد منذ أكثر من 15 عاماً.
في الفترة الواقعة بين 13 – 16 تموز (يوليو) 2022، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن منطقة الشرق الأوسط وبدأ جولته في تل أبيب ثم توجه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة كانت عنواناً بارزاً لمعظم الصحف والمواقع الإعلامية الكبرى.
في منتصف تموز (يوليو) ظهرت أزمة معبر الكرامة، وانتشرت صور ومقاطع مصورة لأعداد كبيرة من المسافرين على المعبر ينتظرون ساعات طويلة للخروج أو الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، ما أثار ردود فعل وحالة من الاستياء والتذمر ودفع للمطالبة بإيجاد حل جذري لأزمة الجسور وفتحها على مدار 24 ساعة.
في أواخر تموز (يوليو)، برزت أزمة “إسرائيلية روسية” والتي جاءت على إثر طلب وزارة العدل الروسية من القضاء وقف عمل الوكالة اليهودية في روسيا، وزاد من تفاقم الأزمة، تسريب مسؤولين إسرائليين قائمة من الردود الإسرائيلية المحتملة على القرار الروسي المتوقع، بما فيها استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو للتشاور.
كان من أبرز الشخصيات التي ظهرت وأثرت بشكل كبير في الشباب الفلسطيني، الشهيد والقيادي الميداني في كتائب شهداء الأقصى إبراهيم النابلسي، الذي نفذ بشكل غير مباشر عدداً من العمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فصار ضمن قائمة الأكثر مطلوبين لتل أبيب.
وبعدها بدأ الاحتلال مطاردته فعلياً لعدة أشهر حينما اعتبرته المطلوب لديها في مدينة نابلس، وحاولت اغتياله في أواخر تموز (يوليو) 2022، لكنه نجا من المحاولة وفقد رفيقين من رفاقه في الكتائب، إلى أن نجحت في اغتياله في التاسع من آب (أغسطس) عندما أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام نابلس واشتبكت مع قاطني المدينة، وأطلقت قذيفة صاروخية على منزل بعد محاصرته في إطار عملية استهدفت القيادي النابلسي.
العدوان على غزة واغتيال قيادة سرايا القدس
في مطلع شهر آب (أغسطس) أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي (61 عاماً) خلال عملية اقتحام واسعة نفذها في مخيم جنين، شمال الضفة المحتلة، ومدّد اعتقاله عدة مرات.
في الخامس من آب (أغسطس) شنّ جيش الاحتلال الإٍسرائيلي حرباً على قطاع غزة أطلق عليها “عملية الفجر الصادق” فيما أسمتها حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة باسم “وحدة الساحات”، اغتال الاحتلال خلالها القياديين في سرايا القدس الذراع المسلحة لحركة الجهاد: تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية، كما أسفر التصعيد عن استشهاد 48 فلسطينياً بينهم 16 طفلاً و4 سيدات.
استمر العدوان الإسرائيلي على غزة ثلاثة أيام إلى أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في القطاع مساء الأحد 7 آب (أغسطس) 2022، وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن وقف إطلاق النار تضمن التزاماً مصرياً بالعمل على الإفراج عن الأسيرين السعدي وخليل عواودة المضرب عن الطعام منذ 172 يوماً.
في نهاية آب (أغسطس)، حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض منهاجها في المدارس العربية في القدس المحتلة، وفي هذا الإطار قررت وزارة التعليم والمعارق الإسرائيلية إلغاء الترخيص الدائم لستة مدارس في المدينة المقدسة، في محاولة للضغط عليها للتخلي عن المنهاج الفلسطيني في التدريس واستبداله بالمنهاج الإسرائيلي، إلّا أن المقدسيين بحملاتهم المضادة نجحوا في إفشال هذا المخطط.
في الأول من أيلول (سبتمبر) 2022، علّق المعتقل الفلسطيني خليل عواودة إضرابه عن الطعام الذي امتد 172 يوماً، بعد توقيع محاميته أحلام حداد على تعهد بالإفراج عنه في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وذلك بعد فترة أولى امتدت 111 يوماً علّق عواودة بعدها إضرابه عن الطعام استناداً إلى وعود بالإفراج عنه، إلا أن الاحتلال نكث بوعده وأصدر بحقه أمر اعتقال إداري جديد لمدة 4 أشهر، وهو ما دفعه لاستئناف إضرابه في الثاني من يوليو (تموز) 2022.
وفي 13 أيلول (سبتمبر) 2022، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وفد قيادة الحركة الذي يضم كلاً من الشيخ صالح العاروي نائب رئيس الحركة، وعضوي المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، وماهر صلاح، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، لمناقشة عدد من القضايا العالقة منها الانقسام الفلسطيني.
النزاع اللبناني الإسرائيلي وإعلان الجزائر
وفي أيلول (سبتمبر) 2022، اشتعل النزاع الإسرائيلي اللبناني حول ملف ترسيم الحدود البحرية، بعد وصول سفينة إسرائيلية لاستخراج الغاز على مقربة من حقل كريش، ما أثار حفيظة حزب الله والحكومة اللبنانية، آخذين بتبادل التهديدات مع تل أبيب مؤكدين أن الاقتراب من الغاز اللبناني بمثابة إعلان حرب، وبقيت التصريحات تأخذ صورة التهديدات حتى تم التوصل إلى اتفاق برعاية أمريكية في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2022.
في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الوصول إلى ورقة اتفاق لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة والذي عرف بإعلان الجزائر، وتم إعلانه في ختام القمة العربية التي احتضنتها الجزائر هذا العام.
شهدت أواخر أيلول (سبتمبر) وأوائل شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2022، العديد من الهجمات الإسرائيلية والاقتحامات خاصة على مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة المحتلة، وراح ضحيتها عشرات الشهداء من الشبان الفلسطيينيين الذي استبسلوا في التصدي لهذه الاقتحامات، وعلى إثرها ظهرت مجموعة “عرين الأسود” التي ذاع صيتها في العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال وحاول الاحتلال مراراً اجتثاثها من جذورها إلا أنه في كل مرة تعود المجموعة بشكل أقوى وأكبر من سابقتها.
في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 2022، نفذ الفدائي عدي التميمي (22 عاماً) عملية شعفاط، التي استهدف حاجزاً في مدينة شعفاط شمال القدس، وأسفرت عن مقتل مجندة في جيش الاحتلال، وإصابة حارساً آخر بجروح خطيرة فضلاً عن إصابة لجنديين من حرس الحدود، وبعد إحدى عشر يوماً من البحث والمطاردة والحصار الذي فُرض على شعفاط والمناطق القريبة منها، نفذ الشهيد التميمي عملية أخرى شرق القدس أصاب فيها حارس أمن، قبل أن يشتبك مع جيش الاحتلال، ليرتقي بعدها شهيداً برصاصهم، قرب مستوطنة معاليه أدوميم.
حصار نابلس وغرق سفينة المهاجرين قبالة السواحل التونسية
في 11 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فرضت سلطات الاحتلال “عقاباً جماعياً” وحصاراً على نصف مليون مواطن يقطنون محافظة نابلس ويتنقلون بين قراها ومخيماتها، وقطعت أوصالها بالمدن الأخرى، واقتحامات واعتداءات يومية، على خلفية مقتل جندي قرب مستوطنة “شافي شمرون” غرب المدينة في عملية نفذها شابان فلسطينيان.
شهد يوم الـ24 من شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2022، فاجعة وفاة عدد من الشبان الفلسطينيين بعد غرق مركب يقل مجموعة من المهاجرين قبالة السواحل التونسية، 3 منهم من قطاع غزة، أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا في سبيل “لقمة العيش”.
في 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2022، نفذ الشهيد محمد الجعبري عملية إطلاق نار صوب 6 مستوطنين ليلقى أحدهم مصرعه ويصيب الآخرين بجراح، على مدخل مستوطنة كريات أربع وسط الخليل، وبعدها ارتقى الجعبري شهيداً.
في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، نجح المناضل اليساري البرازيلي لولا دا سيلفا في العودة إلى رئاسة البلاد، متغلباً هذه المرة على الرئيس اليميني الشعبوي جايير بولسونارو، الذي يعد أحد أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، ما يعد تغيراً مرتقباً لموقف البرازيل إزاء القضية.
وفي الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، أجريت الانتخابات الإٍسرائيلية لاختيار أعضاء جدد لكنيست الاحتلال الخامسة والعشرين، وعلى إثرها فاز معسكر اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو بأغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بعد تحالفه مع الأحزاب المتشددة، وحتى اللحظة لم يتمكن من الوصول إلى قرار نهائي لإعلانها، رغم قرب انتهاء المهلة الزمنية.
القمة العربية ووفاة فاطمة البرناوي
زخ شهر تشرين الأول (نوفمبر) بالأحداث الدبلوماسية، حيث استضافت الجزائر في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) القمة العربية العادية 31، وهي القمة الرابعة التي استضافتها من قبل (في الأعوام 1973 و1988 و2005)، وناقشت القمة العديد من القضايا العربية والإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأزمات سورية واليمن وليبيا والعراق والسودان، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على الدول العربية.
في 3 تشرين الأول (نوفمبر) 2022، توفيت المناضلة الفلسطينية اللواء فاطمة البرناوي أول أسيرة تنتمي لحركة “فتح” في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد تدهور طرأ على صحتها في إحدى مشافي القاهرة.
كأس العالم 2022 والتضامن مع فلسطين
في الفترة بين 20 تشرين الأول (نوفمبر) إلى 18 كانون الأول (ديسمبر) 2022، أقيمت النسخة الثانية والعشرون من بطولة كأس العالم في قطر، كأول بطولة تقام في الوطن العربي والعالم الإٍسلامي والنسخة الثانية التي تقام في آسيا بعد نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليونان، بتكلفة تقدر بأكثر من 220 مليار دولار، وتوجت الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي بعد فوزها على حامل اللقب فرنسا بركلات الترجيح على ملعب استاد لوسيل، وشهدت هذه البطولة تضامن عالمي واسع مع الفلسطينيين، كتبت عنه الصحف العالمية، كما شهدت تألقاً للمنتخب المغربي بعد وصوله إلى المربع الذهبي قبل أن يودع البطولة أمام كرواتيا، مستحوذاً على المركز الرابع.
في منتصف تشرين الأول (نوفمبر) 2022، تمكن شاب فلسطيني من تنفيذ عملية مزدوجة (طعن ودهس) قرب مستوطنة “أرئيل” شمال الضفة الغربية، بعد أن هاجم حراس المنطقة الصناعية في المستوطنة، وآخرين حولها، ثم طعن شخصين في محطة وقود قريبة من المكان، قبل أن يفر بسيارة ويصطدم بسيارات أخرى على الطريق السريعة، ثم خرج وطعن آخراً في عملية استغرقت 20 دقيقة وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين.
في 17 تشرين الأول (نوفمبر) من العام الجاري، تسببت مأساة حريق عائلة أبو ريا في مخيم جباليا شمال القطاع، بصدمة كبيرة في الشارع الفلسطيني والعربي، بعد أن قتل 21 شخصاً على الأقل من عائلة واحدة، في حريق اندلع بشقة سكنية، وكان من بين الضحايا 7 أطفال، فيما لم ينجو أحد من هذه الفاجعة، ولاحقاً أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن أسباب الحريق، قائلة إن أحد أفراد العائلة كان يخزن الوقود بكميات كبيرة في شقته واندلعت النيران فيما كان يقوم بحركات احتفالية بمواد قابلة للاشتعال.
في صباح يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) 2022 أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عاماً) في مشفى “أساف هروفيه”، بسبب سياسة القتل الطبي المتعمد، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى، ما أثار غضب واسع في سجون الاحتلال وفي الشارع الفلسطيني.
اقرأ/ي أيضاً: موسم الانطلاقات وحصاد النهايات..!