أجمل ما قيل في الجندر.. وسمٌ يجتاح مواقع التواصل بطريقةٍ ساخرة

مصدر ترصد أبرز التغريدات على الهاشتاغ وتروي قصته

خاص – مصدر الإخبارية

رصدت “شبكة مصدر الإخبارية”، اليوم، تفاعلاً واسعًا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بوسم “أجمل ما قيل في الجندر”، حيث يتداول فيه رواد المواقع عبارات ومواقف تكرس الصور النمطية المسيئة المرتبطة بالجندر أو بالفروق التي صنعها المجتمع بين النساء والرجال.

تعود فكرة الهاشتاغ للكاتبة والحقوقية السورية براء الطرن، تعبيرًا عن امتعاض النساء من التعامل مع مفهوم الجندر.

ويُعد الوسم مساحة للتعبير عما يقهر النساء، خاصة في طرق تعامل المجتمع مع الأدوار الاجتماعية، التي يتم السماح للمرأة الدخول فيها أو العمل فيها، ما يصل في بعض الأحيان لأن تتعدى الحدود الشخصية للنساء، ليُملي عليهن المجتمع ما يجب عليهن عمله أو عيشه وتحديد طريقة حياتهن.

وتحول وسم “أجمل ما قيل في الجندر” لحملة تبنتها ناشطات نسويات وإنسانيات وحقوقيات وإعلاميات مؤمنات بالكلمة، والسخرية أيضًا للتعبير عن وجعهن ووجع غيرهن من النساء.

ما تعريف الجندر؟

جعل هاشتاغ “أجمل ما قيل في الجندر” العديد من الأشخاص يتساءلون عن ماهية “الجندر” ومفهومه، الذي يتكرر أمامهم، ويجري البحث عنه على محرك البحث جوجل، وهنا تعريف عنه:

في سبعينات القرن العشرين، ظهر مصطلح “الجندر” (Gender)، وهو كلمة إنجليزية تنحدر من أصل لاتيني، وتعني لغويًا “جينس” (Genus)، أي “الجنس من حيث التحديد ذكر أو أنثى”.

ووفق الأمم المتحدة: “مفهوم الجندر يوضح الفروق بين الرجل والمرأة الحاصلة من الدور الاجتماعي المنوط بهما، والمنظور الثقافي ووظيفة كل منهما، وهذه الفروق نتاج عوامل دينية، وثقافيّة، وسياسية، واجتماعية”.

ما هو النوع الاجتماعي؟

ظهر مفهوم النوع الاجتماعي، وبدأ الانتشار في الغرب في القرن التاسع عشر من خلال ثلاث موجات نسوية التوجه (Feminism)، ظهرت في أميركا الشمالية، ومن ثم انتقلت إلى أوروبا الغربية عام 1988.

وعقب ذلك، طالبت النسويات بالمساواة بين الرجل والمرأة في الواجبات والحقوق، وبالتالي يُعد مفهوما غربي الجنسية شرقي الملامح.

وتحدد التنشئة الاجتماعية سلوك الأفراد وفق جنسهم (التفرقة بين تربية الأولاد والبنات، على سبيل المثال)، التي تختلف من مجتمع لآخر ومن حقبة زمنية لأخرى (الفروق بين التربية المحافظة والتربية الحديثة).

وينطلق مفهوم النوع الاجتماعي من واقع يعتبر أن العلاقات الاجتماعية وأدوار النساء والرجال ترتكز على درجة الأداء المستندة إلى النوع الاجتماعي لتوقعّات مجتمعية (محدّدات الأنوثة والرجولة في كل مجتمع على سبيل المثال).

ويأخذ أيضًا في الاعتبار مجموعة من المحددات، كالعرق واللون والطبقة الاجتماعية والثقافة والعمر والحالة الاجتماعية، كأساس للفروق بين النساء والرجال.

أبرز التغريدات على وسم “أجمل ما قيل في الجندر”

على مستوى شبكات السوشيال ميديا، غرّد العديد من النشطاء والرواد على الوسم، واختلفت العبارات التي كتبها متداولو الوسم، حيث عبّر كل منهم بطريقته حول التعامل مع مفهوم الجندر.

كتب البعض بداعي السخرية فقط، والبعض الآخر بداعي الاستهجان ونقد عبارات اعتبروها مسيئة للنوع الاجتماعي.

ورصدت “شبكة مصدر الإخبارية” بعض التغريدات، حيث كتبت غدير طيرة: “بالمناسبة: “مستغربة من اللي واخد قصة هاشتاق #أجمل_ما_قيل_في_الجندر بشكل شخصي، صدقني الأمر بسيط ومرتبط بالتوعية عبر السخرية لا أكثر”.

أما سلام فكتبت مغردّة على وسم “أجمل ما قيل في الجندر”: “همّ البنات للممات”، وهذا المثال تقوله المجتمعات الشرقية بشدّة، كنوع من التمييز الواضح بين الجنسين، وأن الإناث لا يجلبن إلا الهمّ والشقاء لأهاليهن وعائلاتهن ومجتمعاتهن.

وكتبت ريهام أم هيباتيا معبرة عن كلام المجتمع، الذي يلوم فيه المرأة عل كل شيء على أنها تحمل الخطأ: “اصبغي شعرك، بكرا بخونك، اعملي رجيم، بلاش يخونك”.

وأكملت: “خانك؟ طبعًا، أنتي شفتي حالك بالمراي؟”

من جهتهم، شارك الرجال أيضًا وعبّروا بسخرية عما يتعرضون له من تمييز، فكتب بلال عبر حسابه “تويتر”: “الجندر هو أن لا يتميز الرجال “بكب الزبالة”!

وقال محمد: “من المهم جدًا أن يساهم الرجال في حملة أجمل ما قيل في الجندر”

وتابع: “أولًا: دور الرجال في الحركة النسوية يكمن بشكل أساسي في محاربة الذكورية السامة (Toxic masculinity)، فمحاربة هذا النوع من الذكورية يدعم النساء و الأجناس الأخرى (FLINTA*) في محاربة النظام الابوي المسيطر على المجتمع”.

بدوره، عبّر باسل عن الانتقاص من حق المرأة بالمشاركة السياسية، مغردًا: “أنتِ ليه بدك تبحثي بموضوع الدولة؟ فكري بشي بحث صغير ما بيعمل وجعة راس، أجمل ما قيل في الجندر”، مشيرًا إلى أن هذه قصة حقيقة عمرها بضع سنوات.

جدير ذكره أن الهاشتاغ يُعتبر مساحة لطرح القضايا والمناصرة، والتعبير لرواد شبكات التواصل الاجتماعي، الذين يعدّونه مكانًا لإيصال أفكارهم ونشرها للجميع بصورة سريعة ومختلفة عن الواقع.