العلم الفلسطيني في مونديال قطر.. استفتاء شامل وحلوى تتنقل بين الأيادي

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

لا ينافس الفلسطينيون كمنتخبٍ عربي داخل المساحة الخضراء في مونديال قطر 2022، بل ينافس سياسيًا عبر إعلاء ألوان العلم الفلسطيني والتعريف بقضيته، حيث برز كأهم وأكثر الأعلام المرفوعة داخل وخارج الملاعب.

وتنقل العلم الفلسطيني كالحلوى بين أيدي اللاعبين والمشجعين في قطر، ورفع لاعبو المنتخب المغربي (أول فريق أفريقي يصل إلى نصف النهائي على الإطلاق) العلم الفلسطيني قبل وبعد فوزهم في مبارياتهم التي شاركوا فيها بالمونديال، وظهر العلم أيضًا بقوة على المدرجات والتلفزيونات والمظاهرات والاحتفالات، ورفعه المشجعين واللاعبين العرب والأجانب أيضًا.

العلم الفلسطيني ملفتًا للانتباه في مونديال قطر

قال إيهاب أبو الخير من قطاع غزة، أحد المتواجدين والمتطوعين والمشجعين للمباريات المقامة داخل الملاعب في قطر، لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، إن “الحدث الأبرز في مونديال قطر هو إتاحة الفرصة والمساحة لإبراز الهوية والكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني وقضيته، من حيث الدعم الكبير من الدول العربية والأجنبية والإفريقية وكل العالم، رأينا الكثير من الدول التي ترفع علمنا”.

وأوضح أبو الخير أنه منذ المباراة الأولى التي شاهدها في مونديال قطر وجد علم فلسطين حاضرًا بقوة، وبعدها أصبح ملفتًا للانتباه وعلامة فارقة موجودة بكل مكان.

وأضاف أن السفارة الفلسطينية والجالية في قطر أقامت احتفالات تنوعت فيها الدبكة الفلسطينية والأهازيج والأناشيد؛ ولك للتأكيد وتعريف الحاضرين بالقضية الفلسطينية.

بصوتٍ يملأه الفخر والفرح، أكد أبو الخير أن ما يحدث في قطر شيء يدعو للفخر لأن العلم الفلسطيني أصبح علمًا أساسيًا، مشيرًا إلى أن هذه رسالة للوحدة العربية التي تجسدت في مونديال قطر من خلال إجماع الجميع على حب فلسطين ودعم قضيتها، لمسنا مدى الدعم وأحقيتنا في فلسطين وترابها.

وتابع أن العلم الفلسطيني كان موجودًا بقوة، ناقلًا عن الصحف البرازيلية أن “كأس العالم به 32 فريقًا رياضيًا، لكن مونديال قطر به 33 منتخبًا؛ بسبب العلم الفلسطيني المرفوع دائمًا”.

وأفاد: “نحن الإعلاميون والمتطوعون في الفيفا اجتهدنا على أن يكون العلم الفلسطيني مرفوعًا، والكوفية حاضرة بكل مكان نتواجد به، وقدمنا صورة مميزة للشعب، وتلقينا دعم كبير ومساندة من كل الموجودين في قطر”.

وأردف أبو الخير أن كرة القدم هي رسالة يتقنها الجميع، وأسهل الطرق للوصول إلى ما تريده، وهذا المونديال حقق منجز وطني فلسطيني كبير علينا أن نفتخر به ونحافظ عليه.

مونديال قطر استفتاء شعبي شامل

قال المحلل الرياضي خالد أبو زاهر لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، وإن ما حصل في كأس العالم في قطر عبارة عن استفتاء عربي شامل لعينة ليست عشوائية بل كاملة للمجتمعات العربية، كأس العالم جمع جميع العرب من كل الجنسيات من المحيط للخليج، وجميعهم عبروا عن حبهم وتأييدهم للقضية الفلسطينية، وأن هذه القضية هي المركزية والأولى على المستوى العربي.

وشدد على أن هذا الاستفتاء الشعبي مهم جدًا للشعب الفلسطيني، حيث أكد على أن كل ما يحدث على الساحة السياسية لا قيمة له على الإطلاق، وهذا سر من أسرار صمود القضية الفلسطينية.

وأكمل: “لا يوجد سر أن العلم موجود في كل أنحاء العالم في مونديال قطر، لكني أعتقد أن هناك جهد كبير من فلسطينيين وعرب في قطر ساهموا في رفع الأعلام والكوفية الفلسطينية وبعض المقتنيات التراثية الفلسطينية وتوزيعها على ضيوف الوطن العربي من جميع أنحاء العالم”.

واستدرك أن سر رفع العلم الفلسطيني هو العلاقة المرتبطة بين الشعب العربي مع فلسطين وقضيتها علمًا وخارطة وقضية.

وحول فتح المجال داخل قطر لحرية تحرك كل المبادرين والمبادرات تجاه تعريف الزائرين بالقضية الفلسطينية من خلال رفع الأعلام داخل وخارج الملاعب، أشار أبو زاهر إلى أن هذه الأمور لم تكن شعبية ذاتية بقدر ما كانت عن سبق إصرار وترصد وهو قيام لاعبي المنتخبات العربية المشاركة بالاحتفال بفوزهم وعقب تسجيلهم أي هدف برفع علم فلسطين داخل الملعب.

واعتقد أبو الخير أن عدد الأعلام الفلسطينية التي ارتفعت في مونديال قطر، الذي يُعد محفلًا دوليًا مسلط عليه الضوء السياسي قبل الرياضي، تجاوز الكثير من المحافل الأخرى.

العلم الفلسطيني حرًا طليقًا في مونديال قطر!

أكد أبو زاهر لـ “شبكة مصدر الإخبارية” أن كأس العالم 2022 تزامن مع الذكرى الـ 35 من انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987، وكانت تلك الفترة وما قبلها وحتى العام 1994، ممنوعًا فيها رفع العلم الفلسطيني من الاحتلال، حيث يُجرم عليه الفلسطيني ويُعتقل عليه، وليس من السهل رفعه على السريات أو الشوارع أو فوق المنازل.

وأردف أن العلم الفلسطيني أصبح اليوم حرًا طليقًا ودلالة واضحة على صمود وقوة هذا الشعب الفلسطيني، مبينًا أن الحقيقة اليوم واضحة وصريحة وهي أن الرد الشعبي العربي مؤيدًا للشعب الفلسطيني ويرفع العلم عاليًا، ومونديال قطر وحدّ الشعوب.

وفي السياق، قال أبو زاهر إن “جميع القضايا تتناقل عبر الأجيال، وبعد التطور العلمي والتكنولوجي أصبحت هناك اهتمامات خاصة بجيل الشباب والأطفال، فبالتالي نجاح الفلسطينيين والمبادرين في قطر بالترويج لعلم فلسطين، بمجرد رفعه أصبح مشهورًا أكثر من أي علم آخر”.

وأضاف أن العلم مشهور سابقًا لكن ما حدث في قطر هو عملية تجديد للولاء والتعريف بالقضية الفلسطينية، و”نجحنا بتعريف العالم وخاصة الأجيال التي عاشت مع العرب والفلسطينيين، شاهدت علمًا ولامست معاناة الشعب الفلسطيني من خلال الاختلاط معهم في قطر، ومعرفة أن الشعب الوحيد في العالم الذي لا زال تحت الاحتلال”.

وفي ختام حديثه، يرى المحلل الرياضي خالد أبو زاهر أن كأس العالم هو هدية ربانية لفلسطين وشعبها.