مونديال قطر.. التنمر والتقليل من الخبرات الرياضية يثيران غضب المشجعات

صحافيات رياضيات: الفتيات يتابعن الرياضة عن دراية وثقافة

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

بالرغم من كل الحديث المستفيض عن نبذ التمييز ضد النساء، خاصة في المجتمعات العربية، إلا أنه يغيب عن رقابة مواقع التواصل الاجتماعي وداخل البيوت، وعلى مدى الأيام من انطلاق فعاليات مونديال قطر 2022، إلا أن التنمر حاضرًا بقوة على الفتيات المشجعات والمتابعات للشأن الرياضي.

وتنص المادة “3” من أنظمة “الفيفا” على أن أي تمييز من أي نوع ممنوعًا منعًا باتًا ويعاقب عليه بتعليق العضوية والطرد.

المشجعات يتابعن مونديال قطر عن دراية وثقافة

قالت الصحافية في الشأن الرياضي، نيللي المصري لـ “شبكة مصدر الإخبارية” إنه “أعتبر أن كأس العالم مثل الأعياد، يأتي كل أربع سنوات بمباريات مشوقة وممتعة ومظاهر جميلة واهتمام واسع من الجميع حتى اللذين لا يهتمون بالرياضة، والبطولة بمثابة عيد للجميع”.

وأكملت: “كتبت منذ عشر سنوات تقريرًا حول تشجيع المرأة في قطاع غزة للفرق الأوروبية، وكان حينها تشجيعًا من أجل مواكبة التطور، أما اليوم والوقت الحالي فالمرأة تتابع عن دراية وعلم وثقافة وفي ظل جو رياضي داخل البيوت”.

وأشارت إلى أن المرأة تتابع بدقة وهناك العديد من الفتيات يكتبن تعليقات على السوشيال ميديا بشكلٍ فني وتحليلي عقب مشاهدتهن لمباريات.

وفي ذات الشأن، قالت الصحافية في الشأن الرياضي، نعمة بصلة (31 عامًا) لـ “شبكة مصدر الإخبارية“: “أنا أعمل في المجال الرياضي منذ 6 سنوات، بدأت الكتابة في الرياضة بعدما تعلمتها تحت أيدي مختصين بالشأن”.

وأضافت أن التعليم دائمًا لشيء تحتاجه لا يأتي من فراع أو بسهولة، وإنما بعد جهد وتعب وصعوبة في تلقي الخبرة لنكون قادرين أمام الجميع لممارسة هذه الخبرة والمعلومات.

وأفادت أن وجودها داخل الملاعب واقتنائها الكاميرا هو أحد أسباب قوتها ونشر اسمها في المجال الرياضي، وطوّر شخصيتها ومعلوماتها في المجال.

استفزاز وتنمر واضح لمشجعات مونديال قطر

أكدت المصري أن “التنمر على الفتيات اللاتي يتابعن كرة القدم ويشجعن في المونديال أمرٌ “مستفز”، لاحظته في المباريات وخاصة في كأس العالم، وهذا التنمر موجود من قبل المونديال خاصة في الكلاسيكو بين برشلونة ومدريد، وهذا الأمر ممل وزاد عن حده”.

واعتبرت أن التنمر انتهاكًا صارخا لحقهن في المتابعة والاهتمام بهذا الشأن، مضيفة: “أنا متابعة جيدة ولا يوجد لدّي مشكلة في متابعة المباريات مع الجميع، ولا يحق لأحد أن ينتهك خصوصية النساء وحقوقهم في متابعة كرة القدم.”

وتابعت: “لا زلنا نعيش في دائرة مغلقة فيها الكثير من الأشياء التي لا يمكن للمرأة أن تتطرق لها، وهذه عادات مجتمعية غير صحيحة، هناك عقل وتفكير للمرأة يجب عليها استخدامه بما يرضيها، ولها حقوق حتى في متابعة كرة القدم والرياضات الأخرى”.

كرة القدم ليست حكرًا على الرجال

اعتبرت بصلة أنه “دائمًا ما يكون هناك اعتراض على المرأة، والمجال الرياضي شكلّ تمييزًا واضحًا من المجتمع بين المشجعين والمشجعات، لكن إصراري وشغفي في المجال جعلني ثابتة أغطي المباريات وأقوم بعمل تقارير من داخل الملاعب الكروية”.

وشددت على حق وحرية المرأة في متابعة المجال الرياضي وحتى ممارستها، مؤكدة أن الحياة ليست حكرًا على أحد أو الرجال وأن جوانب الحياة تزداد جمالًا بوجود المرأة.

وتابعت أنه على الجميع أن يشجع ما يحب الآخر، وأن نقدم فرص لبعضنا البعض ونطور ما نريد أن نكون عليه.

بدورها، أشارت المصري إلى أنه ليس من الضرورة أن تكون الفتيات المشجعات لمونديال قطر على دراية بكامل قوانين الفيفا، هي شيء ترفيهي جميل، ومع الخبرة قد يكتسب الشخص بعض المعلومات والمعرفة، وأنا ضد ما يحدث من تنمر.

وتساءلت: “لماذا لا تتكلم الفتيات بكرة القدم وتتابعها؟ هذه الرياضة ليست حكرًا على الرجال، هي للجميع، هناك فتيات يحللون بشكل جيد للمباريات ولديهن الوعي الكامل باللاعبين وأرقامهم وطرق لعبهم”.

وضربت مثالًا لهذا الأمر أن صحفيًا كتب بشكل متنمر عن النساء المتابعات لكرة القدم، وأيضًا دكتور جامعي متخصص بالتربية الرياضية كتب عن الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنه تعرض بعدها لانتقادات حذف بعدها ما نشره.

وفي ختام حديثها مع “شبكة مصدر الإخبارية“، وجهت المصري رسالة لجميع الفتيات اللاتي تعرضن للتنمر من المجتمع المحيط فيها، هناك الكثير من الحديث المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن النساء لا يعرفن ما هو التسلل في لعبة كرة القدم، هذا أمر عادي لا يجب أن يكون المرء مدركًا لكل شي، هناك تعاون على الرجال المضي فيه وتعريف التسلل وغيره لزوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم، هذا لا ينقص منهم شيء.

وأردفت “طالما كنتن مستمتعات بمتابعة الشأن الرياضي وتنجذبن له، اسألوا ما شئتن وتابعن كل شيء، ولا تشعرن بأي ضيق أو حزن وقت التنمر بسبب عدم معرفتكن الفنية بالرياضة”.