هآرتس / كوابيسنا الأكثر سوادًا تتجسد

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلم: ايريس ليعال

أعضاء الحكومة الآخذة في التشكل ينقضون بغضب انتقامي على نصف الجمهور. يساريون، عرب، علمانيون، جهاز القضاء، العقل السوي.

وبنيامين نتنياهو، كما يبدو، ينظر بيأس ولكن برضا على مجموعة الهاوين هذه. هو يعرف أنه من اجل النجاح في تغيير شكل النظام يجب عليه مواصلة عرض مشهد من المعقولية من اجل الجمهور، الذي لم يتم حرمانه بعد من حقوقه الاجتماعية وامكانية تطبيق نمط حياة ليبرالية في دولة ديمقراطية: معظم الاشخاص، حتى من صوتوا لليكود، لم يهضموا بعد الانفصال المخطط له عن العالم القديم الذي عرفوه وتعلموا كيف يحبونه. لذلك فان دور الزعيم الحذر والذي يحسب حساب كل شيء، خصصه لنفسه.

بسبب أن الانتقال الى نظام مستبد مثلما في هنغاريا، يجب أن يتم بصورة لطيفة اكثر، فان التغريدة القادمة لغادي تاوب ستكشف اكثر من اللزوم عن اوراق لعب يحبها: “… أنا ببساطة في هنغاريا في هذه الاثناء كي اجلب الى البيت عدة توصيات مفيدة حول كيفية انقاذ الديمقراطية من اليسار. اوربان يعرف كيفية العمل، ليس هناك ما يقال”. نتنياهو يعرف بأنه لمعظم الاصلاحات في جهاز القضاء التي يخطط لها لا يوجد في هذه الاثناء دعم واسع من الجمهور. لذلك فانه يفضل تهديد شركاءه بإلغاء مسيرة الفخار للمثليين والانقلاب الديني في جهاز التعليم، أو أن يعلن وزير المالية المكلف بأنه سيؤسس سياسته الاقتصادية على آية من كتاب الامثال. الضجة التي يخلقها شركاءه تساعده على اخفاء نواياه الحقيقية – انقلاب في نظام الحكم.
في السنة والنصف الاخيرة كمقدمة لخططه فان نتنياهو نجح بمساعدة مبعوثيه في وسائل الاعلام في الاقناع بأن الحكومة الحاكمة هي شرعية، وأنها سلبت السلطة عن طريق خداع الجمهور. الآن هو يصف الدعوة للخروج الى التظاهر كدعوة الى انقلاب ورفض قبول قرار الناخب. هكذا هو يقلب الأمور ويعرض نفسه كديمقراطي حقيقي ويصف خصومه كمن يسعون الى تقويض الديمقراطية.

في الحقيقة، مقبول التفكير بأن نتنياهو المعتدل، الديمقراطي والعلماني والليبرالي، سيكون المؤشر اليسار في الحكومة، كل ذلك كان وبحق صحيح في اوقات اخرى، لكن اجازة فقرة الاستقواء بتشريع سريع يعطي آريه درعي قوة غير مسبوقة في حكومته، ويحول الشرطة الى جسم سياسي واضح، تدل على الاتجاه الذي يسعى إليه.

تعالوا نقوم بزيارة قصيرة لكتاب “أسس الشمولية” لحنه ارنديت: “الاحتكار المطلق للقوة والسلطة، الذي يحمله الزعيم في يده، وجد التعبير الاكثر وضوحا في العلاقة التي كانت قائمة بينه وبين رئيس الشرطة، الذي يشرف في دولة شمولية على مركز القوة الجماهيري، صاحب القوة الأكبر”. ما يحدث هنا امام انظارنا ليس لعبة اطفال.

أنا كنت سأقترح أن نأخذ بضمان محدود جميع التفسيرات عن نتنياهو المسكين، الذي تم أسره من قبل شركائه، والآن هو يفقد السيطرة. هذا وهم لطيف، لكن توجد لنتنياهو مصلحة في أن يراه شركاءه الشخص المعتدل والمسؤول في مجموعة المجانين المحيطة به. هو يريد أن يجلس خصومه بهدوء وأن لا يزعجوه في “تهدئة المتطرفين” وأن يطمئنوا من أنه عندما ستأتي اللحظة الحاسمة فهو لن يذهب حتى النهاية.

هكذا، عملية تشكيل الحكومة مقرفة جدا، التي يختار كثيرون التصديق بأنه يجب الدخول في حكومة وحدة تحيد المتطرفين الذين قاموا بأسره، ربما حتى بثمن تأجيل محاكمته. ولكن الحقيقة هي أننا نقف امام أمر لا يصدق. والكوابيس الاكثر سوادا تتحقق. لا اتباع سموتريتش ولا اتباع معوز ولا اتباع بن غفير هم الذين هزموا نتنياهو، كالعادة هو الذي يستغلهم لأهدافه.

لذلك، يجب اسكات المتعاونين المهدئين الذين يقولون بأنه يجب استيعاب نتائج الانتخابات والتوصل مع نتنياهو الى تفاهمات حول اجراء اصلاحات معتدلة أكثر. كما تظهر الامور الآن فان توجهه هو تغيير طريقة الحكم من اجل تحصين حكمه. يجب الاستيقاظ قبل أن يصبح الوقت متأخر جدا.