كيف دفع اللاعب الكولومبي إندرياس سكوبار حياته ثمناً لتسجيله هدفاً!
مونديال 1994

وكالات – مصدر الإخبارية
توالي قصص وأحداث كأس العالم 2022 المقامة حالياً في قطر، يعيد أذهاننا إلى كأس العالم 1994 الي أقيمت في الولايات المتحدة، حيث وقعت أغرب حادثة في تاريخ البطولات العالمية، بعد أن دفع اللاعب الكولومبي إندرياس إسكوبار حياته ثمناً لخطأ صغير ارتكبه أدى لخروج منتخبه من البطولة.
بدأت قصة اللاعب الكولومبي في دور المجموعات للبطولة العالمية الأبرز، وكانت حظوظ المنتخب الكولومبي بالتأهل إلى الأدورا المتقدمة عالية جداً، بفضل المهارة التي كان يتمتع بها الفريق، وبعد هزيمتهم للمنتخب الأرجنتيني بخماسية نظيفة.
كانت المباراة الثانية للمنتخب الكولومبي هي التي تسببت في قتل اللاعب إسكوبار مدافع المنتخب الكولومبي، حيث كانت المواجهة مع المنتخب الأمريكي حاسمة ومصيرية خاصة بعد هزيمتهم المواجهة الأولى أمام رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
سعى الفريق الكولومبي بكل قوة أن يفوز على الفريق الأمريكي من أجل الحفاظ على آماله بالتأهل، ومع ذلك تلقى الفيرق الهدف الأول في الدقيقة 34، كانت تلك الدقيقة بداية الانهيار بالنسبة لإسكوبار، فقد كان هو من سجل الهدف في مرمى فريقه بالخطأ.
وفي تفاصيل الهدف، مرر مهاجم المنتخب الأمريكي كرة عرضية، حاول اللاعب الكولومبي اندرياس إسكوبار قطعها عن الفريق المهاجم، لكنه بدلًا من ذلك، أسكنها في شباك فريقه. لقد كان لهذا الهدف الأثر الأكبر في خسارة الفريق أمام الولايات المتحدة بفعل تحطم معنويات الفريق.
انتهت المباراة بنتيجة 2-1 لصالح الولايات المتحدة، وباتت فرص الكولومبيين بالتأهل معدومة بعد الخسارة الثانية في البطولة.
حمّل الجمهور الكولومبي مسؤولية الخسارة للاعب إسكوبار، وتلقى على إثر ذلك الكثير من الشتائم من قبل الجمهور، وعبر وسائل الإعلام، متهمين إياه بأنه تعمّد تسجيل الهدف.
وقد حاول إسكوبار بدون جدوى أن يقنع الجمهور بأن ما حدث كان غلطة، وبأنه لم يكن يقصد القيام بذلك. واجه إسكوبار الكثير من الضغوط من جميع الاتجاهات، فيما ظلّ هو يتمسّك بالأمل. وقد كتب بنفسه في إحدى الصحف مقالًا ذكر فيه أن الحياة لا تتوقف عند حدث ما، و”أننا نمتلك الخيارات، إما اليأس الذي يشل حركتنا، أو أن ننهض من جديد ونزرع الأمل، الحياة لا تنتهي هنا”.
هدأت الأمور نسبيًا في كولومبيا، ولم تعد وسائل الإعلام توجّه اتهامتها تجاه اللاعب إسكوبار رغم أن الكولومبيين ظلوا يكنون الحقد للاعب. لقد مرّت الأيام وبدأ الجمهور الكولومبي بنسيان الحادثة الأليمة.
لكن المافيا الكولومبية لم تنسى ذلك، وعاقبت إسكوبار على فعلته شر عقاب. ففي أحد الأيام، كان إسكوبار خارجًا من مطعم في إحدى المدن الكولومبية برفقة أصدقائه. على باب ذلك المطعم، تلقى إسكوبار 12 رصاصة في جسده، فيما هرب أعضاء المافيا الذين نفذوا عملية “الانتقام” من اللاعب الذي أخرجهم من نهائيات كأس العالم.
وقد تبين من التحقيقات اللاحقة أن السبب وراء قتل اللاعب كان المراهنات التي وضعها كبار رجال المافيا للفوز في المباراة، والأموال التي خسرها هؤلاء نتيجة الهدف الذي سجله إسكوبار في مرمى فريقه.
اقرأ/ي أيضاً: مونديال قطر.. الحدث الذي كشف سوأة الغرب وأحيا قضية فلسطين