مخطط استيطاني جديد.. أنفاق القدس مشروع لاستقطاب المستوطنين ونهب الأراضي

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تنوي بلدية الاحتلال الإسرائيلي افتتاح القسم الشمالي من مشروع توسعة طريق الأنفاق (60) بطول حوالي 105 كيلو متر، في محاولة لربط مدينة القدس المحتلة بمستوطنات “غوش عتصيون” جنوب الضفة المحتلة، لتسهيل وصول المستوطنين للمدينة المقدسة وربطها بالمستوطنات.

ويُشكل الطريق شريان النقل الرئيس الذي يربط القدس بمستوطنات غوش عتصيون وبيتار، والمناطق المحيطة بها في جنوب المدينة، ويتضمن القسم الشمالي من المشروع إنشاء جسر بطول 360 مترًا، ونفق جديد بطول 270 مترًا.

ربط المستوطنات في قلب المدينة المقدسة

رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ مشروع طريق الأنفاق كما هو من الأنفاق الأخرى والشوارع التي تم افتتاحها لربط الأحزمة الاستيطانية الموجودة حول مدينة القدس المحتلة؛ لربطها في قلب المدينة.

وأشار خاطر إلى أنّ النفق هو كنفق بيت حنينا وقلنديا الذي يتم الأن العمل عليه وعدة أنفاق وطرق أخرى، هدفها احتكاك المستوطنين بالتجمعات والمدن الفلسطينية في القدس.

وبيّن أنّ وجود الفلسطينيين يُشكل عائق على الاحتلال لتكثيف المستوطنات والخطط المتعلقة بالأنفاق الالتفافية المباشرة، لتسهيل علاقة المستوطنين المحيطين بالقدس في قلب المدينة خصوصًا في البلدات القديمة.

ولفت رئيس مركز القدس الدولي إلى أنّ المشاريع تهدف إلى تركيز الوجود الديمغرافي للمستوطنين في داخل القدس؛ لأن الكثير من الوسائل فشلت في استقطاب عدد أكبر من المستوطنين في المدينة ومحيطها، بسبب وجود زخم ديمغرافي فلسطيني كبير الذي يزعج المستوطنين ويخيفهم ويحد من إقامتهم في المدينة.

مصادرة الأراضي وتأمين الطرق للمستوطنين

الباحث المقدسي فخري أو دياب أوضح لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ الأنفاق التي تبدأ من جنوب القدس وصولًا إلى مستوطنات الخليل مرورًا ببيت لحم؛ لتسهيل وصول المستوطنين من القدس ومن الأراضي الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل إلى المستوطنات والعكس.

وأكد أبو دياب أنّ حرمان الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية التي يعتمدون عليها ومصدر رزق لهم يعتبر فصل نهائي للفلسطينيين من خلال هدم المنازل وتجريف الأراضي بسبب مشروع الأنفاق وهو ضم فعلي للأراضي الفلسطينية وتوسعة القدس من الجهة الجنوبية، وتأمين الطرق للمستوطنين وخاصة أنّ الحكومة القادمة ستكون من أولوياتها زيادة المستوطنين والمستوطنات.

وأشار إلى أنّ الأراضي التي يتم سرقتها ومصادرتها وشق الطرق لمنفعة المستوطنين، هي أراضي فلسطينية تم احتلالها عام 1967 وحسب القوانين الدولية تعتبر أراضي محتلة.

وتابع أنّ الاحتلال يفرض واقع جديد على تلك المنطقة ويقوم بمخالفة القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية، مؤكدًا أنّه يجب على الفلسطينيين استعمال أوراق الضغط على المجتمع الدولي لوقف مصادرة الأراضي وعدم التراخي بتطبيق الاتفاقات.